الأُمُور أنْ يَجْلِسْ الإنسان وفي رُبع ساعة ثلث ساعة يقرأ جُزْء من القرآن، وفي الجُزء الواحد أكثر من مئة ألف حسنة، ومن أيْسَر الأُمُور أنْ يَقرأ القُرآن في سَبْع، كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام- لعبد الله بن عمر ((اقرأ القرآن في سبع ولا تزد)) منْ أيْسَر الأُمُور إذا جَلَسْ بعد صلاة الصُّبح حتَّى تنتشر الشمس قرأ سُبع القرآن على طَرِيقة السَّلف في تقسِيم ساعة واحدة بعد صلاة الصبح من كُلِّ يوم كفيلة بأن يقرأ القرآن في سبع، الختمة الواحدة التي يُقرأ فيها القُرآن على مدى أسبُوع مع الرَّاحَة التَّامَّة من غير انشغال ومن غير قطع للأعمال كَفِيلَة بما يَزِيد على ثلاثة ملايين حسنة، وهذا على أقلِّ تقدير، واللهُ يُضاعف لمن يشاء! يعني إذا احْتَفَّ بهذهِ القِراءة شيءٌ من التَّدَبُّر، شيءٌ من التَّأَمُّل والتَّأَثُّر يزيد الأجر يُضاعف الله لمنْ يَشاء إلى سبعمائة ضِعف وجاء في المُسْنَد حديث وإنْ كانَ فيهِ ضعف؛ لكن الجُمهُور يَقْبَلُونهُ في مثل هذا الباب، الضَّعيف في الفضائل ((إنَّ الله يُضَاعِفُ لبعض خَلْقِهِ إلى ألفَيْ ألف ضِعْف)) فَضْلُ الله لا يُحَدّ، فإذا احْتَفَّ بهذهِ القِراءة شيءٌ من التَّأَثُّر والتَّدَبُّر والتَّرتيل؛ لأنَّ القراءة على الوجه المَأْمُور بِهِ أَوْرَثَت من العلم واليَقِين والطَّمأنينة ما لا يُدْرِكُهُ إلاَّ منْ قَرَأَ على هذهِ الصُّورة، كما قال شيخُ الإسلام -رحمهُ الله تعالى-، والهُدى في تَدَبُّرِ القُرآن:
فَتَدَبَّر القرآن إنْ رُمْتَ الهُدَى
فالعِلْمُ تحتَ تَدَبُّرِ القرآنِ
كما يقُول ابن القيِّم -رحمهُ الله-، فَعَلَيْنَا أنْ نَعْتَنِيَ بكِتَابِ الله -عزَّ وجل- قِراءةً، وعَرَفْنَا أنَّ الأجْر مُرَتَّب على القِراءة كُل حَرْف عَشْر حسَنَات، هذا أقلّ تقدير، مَا لم يُصاحب ذلك ما يُخلّ بهذهِ القراءة من رياء مثلاً أو استِخْفاف بالمَقْرُوء أو ازْدِراء للآخرين؛ لأنَّ بعض النَّاس يُفتح لهُ هذا الباب ويَقرأ القرآنْ، ويُكْثِر من قِراءةِ القُرآن؛ لكن إذا جلس في المسجد وخَرَج فُلان من المسجد أَتْبَعَهُ نَظَرُهُ إلى أنْ يخرُج يزْدَرِيهِ ويَحْتَقِرُهُ!!! – لا يا أخي وما يُدْرِيك لعلّ الله -سُبحانهُ وتعالى- يرفَعُهُ فُوقك درجات.
والعُجب فاحذره، إنَّ العُجبَ مُجْتَرِفٌ
أعمالَ صَاحِبِهِ في سَيْلِهِ العَرِمِ
علينا أنْ نعمل، وعليْنا أن نعمل بإخلاص ولا نَزْدَرِي الآخَرِينْ، ولا نَتَرَفَّع على الآخَرِينْ، العِلْم الحقيقي الشَّرعي المبني على الكتاب والسُّنة كُلما ازداد منهُ الإنْسَانْ؛ ازْدَادَ في التَّواضُع، ومعرفة قَدْر النَّفس؛ لأنَّهُ مهما بَلَغْ، ولو أحَاطَ بِعُلُومِ الدُّنْيَا كُلِّها، لو حَفِظ جميع ما أُلِّف! وفَهِمْ جميع ما كُتِبْ!، يعني تميَّز بالحَافِظَة التِّي تُسْعِفُهُ لِحِفْظ جميع ... وهذا مُستحيل ... والفَهم الذِّي يُسَهِّل عليهِ جميع ما كُتِبْ؛ فإنَّهُ بأِّي حالٍ من الأحوال لنْ يَخْرُج عن قولِهِ تعالى: {وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} [(85) سورة الإسراء] فإذا افْتَرَضْنا على سبيل الافتراض، وهذا غير واقِعْ، إنَّ شخْصاً حَفِظ جميع ما كُتِبْ، وفَهِم واسْتَوعَبْ؛ فإنَّهُ لنْ يَخْرُج عن قولِهِ -جلَّ وعلا-: {وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً}، فعلى كُلِّ إنْسَانْ أنْ يَعْرِفَ قَدْرَهُ، وعلى طَالِبِ العلم أنْ يَتَحَلَّى بالحِلْم، والصَّبر، والأنَاة واحْترام الآخرينْ، وتَقْدِير وُجهات النَّظر التِّي يُعْرَفُ من صَاحِبِها حُسْن القَصْد، أمَّا أنْ يُصَادِر الأفْهَامْ، ويحكُم على الآخرين بالخَطَأ، وتصير وَظِيفتُهُ جرح وتعديل للكبار والصِّغار!!! للمُتَقَدِّمين والمُتأخِّرِينْ!!! هذا نفس الطَّريقة؛ هذهِ إنَّما تُورِث حرمان بركة العلم والعمل، تَجِدْ من اشْتَغَلْ بالقِيل والقال هذا نَصِيبُهُ مِمّا حَصَّل!! لا يُوفَق لمزيد علم ولا عمل، واللهُ المُسْتعان، المَقْصُود أنَّ علينا أنْ نَعْتَنِي بالوقت، فالوَقْتُ هُو العُمُر، عُمرُك أيُّها الإنْسَانْ هُو وقتُك الذِّي تَعِيشُهُ، هُو أنْفَاسُكْ، وإذا كُنَّا سَوفَ نُودِّع عام كامل بعد ثمانية أيَّام أو تِسعة أيَّام، فعلينا أنْ نُوَدِّعُهُ بما يَسُرُّنا أنْ نَرَاهُ يوم القِيامة وأنْ يُخْتَمَ لنا بِخَيْر.
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[12 - 12 - 08, 11:06 م]ـ
حفظ الله الشيخ وبارك الله في عمره وعلمه
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[07 - 01 - 10, 12:03 ص]ـ
فهل من معتبر بمرور الليالي و الأيام
ـ[السوادي]ــــــــ[09 - 01 - 10, 08:20 ص]ـ
حفظ الله الشيخ وبارك الله في عمره وعلمه