تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وعندما وصلت حالتي إلى أسوأ ما يكون تركت جميع العلاجات التي صرفها لي الأطباء والتي اخذتها بنصيحة الاصدقاء وبقي العلاج الالهي الروحاني الرباني الذي لم أجربه في حياتي، فخطر في بالي أن أحافظ على الصلوات ففط بدون ترك باقي المعاصي ..

كانت المعاناة لازلت موجودة في بادئ الأمر ولكني شعرت بتحسن طفيف في جميع أموري وليس الرهاب فقط .. فبدأت احافظ على السنن والاذكار بعد الصلاة وتخلل هذه المرحلة فتور، ورجوع، وتكاسل، وانتكاسات، وشكوك في العقيدة، وأوهام، وتساؤلات عن الأمور الغيبية وغيرها وهذه الأمور هي العقبات التي صدّت كثيرا من الناس عن صراط الله المستقيم. فهم يتفاجؤون بها في بداية الطريق ويرجعون ولا يثبت إلا من ثبّته الله.

مع مرور الوقت واستمراري على المنهج الجديد الذي سلكته ومجاهدة نفسي بالثبات عليه شعرت بتحسن فضيع جدا في جيمع مناحي حياتي ومن ظمنها الرهاب. فعلق في ذهني هذا الأمر الغريب وهذا، فكانت سبحان الله!! هموم وغموم كالجبال تبدأ بالتلاشي تدريجيّا .. أعجبني هذا الشيء جدّا وبدأت تتفتح لي أمور خفيّه وتنحل لي ألغاز في مواضيع مختلفة. فزادني ذلك مجاهدة لنفسي وخشية من تضييع ما كسبته خلال هذه الفترة ..

بدأت اموري تسير على ما يرام .. أحسست أن حياتي أصبحت سهلة .. وعلاقتي بالمجتمع بدأت تتحسن .. واحتكاكي بأهلي وزملائي وأقاربي بدا يكثر .. مع العلم أنني لازلت رهابيا بنسبة 80%

كانت الطامة الكبرى .. والمصيبة العظمى .. والبلوى التي مابعدها بلوى .. ان أنفرد بكلام في مجلس .. أو أمام رفقائي .. وكنت عندما أفعلها .. يتغير وجهي واصبح كالطفل الخائف الذي يكاد ان يبكي .. ثم أعود بعدها أشعر بالذل والهوان والاحتقار ..

اقترحت على نفسي أن أزيد من الطاعة وأقتحم عالم العبوديّة وأزاحم الصالحين لعلني أجد تحسننا أفضل .. وبعد معركة صعبة المنال مع الشيطان الرجيم استطعت ان أتغلب عليه واحطم جميع ماكنت أملك ويا كثر ماكنت أملك من أشرطة الغناء والطرب ..

وهنا وصلت إلى نقطة تحول كبيرة في حياتي ((اكتشفت أنّ الغناء واللهو كان سبب كبير في رهابي)) فحالتي تحسنت بنسبة 50%

والمفاجئ يا أحبابي أنّني وجدت هدايا عظيمه من الله سبحانه وتعالى, بمعنى أن ما حصلت عليه بسبب تركي للمعاصي وتقرّبي من الله ليس زوال الرهاب فقط، بل حصلت على أشياء عظيمه جدا جعلتني أشعر بحسافة وحسرة وألم وندم شديد على ماضاع من عمري الماضي. وفي نفس الوقت جعلني أشعر بعطف وشفقة ورحمة على أهل المعاصي الذي كنت بينهم .. رأيت الكنوز العظيمة في البكور الى المسجد، وطعمت الحلاوة التي ما مثلها حلاوة في قراءة القران بتدبّر وخشوع، وشاهدت جمال مراقبة الله وبر الوالدين والصدقة والاحسان الى الناس ..

كم قد سمعت المشايخ والوعّاظ الذين يقولون بأنّ السعادة بالقرب من الله، فكنت أفسر ذلك وأردّه إلى أنّه وهم لا حقيقة له، فالانسان اذا اقنع نفسه بشيئ سوف يحصل عليه حتّى لو أقنع نفسه بأن أكل الحجر سينفعه سيقع ذلك ولا شك وكان كلامهم هذا بمثابة التّكرار الممل والدعاية المنمّقة ..

ولكنّني عندما جربت بنفسي ووصلت إلى تلك المرحلة تغيّر كل شيئ .. فلم اجد ذلك الوهم و الملل ولم اجد القهر والتزمّت والتشدد الذي كان أوّل ما بتيادر إلى ذهني عند سماع الشيخ أو الداعية ..

ولله الحمد والمنّة بدأت بفعل الطاعات واحدة تلو الأخرى، وبدأت بترك المعاصي كذلك .. وكلما وصلت الى درجة من الايمان والتقوى وجدت الكنوز والهبات والكرامات والسعادة الحقيقية التي لن يفهمها الا من عاشها ..

جاهدت نفسي في قيام الليل بركعيتن خفيفتين في البداية حتى صرت أقوم زيادة على الساعة وهناك حصلت لي العجائب، وانكشفت لي الأمور، ورأيت ما لم يره إلا القليلين فيا خسارة المحرومين ويا ضيعة الغافلين!! .. ويعلم الله أنّي لا ابالغ في كلمة قلتها ولكن من جرّب عرف مثل معرفتي ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير