تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هكذا تتصاعد حدة الاحتجاجات الشعبية بمصر ضد "مولد أبو حصيرة" اليهودي، الذي يحتفل به إسرائيليون، ويهود من جنسيات أخرى، في محافظة البحيرة شمال مصر يوم 25 ديسمبر من كل عام، على اعتبار أنه يمثل انتهاكا للسيادة المصرية، وأن طقوسه تخرج عن الآداب، فضلا عن تشكيك الكثيرين في حقيقة صاحب المولد، ووصفه بأنه "مسمار جحا" لإسرائيل بمصر.

أحدث مظاهر الاحتجاج الشعبي كانت الأحد 21 – 12 - 2008، إذ نظم عشرات الناشطين والسياسيين ونواب بمجلس الشعب (الغرفة الأولى بالبرلمان) ومدونون وقفة احتجاجية أمام نقابة الصحفيين بالقاهرة، طالبوا فيها بإلغاء المولد، وتنفيذ حكم أصدرته محكمة القضاء الإداري عام 2004 يقضي بإلغائه.

طالع أيضا:

مصر .. إلغاء الاحتفال بمولد أبو حصيرة

أبو حصيرة يتم رغم إعلان إلغائه

وردد المتظاهرون هتافات: "أطفال غزة ينادوكم .. امنعوهم"، "يا دي الذل يا دي العار .. الصهيوني عندنا فى الدار"، "غزة تحت الحصار .. والصهاينة دخلوا الدار"، "القضاء قالها قوية: أبو حصيرة اطلع بره"، كما رفعوا لافتات مكتوب عليها: "فوق أرضي لن تمروا"، و"أبو حصيرة باطل باطل".

مذكرة احتجاج

وطالب نواب شاركوا في الوقفة الحكومة المصرية بمنع إقامة المولد، وقال عدد من النواب لـ"إسلام أون لاين. نت" إنهم بصدد التقدم بمذكرة احتجاج للدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب لوقف الاحتفال.

يأتي ذلك في أعقاب حملة نظمها ناشطون لجمع مليون توقيع لمطالبة الحكومة بإلغاء المولد. وقال شهود عيان من قرية "دميتوه"، التي يجري بها الاحتفال السنوي، لـ"إسلام أون لاين. نت": إن القرية لم تشهد حتي أمس الاستعدادات الأمنية والحكومية المعتادة، وهو ما يرجح احتمالات إلغاء القاهرة للاحتفالات هذا العام.

وسبق أن ألغت مصر عام 2000 الاحتفال بـ"أبو حصيرة" بسبب الرفض الشعبي له وتزامنه مع شهر رمضان ومع انتفاضة الأقصى.

حملة إلكترونية

الحملة الشعبية ضد "أبو حصيرة" اتخذت شكلا آخر عبر الإنترنت؛ إذ نجح ائتلاف يسمى "مدونون ضد أبو حصيرة" للعام الثاني في تدشين أكبر حملة إلكترونية ضد الاحتفال اليهودي، نجحت بالتنسيق مع عشرات المتطوعين والمواقع الإخبارية في "فضح السياق التاريخي المختلق الذي يروج له اليهود لقصة أبو حصيرة"، بحسب حسين القباني، منسق الائتلاف.

وفي بيان وصلت "إسلام أون لاين. نت" نسخة منه، اعتبر الائتلاف أن "إقامة الاحتفال على أرض مصر يعد مكافأة لإسرائيل على محاصرة قطاع غزة اقتصاديا وسياسيا"، داعيا الحكومة إلى الاستقالة "إذا أقدمت على إقامة المولد مجددًا".

وأنشأ شبان مصريون مجموعتين مناهضتين للمولد على موقع "فيس بوك" الاجتماعي الشهير، أولها: "حملة ضد إقامة مولد أبو حصيرة في البحيرة"، قالوا فيها: "إن حكما قضائيا نهائيا صدر منذ خمس سنوات بإلغاء هذا الاحتفال المصطنع، لكن لم يتم تنفيذه حتى الآن". أما المجموعة الثانية فعنوانها: "لن يمروا فوق أرضي".

وسبق أن أطلق آخرون مدونة "ضد أبو حصيرة" قالوا إنها "ولدت لتكون أداة لرفض ما يسمى بمولد أبو حصيرة واحترام أحكام القضاء المصري".

معركة قانونية

ولم تتوقف التحركات الشعبية عند ذلك الحد؛ إذ قال عدد من المحامين ممن نجحوا في الحصول على أحكام قضائية بإلغاء المولد، لمراسل "إسلام أون لاين. نت" إنهم يعتزمون الدخول في معركة قضائية جديدة لإلزام الحكومة بتنفيذ الأحكام الصادرة في هذا الشأن.

وكان وزير الثقافة المصري فاروق حسني قد أصدر قرارًا رقم 75 لسنة 2001 يقضي بضم مقبرة أبو حصيرة إلى هيئة الآثار المصرية، الأمر الذي جعل التخلص منها أو نقلها كما يطالب أهالي القرية صعبا.

لكن محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية دائرة "البحيرة" أصدرت يوم 9 - 12 - 2001 حكما بوقف قرار وزير الثقافة، واعتبار ضريح أبو حصيرة والمقابر التي حوله من الآثار الإسلامية والقبطية، ووقف الاحتفالية السنوية به.

قصة أبو حصيرة

وبحسب الروايات اليهودية، فإن "أبو حصيرة" حاخام يهودي يدعى يعقوب أهارون، ولد في المغرب عام 1807، وجاء إلى مصر، وعاش فيها إلى أن توفي عام 1880.

لكن مصطفى رسلان المحامى، وأحد أبناء قرية دميتوه، أقام دعوى قضائية ضد الاحتفال، وقدم للمحكمة ما يفيد بأن "أبو حصيرة" ليس يهوديًّا، وإنما مسلم مغربي عاش في مراكش باسم محمد بن يوسف بن يعقوب، وكان يعمل إسكافيًّا يصلح الأحذية للمصريين.

وعقب توقيع اتفاقية "كامب ديفيد" للسلام بين مصر وإسرائيل عام 1978، بدأ الإسرائيليون يطلبون رسميا تنظيم رحلات دينية إلى قرية "دميتوه" للاحتفال بمولد "أبو حصيرة".

وبدأت أعداد الزائرين تتزايد من بضع عشرات، حتى بلغ عددهم في إحدى السنوات قرابة أربعة آلاف يهودي، برغم احتجاجات الأهالي على تصرفاتهم، وتحويلهم حياة الفلاحين في هذه القرية إلى جحيم؛ بسبب إجراءات الأمن التي تغلق القرية تقريبا، ويفتش رجال الأمن كل سيارة وكل مار.

وشهدت المقبرة بعض التوسعات مع تدفق الزائرين، وتم كسوة الضريح بالرخام، والرسوم اليهودية، وضم بعض الأراضي حوله وبناء سور، وأنشئت مبانٍٍ أشبه بالاستراحات، وهي عبارة عن غرف مجهزة.

واتسعت المقبرة من مساحة 350 مترًا مربعًا إلى 8400 متر مربع، وسعى اليهود أيضًا إلى شراء خمسة أفدنة مجاورة للمقبرة بهدف إقامة فندق عليها.

وتحرص الحكومة الإسرائيلية عبر سفارتها في مصر على تضخيم الاحتفال وتوسيع حجمه، حيث يشارك فيه دبلوماسيون ويجري استقدام طائرات خاصة تحمل وفدا كبيرا من الحاخامات.

المحلل السياسي بشبكة إسلام أون لاين. نت

http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1229964124451&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير