ومما ينبغي أن ننتبه له: أن للصدقة في هذا الموسم أهميةً بالغةً، ففيه تعظيم الحاجة وتكثر الفاقة ويشتد البؤس، وإن بين أظهرنا وفي بلادنا أقوام من المسلمين لا يكادون يتلذذون بنوم ولا يهنأون برقاد وذلك مما يصيبهم من البرد الشديد حيث لا يجدون ما يلبسون ولا ما به يكتسون فيبيتون ليالي شديدة يقاسون فيها البرد والعراء.
ومن أولئك الفقراء كثير من العمال الذين يعملون لدينا ويعيشون قريباً منا من أصحاب الرواتب الزهيدة. فلا يدري أحدهم هل ينفق راتبه على نفسه أم يبعث به إلى أسرته التي تقطع جوعاً وعطشاً وعرياً.
فيا أيها المسلم: أيسرك أن تنام تحت أطباق الفرش هادئاً دافئاً مطمئناً وأن كثيراً من إخوانك يعانون ما يعانون؟
إن كان لا يسرك هذا فهب لمساعدتهم ونجدتهم بالفراش والكساء وبما تجود به نفسك. إن كثيراً من بيوت المسلمين تمتلك من الفرش المستعمة كمًا كبيراً فلماذا تضل حبيسة الخزائن والناس في أمس الحاجة إليها.
{فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَة * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَة * ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ * أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ} سورة البلد
اللهم أجعلنا ممن رحم عبادك ففتحت لهم أبواب رحمتك وجناتك. اللهم أجعلنا من يستمعون القول فيتبعون أحسنه يا رب العالمين
بارك الله لي لي ولكم ......
الخطبة الثانية
أما بعد، أيها المسلمون:
فمن نعم الله تبارك وتعالى وواسع فضله وكرمه أن جعل الشريعة الإسلامية شريعة ميسرة لا حرج فيها ولا ضيق، ولا تشديد ولا مشقة، فلم يكلف عباده ما لا يطيقون بل شرع ما بوسعهم فعله وباستطاعتهم إتيانه.
ومع تسهيل الله لهذه الشريعة ورفعه المشقة والحرج، فقد جعل لعباده حالات تسهل معها الأوامر وتكون أكثر تيسيراً من أصلها الميسر وذلك كحالات السفر والمرض ووجود الحرج وغير ذلك كثير.
ومن ذلك تيسيره على من لبس الخفاف أو الجوارب بأن يخلعها عند كل صلاة بل يكتفي بالمسح عليها فتحصل بذلك الطهارة الكاملة فضلاً من الله ونعمة.
وطريقة هذا المسح: أن يلبس الإنسان الخفين وهو على طهارة، فإذا مسح عليها لأول مرة بدأت مدة المسح من ذلك الوقت الذي مسح فيه.
مثال ذلك أن يلبسهما في الصباح وهو على طهارة فإذا جاء وقت الظهر ومسح عليهما بدأ وقت المسح عليهما من أول مسحة فيستمر يمسح عليهما العصر والمغرب والعشاء والفجر فإذا جاء الظهر من الغد وجب عليه عند إرادة الوضوء خلعهما وغسل رجليه ثم يلبسهما إن شاء ويفعل كما فعل بالأمس.
وإذا كانت الجوارب مخرقة أو فيها شقوق ولم تكن الشقوق فاحشة بحيث تخرج عن مسمى الجوارب فإنه يحوز المسح عليها. وكذلك يجوز المسح على الخفيف من الجوارب.
أيها المسلمون: قد يخفى عل الإنسان حكم من الأحكام أو يعرض له سؤال أو استفتاء فعليه أن يسارع إلى أهل العلم ويسألهم عما أشكل فهذا ديننا إن تعلمنا أحكامه وشرائعه سعدنا في الدنيا والآخرة وإن أهملناه وغفلنا عنه فإن الله غني كريم.
اللهم وفقنا لطاعتك ودلنا على سبيل مرضاتك واهدنا صراطك المستقيم
اللهم اغفر لنا ذنوبنا ...
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[20 - 12 - 08, 09:00 ص]ـ
بارك الله فيك على هذه الخطبة الجميلة وجعلها الله نافعة لكاتبها وقارئها وسامعها آمين
ـ[مصلح]ــــــــ[21 - 12 - 08, 08:00 ص]ـ
وأنت يا أبا أنس فبارك الله فيك وجزاك خير الجزاء عن أخيك
لعلك خطيب فتبر أخاك وتنفعه بالاستفادة من هذه الكلمات اليسيرات في خطبتك
تقبل الله منا ومنكم