تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[إعادة عمارة المسجد الحرام وفق نظرية كونية]

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[12 - 12 - 08, 01:32 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين

اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

[إعادة عمارة المسجد الحرام وفق نظرية كونية]

شهد المسجد الحرام بمكة المكرمة تطوراً وتوسعاً أفقياً ورأسياً وخدمياً وتقنياً إبان العهد السعودي، مما أثلج صدور المؤمنين في شتى أصقاع الدنيا، وقد كان المسجد الحرام في وقت مبكر الهم الأكبر لولاة الأمر وهاجسهم في حلهم وترحالهم، وقد بذلوا في سبيل تطويره وعمارته من الجهد والمال الشيء الكبير وهو ليس بكثير على بيت الله الحرام، وقبلة المسلمين، ومهوى أفئدة الملايين من الموحدين .. فكتب الله الأجر للمحسنين من الأولين والآخرين وأجزل لهم المن والعطاء.

ولأن المسلمين في العالم أجمع يتزايدون بمعدل قد يصل إلى 2 في المائة .. ولأن وسائل السفر أصبحت أكثر أمناً وأسرع وأسهل من قبل .. ولأن الدور والنزل حول المسجد الحرام آخذة في الاتساع والتطور .. ولأن المسجد الحرام بات أرحب وأوسع من ذي قبل .. لذا فإن أعداد الزوار والمعتمرين والحجاج لبيت الله الحرام بات في ازدياد مطرد، وبشكل لافت لصانعي القرار السعودي، الأمر الذي جعل البيت الحرام يضيق بهم على سعته شيئاً فشيئاً. وقد أدركت الحكومة السعودية ذلك منذ وقت مبكر فسارعت في عهد المغفور له بإذن الله تعالى الملك سعود بن عبد العزيز بعمل أكبر وأضخم توسعة شهدها المسجد الحرام آنذاك وذلك عام 1375هـ توسعة أحاطت بالحرم إحاطة السوار بالمعصم مطوقة الأروقة العثمانية بثلاثة أدوار ضخمة أحدها تحت الأرض.

وبقيت مساحة المسجد الحرام منسجمة مع عدد زواره سنين عديدة .. حتى ضاق بهم المسجد الحرام مرة أخرى في موسمي الحج ورمضان فسارع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله تعالى إلى إطلاق مشروع توسعة الحرم المكي عام 1409هـ التي تعد الأكبر مساحة والأكثر تقدماً في التقنيات المستخدمة في تاريخ الحرم المكي، وعلى الرغم من كل الجهود المبذولة والتوسعات الكبيرة إلا أن الطاقة الاستيعابية للحرم بعد مرور أقل من 20 سنة من أكبر توسعة شهدها تاريخ الحرم المكي أصبحت محدودة ولا تستوعب أعداد الحجاج والمعتمرين المتصاعد خاصة في رمضان وموسم الحج. وفي هذا العام 1429هـ سمع العالم الإسلامي بنية الحكومة السعودية إطلاق توسعة جديدة وكبيرة بصورة غير مسبوقة وذلك بعد مرور 20 سنة فقط من أكبر توسعة شهدها المسجد الحرام (صورة رقم 1).

http://www.aleqt.com/a/172144_4534.jpg

ولقد تسنى لي الاطلاع على نماذج مصورة للتوسعة الجديدة التي هي الأكبر في تاريخ الحرم المكي (التي ستقع في الجهة الشمالية من المسجد الحرام) .. وعند التأمل في كل توسعات المسجد الحرام القديمة منها (التوسعة العثمانية عام 979هـ) والجديدة (توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله 1429هـ)، وبالنظر كذلك في النمط الهندسي المتبع في التخطيط للمسجد الحرام نجد أن الهندسة المعمارية العثمانية عمدت ابتداءً بإحاطة صحن الكعبة الدائري برواق حجري مستطيل ومتكسر الأضلاع .. وأحسب أن المخططين والمهندسين المعماريين العثمانيين آنذاك لم يوفقوا في استخدام هذا النمط الهندسي، بل ولا ينسجم أو يتناغم مع الطبيعة الدائرية للطائفين والمصلين المحلقين حول الكعبة المشرفة؛ وعلى أثر هذا الخطأ الهندسي القديم ـ بحسب رأيي ـ انسحبت حوله التوسعات التالية والجديدة .. هذا أولاً.

وثانياً فإن التوسعات الأخيرة والمحيطة بالبناء العثماني جاءت وفق نمط معماري إسلامي وهو السرادق ذو الشكل المربع والمتكرر والمتناظر ويفصل بينها ممرات تحددها مئات الأعمدة الضخمة حتى أصبحت الصفوف غير متوازية ولا متصلة ولا حتى متناظرة بسبب نظام السرادق والأعمدة التي تصلح وتنسجم مع مسجد له قبلة واحدة، ولا تصلح أو تتماشى مع النمط الدائري للمسجد الحرام .. كما أنها استهلكت كثيرا من المساحة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير