تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

رسول مَن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ

ـ[كاتب]ــــــــ[01 - 12 - 08, 07:45 ص]ـ

نقل ابن كثير رحمه الله في تفسيره (3/ 492) ما أخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج68/ 251 - 252) عن أبي بكر محمد بن داود قال: كان بدمشق رجل له بغل يكريه (1) من دمشق إلى تل الزبداني ويحمل عليه الناس، فذكر أنه أكرى بغله مرة رجل يحمل عليه متاعا له بأجرة معلومة، فلما صار خارج الدرب لقيه رجل وسأله أن يحمله على رأس الحمل ويأخذ منه أجرته، قال: فرغبت في الكراء وحمله فوق الحمل، ولزمت المحجة (2) قال: فلما صرنا ببعض الطريق قال لي: هل لك أن تأخذ بنا هذا الطريق فإنه مختصر ويجيء عند مفرق طريقين؟، قال فقلت له: أنا لا أخبر هذا الطريق ولا أعرفه، فقال: أنا أعرفه وقد سلكته مرارا كثيرة. قال: فأخذت في ذلك الطريق، فأشرفت على موضع وعر وحش وواد عظيم هائل واستوحشت، وجعلت أنظر يمنة ويسرة ولا أرى أحدا، ولا أرى أي إنسان، فبينا أنا كذلك إذا به يقول لي: أمسك برأس البغل حتى أنزل، فقلت له: هل تنزل هنا في هذا الموضع؟، مُر بنا نلحق البلد بوقت. فقال: خذ ويلك برأس البغل حتى أنزل، وقد أشرفت على واد عظيم يخايل لي أن فيه أقواما موتى، فأمسكت برأس البغل حتى نزل، ثم شد على نفسه ثيابه، وأخرج سكينا عظيما من وسطه، وقصدني به ليقتلني، فعدوت (3) من بين يديه وأنا أقول: يا هذا خذ البغل وما عليه، فقال: هذا هو لي وإنما أريد أقتلك، فخوَّفته بالله عز وجل، وتضرعت إليه، وبكيت، وحذرته من عقوبة تلحقه، فأبى وقال: ليس بُد من قتلك، فاستسلمت في يده، وقلت: دعني أصلي ركعتين، ثم افعل ما بدا لك، فقال افعل ولا تُطوِّل، فابتدأتُ بالتكبير وارتج علي القراءة حتى لم أذكر من القرآن حرفا واحدا، وأنا واقف متحير، وهو جالس بحذائي يقول: هيه أفرغ، فأجرى الله على لساني بعد وقت فقرأت: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) (4) فإذا أنا بفارس قد أقبل من نحو الوادي وبيده حربة فرمى بها الرجل فما أخطأت فؤاده، وخر صريعا، فتعلقت بالفارس وهو منصرف وقلت له: بالله من أنت الذي مَنَّ الله بحياتي بظهورك؟، فقال: أنا رسول مَن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ. قال: فأخذت البغل والحمل ورجعت إلى دمشق سالما.

ــــــــــــــــــ

(1) يحمل الناس عليه بالأجرة.

(2) الطريق الذي يعتاده الناس في المسير.

(3) جريت.

(4) النمل: 62.

قلتُ: وفي الباب: " قصة غرق الشيخ محمد المنجد " كما رواها صاحبه، وكما رواها هو بنفسه (حفظه الله). ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=136320)

ـ[الفارسكوري]ــــــــ[28 - 11 - 09, 05:41 ص]ـ

وفي القصة فوائد .. نفع الله بها.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير