تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مما رأيت وسمعت ....]

ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[05 - 12 - 08, 01:49 ص]ـ

[مما رأيت وسمعت ....]

هذا العنوان مقتبس من عنوان لمحاضرة ألقاها فضيلة الشيخ عبد العزيز السدحان - حفظه الله - ....

قال الله تعالى {فاقصص القصص لعلهم يتفكرون}.

يقول الشيخ عبد العزيز السدحان - حفظه الله-

هناك أخبار و أحداث تمر على الإنسان في حياته اليومية .... تحمل في طياتها العديد من العبر والعظات ....

القصة موعظة صامتة .....

فتارة يكون هذا الموقف مؤثرا، يدعوا إلى الإعتبار و التفكر .... وتارة يكون من عجائب قدر الله - تعالى - ....

فيعلم الإنسان أن الأمر كله لله - تعالى - ..... وتارة يكون ذلك الموقف من باب رد الجميل، وهذا من فضل الله - تعالى - ....

وتارة يكون من باب رد العقوبة، وهذا من عدل الله - تعالى - .....

{ولا يظلم ربك أحدا}

وتارة يكون ذلك الموقف من طرائف الأحوال، التي يتملح بها وتذكر للسماءة و الملل .... وكل منا لو استحضر مامر عليه، وما سمع لوجد أن عنده رصيدا كثيرا .... وعند ذكر القصص يقال {بأن تدوين القصص علم معروف عند سائر الأمم} ...

انتهى قوله

****

لا شك أن كل واحد منا مرة معه أحداث، وحصلت معه أمور في الحياة أكسبته علما غزيرا، أو حكمة بالغة ....

لذلك أود أن نذكر لبعضنا البعض عن بعض الأمور التي حصلت معنا، وأكسبتنا علما أو حكمة ....

نذكر القصة، ثم نذكر معها فوائدها ....

فما رأيكم أيها المباركون .....

من باب التملح، ونذهب السماءة .....

ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[05 - 12 - 08, 11:39 م]ـ

اكتبوا أنتم أولا، ثم ألحقكم أنا ثانيا .....

ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[07 - 12 - 08, 08:56 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحمن

مما سمعت .......

لاشك أن الأصل في النفس العالية أنها لا تخضع للحوادث ولا تذل لها، مهما كان شأنها، ولا تلين صعدتها أمام النكبات و المدلهمات والأرزاء مهما عظم خطبها وجل شأنها، بل يزيدها من الحوادث وعض النوائب قوة ومراسا.

أحدثكم أيها المباركون عن فتاة شابة سلفية أثرية، كانت تدرس في مجال الطب، من الله عليها بالإستقامة وحب التدين وطلب العلم، لكن كانت تلقى الأذى العظيم من والديها، وتكابد في أذاهم لها شدة عظمى، لم أرى و أسمع مثلها فيما مر بي من قصص وحكايات عن الناس، كان أبوها يضربها في الشارع أمام الجامعة أمام زميلاتها وزملائها، ويمزق لها جلبابها، وكان لا يجعلها تطلب العلم الشرعي ولا حتى قراءة القرآن، وكانت إذا أرادت قراءة القرآن أو شيء من العلم الشرعي تذهب إلى بيت الإستحمام {تعمل نفسها أنها تستحم وهي تطلب العلم وتقرأ شيئا من الفقه} قال لها يوما وقد رآها تقرأ في القرآن {إذا رأدت قراءة هذا فخرجي إلى الخارج} وقطع عليها مصروفها، بعدما كان يمدها بالأموال الطائله، لأن أباها ثري جدا، حتى شعرنا مكانها أنه سيدب اليأس والإستسلام إلى نفسها دبيب المنية في الأجل، وظننا أنها لابد هالكة في ديننها فتنتكس.

سمعنا كثيرا عن شباب في عمر القوة و البأس الشديد، وكانوا على استقامة وتدين، لكن بمجرد أن تلقوا الأذى من الناس و الأقارب تركوا الإستقامة وانتكسوا.لم يقاوموا أذى الناس لهم، لكن هذه الفتاة القوية المناضلة كانت عكس هؤلاء القوم، لا يزال الدهر عابسا في وجهها تتلقى ضروبا من الأذى .... و الضرب ... و الشتم و السب ... و السخرية .... وركل بالأرجل ... في سبيل جعلها تنزع الجلباب وتنسلخ من منهجها وعقيدتها السلفية المرفوض كليا ونهائيا لدى أبويها، فكانت تصبر وتحتمل ولا تيأس ولا تستلم ولا تفتر لها همة أو عزيمة، وكانت تدعو الله ليلا ونهار أن يفرج لها كربتها، وبينما هي هكذا تكابد من أجل دينها، وتغالب الأيام عليه مغالبة حتى شاء الله ورفع عنها البلاء ورزقها بعمل بعيد عن أهلها، فصارت تعمل في مجالها الطبي، واستقلت بنفسها كليا.

ماذا كانت تلاقي هذه الفتاة:

1: الضرب.

2: الشتم و السب.

3: السخرية والإستهزاء بالدين و الجلباب.

3: إهانة شخصيتها.

4: الطرد من المنزل، وقطع مصروفها

.

هل كانت في هذه الحال تطلب العلم.

نعم وبالتأكيد.

كانت:

أولا: تحفظ القرآن الكريم، حتى حفظت منه ثلاثون حزبا أو أكثر.

ثانيا: تحصلت على إجازة في تجويد الكريم بمخارجه الصحيحة.

ثالثا: تطلب العلم الشرعي.

رابعا: تفرغ الأشرطة الدينية.

خامسا: تحضر الحلقات العلمية الشرعية.

أيها المباركون لقد انقطعت أخبارها عني إلى حد الآن، المرجو منكم إخوة و أخوات أن تدعو لهذه البائسة و المناضلة من أجل دينها.

الفائدة من هذه القصة

تعلمت من هذه القصة لهذه الأخت الفاضلة أنه لا يوجد صعب في هذه الحياة في سبيل الله - الواحد الأحد - غير الخطوة الأولى، فإذا أخطاها المرء هان عليه ما بعدها.

و الله المستعان

كتبت هذه القصة على عجالة شديدة من أمري، وخصوصا نحن نتظر أن يأتي كبش العيد إلى منزلنا

و صلى اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير