تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عن ابن عمر قال كنا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال:

[كيف أنتم إذا وقعت فيكم خمس وأعوذ بالله أن تكون فيكم أو تدركوهن:

ما ظهرت الفاحشة في قوم قط يُعمل بها فيهم علانية إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم، وما منع قوم الزكاة إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا، وما بخس قوم المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان، ولا حكم أمراؤهم بغير ما أنزل الله إلا سلط عليهم عدوهم فاستنقذوا بعض ما في أيديهم، وما عطلوا كتاب الله وسنة نبيه إلا جعل الله بأسهم بينهم].

رواه البيهقي وهذا لفظه ورواه الحاكم بنحوه من حديث بريدة وقال صحيح على شرط مسلم وصححه الألباني – رحمه الله تعالى –.

ما بالكم إذا ضم إليه كفران النعمة؟!

نعم كفران النعمة أمره عظيم عند الله عز وجل، قال تعالى:

{{وضرب الله مثلا قريةكانت ءامنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان، فكفرت بأنعم الله، فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون}}.

ما بالكم لو ضممتم لكل هذا ما ينقض أصل الدين من أساسه وهو الشرك بالله العظيم؟!

نعم فالشرك يضرب بأطنابه الآن في كثير من بلاد الإسلام.

قال: " إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد ".

وهذه كلها كناية عن الركون إلى الدنيا، وترك الاشتغال بالآخرة.

أيها المسلمون:

هل معنى هذا أن دين الإسلام سيفنى ولا إسلام، ولا توحيد، وأنه قد انتهى كل شيء!، وأن الدِّولة للأمة الكافرة إلى الأبد؟!

لا والله، إن هذا الدين هو دين الله تعالى وهو دين الحق وسينصره الله، وسيظهر على الدين كله أحب من أحب، وكره من كره، وستكون الدولة له بإذن الله تعالى، ولا يمكن أن ينتهي و يندثر أبدا، لأن النصوص قد استفاضت بظهور هذا الدين شاء من شاء وأبى من أبى، بعز عزيز أو بُذل ذليل.

قال تعالى:

{{هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون}}.

"الهدى ودين الحق": قال العلماء:

الهدى: هو ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الإخبارات الصادقة والإيمان الصحيح والعلم النافع.

ودين الحق: هي الأعمال الصالحة الصحيحة النافعة في الدنيا والآخرة.

وجاء في مسند الإمام أحمد – رحمه الله تعالى – بسند صحيح عن تميم الداري – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:

[ليَبلُغَنَّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهارُ، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر، إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز، أو بذُل ذليل، عزا يُعِز الله به الإسلام، وذُلا ً يُذِل به الكفر].

وفي المسند أيضا عن عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه – قال انتهيت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو في قبة حمراء من أدَمٍ في نحوٍ من أربعين رجلا، فقال:

(إنكم مفتوح عليكم، منصورون ومصيبون، فمن أدرك ذلك منكم فليتق الله، ولْيأْمر بالمعروف، ولْينْهَ عن المنكر، ولْيصلْ رَحِمَه).

وفي الحديث المتواتر في الصحيحين وغيرهما قال عليه الصلاة والسلام:

[لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لايضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك].

وعند النسائي من حديث سلمة بن نُفَيل الكِندِي – رضي الله عنه – قال: "كنت جالسا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: رجل يا رسول الله: أذال الناس الخيل َ، ووضعوا السلاح، وقالوا: لاجهاد!، وقد وَضعت الحرب أوزارها، فأقبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بوجهه وقال:

(كَذَبوا، الآن الآن جاء القتال، ولا يزال من أمتي أمة يقاتلون على الحق، ويُزيغُ الله لهم قلوبَ أقوام، ويرزقهم منهم حتى تقوم الساعة، وحتى يأتي وعد الله، والخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة).

وفي المسند عن أُبي بن كعب – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

(بَشِّر هذه الأمة بالسناء والرفعة، والدين والنصر والتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا، لم يكن له في الآخرة نصيب).

أيها الإخوة:

إذاً ما هو الحل؟ و ما هي أسباب النصر والتمكين؟!

الحل يسير جدا على من يسره الله عليه، الحل: هو الرجوع لهذا الدين، كما مر معنا في الحديث السابق:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير