تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[نفسك التي بين جنبيك .. وقفة مع داءها ودواءها]

ـ[أبو آثار]ــــــــ[07 - 01 - 09, 08:03 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وخلق فيه ما خلق من صفات ... هلوع جزوع منوع جهول ظلوم ضعيف .... الخ

لكنه جبله على حب الطيبات وبغض الخبائث

وأحل له الطيبات وحرم عليه الخبائث

ثم شرع له من الطاعات ما فيه تزكيته من تلك الصفات وحرم عليه كل ما يعزز تلك الصفات فتكون سببا

في هلاكه

ونضرب على هذا أمثلة

التوحيد:وهو إخلاص العبودية لله وحده والعبادة هي اسم جامع لكل ما يجبه الله ويرضاه من الأقوال

والأعمال الظاهرة و الباطنة

من توكل وخوف وحب ورجاء وغير ذلك

فإذا استقر في قلب الإنسان أن الضر والنفع بيد الله وحده لم يخف إلا الله ولم يرجو إلا الله فنشأ ثابتا

على مبدأه شجاعا في مواقفه

الصلاة: في الصلاة ثلاثة أمور .. إقامة ذكر الله وأنها تنهى عن الفحشاء وتنهى عن المنكر

وشخص يتعرض لتنقية من الفحشاء والمنكر حمس مرات في اليوم مع ما في ذكر الله من حسنات كفيلة

بمحو جبال من السيئات ... هل سيبقى عليه شيء من درن؟؟؟؟

الصيام:أخبر الله عز وجل أن الغاية والحكمة من فرض الصيام هي ... لعلكم تتقون

في كل سنة من العمر هناك شهر يتعرض الإنسان لاختبار وهو وفي كل يوم يمتنع عن ما هو طيب ومباح

من طعام وشراب

وشهوة لأجل من؟؟؟ لأجل الله ثم يؤمر وجوبا بكسر هذا المنع ولو بشربة ماء وفي وقت معين كان قبله

بدقيقة ممنوعا ومحرما عليه هذا وكل ذلك طاعة وانقيادا لأمر الله

فإذا استطاع الإنسان ترويض نفسه وإبعادها عن الحلال الطيب الذي جبلت النفوس على حبه واعتادت

عليه طاعة وانقيادا ألا يصير بعد ذلك تركه للمحرمات والخبائث التي جبلت النفوس على بغضها ولم

تعتد عليها كاعتيادها على المباحات أسهل!!

ولو تأملنا ما في الزكاة من وقاية للنفس من شحها و ما في الجهاد من دليل على صدق حب الإنسان

واستعداده لبذل نفسه رخيصة في سبيل الله وما في الحج وغيره من فوائد

لأيقنا أن كل تلك العبادات إنما شرعت لتنقية النفس حتى تصبح زكية وتكون بذلك صالحة لدخول الجنة

الطيبة التي لا تدخلها إلا كل نفس طيبة.

ومن رحمة الله بنا أنه وإن لم نقم بتلك العبادات على وجه يزيل ما على أجسادنا من درن ولم نأت من

نوافلها ما يجبر الكسر الحاصل من عدم أداءها على الوجه المطلوب

أنه يقدر علينا من البلاءات ما يكون كفارة لذنوبنا ورفعة في درجاتنا

فما أرحمه سبحانه بنا وما أجل حكمته في كل ما يقدر علينا من تقادير كونيه وشرعيه

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير