فيا فلذات الأكباد، و يا قرة عيون الآباء و الأجداد، و يا أمل البلاد، و يا حملة الاسلام الى البنين و الأحفاد، أهديكم هذا المقال المكتوب، فأعيروني القلوب، و أقدم لكم عصارة ما جادت به القريحة، من التوجيه و النصيحة، فلا تبخلوا بالاستماع، فتحرموا الانتفاع، و والله أرجوا لكم الخير، و أخشى عليكم من الغير ...
إن العالم اليوم قد تغير، و بالتكنولوجيا صار يدار و يُسَيِر، و بخاصة عالم الاتصال، فصار الاستغناء عنه من المحال، و سخرت له الآلات، في كل المجالات، فهذا الهاتف النقال، يغنيك عن التحرك و الانتقال، و قد تنوعت خدماته، و تعددت استخداماته.
وهذه شبكة الانترنات، التي قطعت الفيافي و المفاوز، و كسرت العوائق و الحواجز، و بنت جسور التواصل للقادر و العاجز، فصيرت العالم مدينة صغيرة، تنتشر فيه العلوم و الأخبار المثيرة، بسرعة البرق الكبيرة ..... ولكن؟؟
أحبتي في الله مهلا مهلا
تعالوا نقف حالا، مع أضرار شبكة العنكبوت، و هل تستحق الكتمان و السكوت، أم أن خطرها أشد من الموت، فالموت يقطع عن الدنيا و اللذات، و هي تقطع عن الآخرة و الجنات.
أحبتي، نعم من الله أربعة، فيها عظيم المنفعة، العقل و اللسان، و البصر و اليدان، يصيبها من ضرر شبكة العنكبوت، ما لا يعلمه الا الله ذو القهر و الجبروت ...
كيف ذلك؟
إن هواية التعارف أو الشات، على شبكة النات، بين البنين و البنات، دون تحرز لهي من أعظم الآفات، فقد غاب الحياء، و تكدر الصفاء، في قلوب بنات حواء، و صرن كالفراش المسكين، العالق في فخ العنكبوت اللعين، نعم هي شبكة للعناكب السامة، لقتل أبناء و بنات أمتنا المسلمة.
لقد كان في الماضي صعبا، أن تعرف الفتاة شابا، لكن النات غير الأحوال، و تغيرت الأمور من حال الى حال، فهذا الأماسان، ذو الغرف الخاصة للشابات و الشبان، حيث التعارف والشات، بين الطائشين و الطائشات، و هذا السكايب، الكثير يتحدث بأي شيء فلا عار و لا عيب، ناسين قول جبار السموات و الأرض" مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ " ...
إن الدردشة مع شخص مجهول، تفسد العقول، و تجر الى معصية الله و الرسول، بل تهدم العقائد، و توقع الشباب في الأفخاخ و المصائد، فكم ضاع من شاب، في مواقع التنصيرو التشييع و الارهاب، و كم ضاعت من فتاة في منتديات المعاصي و السيئات، فكم من دموع و حسرات، و كم من صرخات و آهات، على مآسي وقعت، و أعراض انتهكت، و فضائح أشيعت، على الشبكة نفسها فسبحان الله، و لا حول و لا قوة الا بالله.
إن ارتياد مواقع الفساد، يفسد قلوب العباد، ويلوث الأبصار، و يغضب القهار، و يذهب بنور البصيرة، فيمتلىء القلب وحشة وظلمة و حيرة.
إن تسخير اليدين و اللسان، في معصية الرحمن، و طاعة الهوى و الشيطان ـ فاللسان لكتابة الحوار المشؤوم، و اللسان للتحدث مع الشيطان المرجوم ـ لهو كفر بنعمة الله العظيمة، مستوجب لعقوباته الأليمة.
والله لا أجد للانترنات مثلا إلا الشيطان، ينصب لك الفخ ليوقعك في النيران.
احذروا يا أبنائي و يا بناتي شر الانترنت، و انتفعوا من خيرها كالمواقع الاسلامية الرسمية الهادفة و غيرها من المواقع العلمية النافعة و الملتزمة.
حفظكم الله
حفظكم الله
أخوكم في الله
الناصح الأمين سلسلة المقامات الدعوية ـ العدد1ـ
مؤسسة الزاد الخيرية للانتاج و التوزيع ـ الجزائر ـ
ـ[عبد الحميد الأثري الجزائري]ــــــــ[21 - 11 - 08, 10:33 م]ـ
بارك الله فيكم يا إخوان
ـ[أنس بن محمد عمرو بن عبداللطيف]ــــــــ[22 - 11 - 08, 07:10 ص]ـ
جزى الله خيراً من نقلها
ومن نسّقها
ومن نشرها
ومن قرأها
ـ[أبومالك المنصورى]ــــــــ[22 - 11 - 08, 10:48 م]ـ
جزاكم الله خيراً