تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يؤذن حيّا .... ويُقيم ميتاً!

ـ[طويلبة علم]ــــــــ[15 - 11 - 08, 10:55 م]ـ

توفي يوم الخميس العم محمد مؤذن جامع الملك فهد بتبوك ومنذ صغري وانا راي العم محمد في ذلك الجامع وأما إمامه فهو إبنه الشيخ سعود

لاتستغربوا فالمؤذن هو الأب والإمام والخطيب هو الأبن

.......................

قد يقف المرء مذهولاً أمام قصص الصالحين وأخبار الراحلين من سلفنا الصالح .. !

وقد يأخذه العجب من ذلك الذي لم تفته تكبيرة الإحرام أربعين عاماً.

أو الذي مات وهو يردد مرحباً بضيوف الله.

أو الذي يقوم الليل كله بآية يرددها .. وإلى غير تلك القصص والمحامد لقوم كانوا هنا ..

ولكن عجبه سوف يطول ... وذهوله سوف يعظم حين يقرأ قصة تشابه تلك القصص

ولكن ليس في بطون الكتب ولا في سير السلف ولكن في حي (الكهرباء) .. !!

تعالوا معي وشاهدوا ذلك المؤذن الذي لم يتخلف عن مسجده ..

لنسمع صوته المفعم بالإيمان الذي يدعونا به إلى الصلاة ..

صوت لم ينقطع خمسين عاماً عن نداء الناس إلى الصلاة ..

تخيلوا هذه السنوات ... وحاولوا بكل ما أعطيتم من جهد أن تقدروا عدد الذين لبوا هذا النداء ..

ضعوا صورة خيالية لأعداد الصفوف التي وقفت مصليه بعد سماعه نداءه ..

أبذلوا جهداً خرافياً لمحاوله معرفة كم سمع صوته من الحجر والوبر والبشر .. !!

بترت رجله ... فقلت آن له أن يستريح!!

ولسوف أحنّ لسماع صوته .. !

وإذ بي أراه يتهادى بين رجلين ليقف منادياً بحي على الصلاة ..

في رمضان 1428 بكيت وأنا أراه يزحف على يديه ليجلس على كرسيه المعد له ..

سمعته الجمعة الماضية يؤذن فقلت لماذا لا أسجل هذا الصوت الذي يربطني بمئات الذكريات

في ذلك الحي ... ضحكت حينها في نفسي على هذه الفكرة .. وها أنا أبكي عدم تطبيقها .. !!

أذن بالناس البارحة لصلاة المغرب ..

ولم يدري الناس أنه الآذان الأخير .. وأنهم لن يسمعوا هذا الصوت مرّة أخرى .. !

سقط قبل آذان العشاء ... وحين حُمل بالإسعاف سمع مؤذناً غيره يؤذن في مسجده

التفت إلى مسجده العامر عشرات السنوات بصوته .. تأمل منارته الشاهقة

فبدأ يتمتم بصوت ضعيف مرهق .. أقترب منه الشيخ سعود ليسمع صوتاً طالما أحبه

إنّ الموت وألمه ووجعه يغزو جسده المنهك وهو يقيم الصلاة بصوت متقطع .. !

لم يطق صبراً أن يؤذن أحداً غيره فهاهو يقيم الصلاة ولكن .. وحده هذه المرة .. !

مات المؤذن ..

وترك الإمام وحيداً ... وترك المحراب باكياً

وترك من أحبه ... وأحب صوته .. وأحب ذكراه .. يقلب الطرف أمام قبره يبحث عمن يعزيه به ..

فلا يجد مصبراً ... ولم يلتفت إليه أحد!!

أبو يزن

الجمعه ... 16_11_1428

منقول

رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته

ـ[هاني الحارثي]ــــــــ[15 - 11 - 08, 11:40 م]ـ

اللهم اغفر له وارحمه

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير