[المقامة التوحيدية--نرجو منكم الدعاء]
ـ[عبد الحميد الأثري الجزائري]ــــــــ[24 - 11 - 08, 11:31 م]ـ
حدثني واعظ الخير في نفسي ذات يوم فقال:
السلام عليك أيها العبد، ما لفقرك الى الله من حد، و هو الغني ذو القوة و الجد،وجدت بعد عدم، و هو الأزلي الأول لم يسبقه عدم، نشأت في الرحم، و كنت علقة من دم، ثم مضغة من لحم، ثم كسيت من عظم، ثم نشأت نشئا آخر فسبحان من رحم،، خلقت من ماء، و هو رب الأرض و السماء، جعل نسلك من آدم و حواء، و هو الواحد فلا أصل و لا فرع ولا كفء في الصفات والأسماء، أنت بالضعف موصوف،و بالنقص والعجز معروف، و بالشرع محكوم و موقوف، و هو المحمود بالقوة والجلال، الموصوف بكمال القدرة والجمال، المنعوت بالعدل في شرعه و الكمال .. فهل فهمت القصد؟؟
قلت: وعليكم السلام أيها الواعظ، ماالذي تريده بهذه المواعظ؟؟
قال الواعظ: كأنك لم تفهم القصد، أم أنك نسيت العهد؟
قلت: أيََََ عهد تريد، أرجوك عجل بالتحديد!!
قال الواعظ: أما قرأت سورة الأعراف، أما تخشى على نفسك و تخاف، أما تعرف حقه الأعظم، وحديث ابن عباس في قصة معاذ مع نبيه الأكرم، صلى الله عليه و سلم ....
قلت: الآن فهمت المقصود، و عرفت المراد المنشود، انه واجب التوحيد، حق الله على العبيد ...
قال الواعظ: الحمد لله أنك أصبت، و في الاجابة مااضطربت، لكننا لم نكمل الكلام،لأغادر بسلام، و تستريح من العتاب و الملام، فهلا أخبرتني عن التوحيد، و أتيتني فيه بقول سديد ...
قلت: يقول صاحب القول المفيد، على كتاب التوحيد، هو في اللغة مصدر وحدَ، اذا جعل الشيء واحدَا، و في الشرع افراد الله بما به اختص، من الربوبية و الألوهية و تنزيهه عن النقص، في الأسماء و الصفات وويل لمن عطل أو انتقص ....
قال الواعظ: بوركت يا ولد، و رزقت العلم و السؤدد، فأخبرني عن أقسام توحيد الرحمن، وعن الآية الجامعة لها في القرآن؟؟
قلت: الجواب من نفس الكتاب، فلست بخائن و لا كذاب، فأقسامه ثلاثة بلا ارتياب، توحيد في الربوبية و توحيد في العبادة، و آخر في الأسماء و الصفات بلا نقص و لا زيادة.
و أما الآية ففي سورة مريم، و الله بها قد تكلم،) رب السماوات الأرض وما بينهما فاعبده و اصطبر لعبادته هل تعلم له سميا (.
قال الواعظ: جوابك صواب، و ماخالفت السنة و الكتاب، و لكن اشرح لي معاني هذه الأنواع، ليعم الخير و الانتفاع ...
قلت: أما توحيد الربوبية فافراد الله بالملك و الخلق، و كذا في التدبير و الََرَزق، وهذا عام في جميع الخلق) ألا له الخلق و الأمر (الأعراف) ولله ملك السموات و الأرض) آل عمران (و من يدبر الأمر) يونس.
و أما توحيد العبادة، فافراده في الألوهية و القصد و الارادة، فالأول باعتبار الاضافة الى الخلق، و الثاني باعتبار الاضافة الى الاله الحق، و ما أقول يا أخي الا الصدق ...
و أما توحيد الأسماء و الصفات، فافراده فيها مع النفي و الاثبات، على ما جاء في الكتاب و السنن الثابتات، على فهم السلف الثقات الأثبات ...
قال الواعظ: جواب موفق، وعلم محقق، فهلا أخبرتنا في الختام، عن آثارالتوحيد في الأنام، لتستريح و تنام، و نفترق على خير الكلام ...
قلت: فضله عظيم، و خيره عميم، و لا يجافيه الا لئيم، نور في الدروب،و هداية في القلوب، وتكفير للذنوب، و أمن من الله علام الغيوب، و لأهل التحقيق في هذا الباب، مزيد فضل من الوهاب، انه دخول الجنة بغير حساب .............................................. ..... الناصح الأمين
سلسلة المقامات الدعوية ـالعدد2ـ الجزائر
ـ[عبد الحميد الأثري الجزائري]ــــــــ[26 - 11 - 08, 08:38 م]ـ
هل من تعليق يا إخوان؟