فقول المؤلف رحمه الله: "و ما يكفر من الذنوب" من باب عطف الخاص على العام فان مغفرة الذنوب و تكفير الذنوب من بعض فضائله و آثاره كما ذكر شواهد ذلك في الترجمة.< o:p>
و من فضائله أنه السبب الأعظم لتفريج كربات الدنيا و الآخرة و دفع عقوباتهما.< o:p>
و من أجل فوائده أنه يمنع الخلود في النار إذا كان في القلب منه أدنى مثقال حبة خردل و أنه إذا كمل في القلب يمنع دخول النار بالكلية ... < o:p>
و منها أنه يحصل لصاحبه الهدى الكامل و الأمن التام في الدنيا و الآخرة ...
< o:p>
و منها أنه السبب الوحيد لنيل رضا الله و ثوابه و أن أسعد الناس بشفاعة محمد صلى الله عليه و سلم من قال لا اله إلا الله خالصا من قلبه ... < o:p>
و من أعظم فضائله أن جميع الأعمال و الأقوال الظاهرة و الباطنة متوقفة في قبولها و في كمالها و في ترتب الثواب عليها على التوحيد.< o:p>
فكلما قوي التوحيد و الإخلاص لله كملت هذه الأمور و تمت ... < o:p>
و من فضائله أنه يسهل على العبد فعل الخير و ترك المنكرات و يسليه عن المصيبات:< o:p>
فالمخلص لله في إيمانه و توحيده تخف عليه الطاعات لما يرجو من ثواب ربه و رضوانه و يهون عليه ترك ما تهواه النفس من المعاصي لما يخشى من سخطه و عقابه.< o:p>
و منها أن التوحيد إذا كمل في القلب حبب الله لصاحبه الإيمان و زينه في قلبه و كره إليه الكفر و الفسوق و العصيان و جعله من الراشدين.< o:p>
و منها أنه يخفف على العبد المكاره و يهون عليه الآلام، فبحسب تكميل العبد للتوحيد و الإيمان يتلقى المكاره و الآلام بقلب منشرح، و نفس مطمئنة، و تسليم و رضى بأقدار الله المؤلمة.< o:p>
و من أعظم فضائله أنه يحرر العبد من رق المخلوقين و التعلق بهم، و خوفهم و رجائهم، و العمل لأجلهم، و هذا هو العز الحقيقي، و الشرف العالي، و يكون مع ذلك متألها متعبدا لله لا يرجو سواه و لا يخشى إلا إياه، و لا ينيب إلا إليه، و بذلك يتم فلاحه و يتحقق نجاحه.< o:p>
و من فضائله التي لا يلحقه فيها شيء أن التوحيد إذا تم و كمل في القلب و تحقق تحققا كاملا بالإخلاص التام فانه يصير القليل من عمله كثيرا و تضاعف أعماله و أقواله بغير حصر و لا حساب و رجحت كلمة الإخلاص في ميزان العبد بحيث لا تقابلها السماوات و الأرض، و عمارها من جميع خلق الله كما في حديث أبي سعيد المذكور في الترجمة و في حديث البطاقة التي فيها لا اله إلا الله التي وزنت تسعتا و تسعين سجلا من الذنوب، كل سجل يبلغ مد البصر، و ذلك لكمال إخلاص قائلها، و كم ممن يقولها و لا تبلغ هذا المبلغ، لأنه لم يكن في قلبه من التوحيد و الإخلاص الكامل مثل و لا قريب مما قام بقلب هذا العبد.< o:p>
ومن فضائل التوحيد أن الله تكفل لأهله بالفتح و النصر في الدنيا و العز و الشرف و حصول الهداية و التيسير لليسرى، و إصلاح الأحوال، و التسديد في الأقوال و الأفعال.< o:p>
و منها أن الله يدافع عن الموحدين أهل الإيمان شرور الدنيا و الآخرة، و يمن عليهم بالحياة الطيبة و الطمأنينة إليه و الطمأنينة بذكره، و شواهد هذه الجمل من الكتاب و السنة كثيرة معروفة و الله أعلم. اهـ< o:p>
/ من كتاب القول السديد في مقاصد التوحيد. للإمام عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله.< o:p>
أبو همام الناصح الأمين< o:p>
سلسلة المقالات و المقامات الدعوية ـالعدد 7ـ< o:p>
مؤسسة الزاد الخيرية للإنتاج و التوزيع< o:p>
الجزائر العاصمة< o:p>
ـ[عبد الحميد الأثري الجزائري]ــــــــ[20 - 12 - 08, 06:40 م]ـ
رائعة بحق ....
دمت موفقا أبا همام
ـ[سمير زمال]ــــــــ[21 - 12 - 08, 03:56 م]ـ
ماشاء الله
ـ[أبو صهيب محمد المصري]ــــــــ[21 - 12 - 08, 07:08 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء.
ـ[ابواويس]ــــــــ[22 - 12 - 08, 12:00 ص]ـ
جزيت خيرا، وزوجت بكرا، وخلفت عشرا.
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[22 - 12 - 08, 05:31 م]ـ
شكرا لإخواني جميعا على المتابعة و التشجيع ........
و أقول لأخي أبي أويس:
شكرا شكرا، على قولك جزاك الله خيرا، أما أن أخلف عشرا، فاللهم ارزقني منهم برا، و إلا صاروا علي شرا ....... (ابتسامات)
بارك الله فيكم جميعا
أسأل الله أن لا يحرمني منكم يا أهل الحديث الطيبين ........
أحبكم في الله