تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال: فما حملك على ذلك؟ < o:p>

قلت: حديث حدثناه الشعبي < o:p>

قال: و ما حدثكم؟ < o:p>

قلت: حدثنا عن بريدة بن الحصيب أنه قال: "لا رقية إلا من عين أو حمة". < o:p>

قال: قد أحسن من انتهى إلى ما سمع .... و لكن حدثنا ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال:< o:p>

" عرضت علي الأمم، فرأيت النبي و معه الرهط، و النبي و معه الرجل و الرجلان، و النبي و ليس معه أحد، إذ رفع لي سواد عظيم، فظننت أنهم أمتي، فقيل لي: هذا موسى و قومه ... < o:p>

فنظرت فإذا سواد عظيم، فقيل لي: هذه أمتك ... و معهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب و لا عذاب."< o:p>

ثم نهض فدخل منزله، فخاض الناس في أولئك ... < o:p>

فقال بعضهم: فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه و سلم < o:p>

و قال بعضهم: فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله شيئا< o:p>

و ذكروا أشياء، فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبروه فقال:< o:p>

" هم الذين لا يسترقون و لا يكتوون و لا يتطيرون و على ربهم يتوكلون"< o:p>

فقام عكاشة بن محصن فقال: ادع الله أن يجعلني منهم ... < o:p>

فقال: أنت منهم!!! < o:p>

ثم قال رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم ... < o:p>

فقال: سبقك بها عكاشة!! ... ) < o:p>

ثم قال الشيخ:< o:p>

و في الحديث أكثر من فائدة،على طالبها بالخير عائدة ... < o:p>

أن العرب تقول البارحة عن الليلة الفائتة بعد زوال الشمس ... < o:p>

و تقول الليلة عن الليلة الفائتة قبل زوال الشمس ... < o:p>

و أن الحُمةَ لدغةُ ذوات السموم، حماك الله من تلك الهموم ... < o:p>

و أن الشاهدَ من الحديث و المناسبَ للترجمَهْ ... < o:p>

قوله " هم الذين لا يسترقون و لا يكتوون و لا يتطيرون و على ربهم يتوكلون" فاحفظه و افهمهْ ... < o:p>

أي أن السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بلا حساب و لا عذاب،< o:p>

هم الذين كملوا توحيدهم بتمام توكلهم على الوهاب ... < o:p>

و عدم تطيرهم و تشاؤمهم بشيء من الأشياء ... < o:p>

و عدم طلبِ الكيِ و لا الرقيةِ من حي من الأحياء ... < o:p>

لأن في كل ذلك تعلق بغير رب الأرض و السماء ... < o:p>

ثم ذكر حصين رقيته نفسه عملا بالسنة ... < o:p>

و تأييد سعيد بن جبير له و تذكيره بحديث دخول الجنَّة ... < o:p>

عن الذين لا يسترقون فتم توحيدهم و ذاك من تمام المنَّة ... < o:p>

و هذا لا يعارض فعل حصين فلا تسيئوا به الظنَّ ... < o:p>

و اعلم أن شيخ الإسلام أنكر لفظ "لا يرقون" ... < o:p>

و أثبت أن اللفظ الصحيح "لا يسترقون" ... < o:p>

... ثم طرح الشيخ السؤالَيْن، على الحضور و نحن جالِسَيْن ... < o:p>

و دعا للإخوة الحاضرين، و أوصاهم بالمراجعة و التمارين ... < o:p>

و غادرنا القناة، بهدوء و أناة ... < o:p>

و عدنا إلى الجزائر، و دخلنا عبر الستائر ... < o:p>

.... تمت المقامة الوهابية الخامسة .... < o:p>

.... نسأل الله التوفيق للسادسة!! ... < o:p>

أبو همام الناصح الأمين الجزائري< o:p>

سلسلة المقالات و المقامات الدعوية ـالعدد 9ـ< o:p>

مؤسسة الزاد الخيرية للإنتاج و التوزيع< o:p>

الجزائر العاصمة< o:p>

و إليكم مقاصد هذا الباب كما جاء في القول السديد لشيخنا العلامة:< o:p>

عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله ... < o:p>

باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب < o:p>

وهذا الباب تكميل للباب الذي قبله وتابع له ... < o:p>

فإن تحقيق التوحيد: تهذيبه وتصفيته من الشرك الأكبر والأصغر , ومن البدع القولية الاعتقادية , والبدع الفعلية العملية , ومن المعاصي ... < o:p>

وذلك ... < o:p>

ـ بكمال الإخلاص لله في الأقوال والأفعال والإرادات ... < o:p>

ـ وبالسلامة من الشرك الأكبر المناقض لأصل التوحيد، ومن الشرك الأصغر المنافي لكماله < o:p>

ـ وبالسلامة من البدع والمعاصي التي تكدر التوحيد وتمنع كماله , وتعوقه عن حصول آثاره. < o:p>

فمن حقق توحيده بأن امتلأ قلبه من الإيمان والتوحيد والإخلاص , وصدقته الأعمال بأن انقادت لأوامر الله طائعة منيبة مخبتة إلى الله , ولم يجرح ذلك بالإصرار على شيء من المعاصي , فهذا الذي يدخل الجنة بغير حساب: ويكون من السابقين إلى دخولها وإلى تبوء المنازل منها.< o:p>

ومن أخص ما يدخل في تحقيقه كمال القنوت لله وقوة التوكل على الله: بحيث لا يلتفت القلب إلى المخلوقين في شأن من شئونه , ولا يستشرف إليهم بقلبه , ولا يسألهم بلسان مقاله أو حاله , بل يكون ظاهره وباطنه وأقواله وأفعاله وحبه وبغضه , وجميع أحواله كلها مقصود بها وجه الله متبعا فيها رسول الله. والناس في هذا المقام العظيم درجات < o:p>

( وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا) [سورة الأنعام: الآية 132] < o:p>

وليس تحقيق التوحيد بالتمني ولا بالدعاوي الخالية من الحقائق , ولا بالحلي العاطلة , وإنما ذلك بما وقر في القلوب من عقائد الإيمان وحقائق الإحسان وصدقته الأخلاق الجميلة , والأعمال الصالحة الجليلة , فمن حقق التوحيد على هذا الوجه حصلت له جميع الفضائل المشار إليها في الباب السابق بأكملها والله أعلم.< o:p>

انتهى كلام الشيخ السعدي رحمه الله/القول السديد في مقاصد التوحيد (ص7،8).< o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير