تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[دليل العناية]

ـ[عمر الريسوني]ــــــــ[26 - 11 - 08, 04:05 م]ـ

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

معرفة الله تعالى من أعظم المعارف وأجلها، إذ هي الأساس الذي تبنى عليه الحياة الانسانية، وقد أقام علماء الإسلام الأدلة الكثيرة والمتنوعة على أن وجود الله عز وجل حقيقة لا شك في أمرها، ولا مجال لإنكارها، ووجود الله تعالى تشهد به الفطرة السليمة، والقلوب التي فقهت وأدركت نور الحقيقة

يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله: وجود الله تعالى من البداهات التي يدركها الإنسان بفطرته، ويهتدي إليها بطبيعته وليس من مسائل العلوم المعقدة، ولا من حقائق التفكير العويصة.

وكمثال اذا دخلت قصرا وألقيت نظرة داخل هذا القصر ووجدت بيوتا حسنة الترتيب وكل شيء أخذ مكانه

نسق جميل وترتيب بديع، لا فوضى ولا عبثية، أضواء وأنوار تضفي على المكان روعة، واعداد في غاية الدقة والحكمة، فأول ما يتبادر الى ذهنك وأنت داخل القصر .. من أعد ترتيب هذا القصر الجميل بكل هذا الاعداد المتقن؟

واذا خرجت من هذا القصر وألقيت بنظرة في الآفاق واستجمعت كيانك وأبصرت وأبصرت مليا

ستتذكرحتما قوله تعالى:

“تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا”.الآية

انه دليل العناية،فهذا الاعداد المتناهي في الدقة والحكمة لم يأت عبثا بل جاء وفق تقدير وحكمة وقوانين مضبوطة.

واذا تأملت من حولك وتعمقت في أصاغر جزئيات المادة وما حولها ستجد هذه النسقية الفريدة وحسن الترتيب البديع، اذن فهناك نظام أوحد متكامل وبديع سواء في آفاق هذا الكون ونظامه الرهيب، أوفي ذراته وجزئياته الدقيقة، وكمثال: هو ما تنقله لنا هذه الصورة لجزيء ذري متناهي الصغر والذي تم تكبيره بواسطة أساليب جد متطورة:

http://www.cite-sciences.fr/francais/ala_cite/expositions/nanotechnologies/images/diapo01/08-stm15.jpg

ويتبين لنا من خلال هذه الصورة أن بصرنا المحدود لا يجلي لنا بعض الحقائق العميقة في جزئيات الذرة المتماسكة بنواتها وما دونها من جسيمات التي لا نهاية في صبر أغوارها وتحديد عوالمها اللا نهائية وأسرارها البديعة والمودعة باحكام، ولجسيماتها المرتبطة باتقان في حركة دائبة من الاهتزازات المستمرة التي لا تنقطع وهذه الجسيمات تصدر موجات صوتية ذات ترددات مختلفة، وتاخذ أشكالا هندسية مختلفة وباهرة باختلاف عناصرها المكونة، وهي آيات ناطقة، أنطقها العزيز الحكيم الذي أنطق كل شيء، ومشكلة نظاما دقيقا في غاية الدقة والروعة وشاهدة بالتمجيد والتعظيم والتنزيه لله عز وجل.

(هذه الصورة لجزيء ذرة متناهي الصغر لا يرى بالعين المجردة وتم تكبير هذا الجزيء ملايين المرات بواسطة: Microscope a effet tunnel )

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير