تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[السهيلي]ــــــــ[11 - 01 - 09, 04:49 م]ـ

بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم، وصلَّى اللهُ على سيدِنا مُحَمَّدٍ الفَاتِحِ الخاتِمِ وعلَى آلِهِ وصحبِهِ وسَلَّم.

إن المرء ليشعر بالضآلة أمامَ عِظَمِ ما قدَّمه الشيخُ مشرف الشهري للعلماء وطلاب العلم على السواء، فإن كان أهل الخير يرفعون الكتب بالكتاب بعد الكتاب، فهو يرفع الكتب بالمئات بعد المئات! ولم يكتف برفع آلاف الكتب التي وجدها، بل صوَّر العديد من الكتب (الموسوعات)، التي لم نكن نحلم برؤيتها، كالفردوس للديلمي، والبحر الزخار المعروف بمسند البزار، والمداوي للغماري، وغيرها الكثير من نوادر الموسوعات وروائعها التي ينوءُ بتصويرها العصبة أولوا القوة من الرجال، فضلا عن رفعها إلى فضاء الإنترنت، صدقةً جاريةً وعلما يُنتَفعُ به؛ ولا صدقة أفضل من العلم، ولا عطاء أفضل من العلم؛ «مَن سَلَكَ طَرِيقاً يَطْلُبُ فِيهِ عِلْماً سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقاً مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ، وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِى السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِى الأَرْضِ وَالْحِيتَانُ فِى جَوْفِ الْمَاءِ، وَإِنّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاء، وَإِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَاراً وَلاَ دِرْهَماً، إنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ».

وكنتُ قد توقفت عن قَرْضِ الشعر منذ ولَّى الشبابُ، واشتعل الرأسُ شيبًا، وانحنى الجسمُ مني، وخَبَتْ جذوةُ الحماس للأشياء، لكنَّ صنيع هذا الماجد الكريم أوقد مني جذوةَ الشعرِ من جديد، شكرا له على كل ما صنع وما يصنع، وإنْ كان أيُّ شكرٍ يقالُ لن يوفيه حقَّه ... لكنها كلماتٌ أعبر بها عما أكنُّ له ويكنُّ له أهلُ الملتقى من عميق الامتنان، تاركين الحق عز وجل يوفيه حقَّهُ من الثواب في الآخرة إن شاء الله؛ ?وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً?.

فضائِلُكَ الكبرى تَفُوقُ على الحصْرِ

وأفضالُكَ العُظمَي تُعَدُّ من السِّحْرِ

صَنيعُكَ فاقَ المدحَ من كل مادحٍ

وأَعْجَزَ منَّا الشُّكْرَ بالشِّعْرِ والنَّثْرِ

هَطَلْتَ على أَرواحِنا مِثلَ مُزْنَةٍ

فطابَتْ رِياضُ العِلْمِ بالزَّهْرِ والعِطْرِ

إذا كانتِ الأجسامُ تحيا بِقُوتِهَا

فإنَّ حياةَ الرُّوحِ بالعلمِ والذِّكْرِ

وَكَمْ تَطْرَبُ الأرواحُ بالعلمِ صافيًا

كما يَطرَبُ السَّكْرَانُ من نَشْوةِ الخمرِ

وكُلُّ كُئُوسِ العلمِ جاءتْ هَنِيئَةً

وَأَتْرَعَهَا بالعلمِ مشرفٌ الشهري

يَزِينُ الورَى مَن كان مِثْلَكَ، مِثلَما

يُزَيِّنُ رأسَ المَلْكِ تاجٌ من الدُّرِّ

سأدعو لكم في كلِّ يَومٍ وليلةٍ

وأشكُرُكُم حتَّى أُوَسَّدَ في قبري

وصلَّى على شمسِ العلومِ محمدٍ

إلهُ الْوَرَى ما حَنَّ طَيْرٌ إلى وَكْرِ

نعم جزاه الله خيرا عن طلبة العلم.

ـ[راشد بن عبد الرحمن البداح]ــــــــ[11 - 01 - 09, 06:17 م]ـ

وأزيد أنا فأقول بقول القائل:

(وَإنْ قَصّرَتْ عن بَعضِ ما تَستَحِقّه ** فمثلكَ منْ أولى الجميلَ لمن أسا

وهبنيَ أعطيتُ البلاغةَ كلها ** فما قدرُ مدحي في علاكَ وما عسى)

ألا إن منها الـ (بيدف) والشاملة التي** أفدناها وأشكر من أسسا

ـ[البشير الزيتوني]ــــــــ[11 - 01 - 09, 07:11 م]ـ

بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم، وصلَّى اللهُ على سيدِنا مُحَمَّدٍ الفَاتِحِ الخاتِمِ وعلَى آلِهِ وصحبِهِ وسَلَّم.

الشيخ الفاضل مشرف الشهري

عندما كتبت هذه الأبيات لم أكن أقصد مدحك، فأنا لست من الشعراء الذين يمدحون شخصا نفاقا أو طلبا لدنيا، فمثلك غني عن المديح لأنه يفعل الخير لله لا للناس، ومثلي غني عن المديح لأني لا طلب لي منك ولا غاية لي من ورائه.

لكنَّ هذه القصيدة (كتبت نفسها)، فأنا لم أكتب بيتا منذ عشرين سنة، مهما تعمَّلتُ لا أستطيع أن أكتب بيتا فضلا عن قصيدة، لكني فوجئت بهذه الأبيات تنزل على قلبي بدون تعمُّل مني ولا تصنع ... أنا لم أكتب حرفا منها، ولم أفكر في وزن كلمة أو تعديل قافية، لكنها نزلت على قلبي هكذا، لتعرِّفك مقدار ما أشعر به من امتنان نحوك أفعالك الكريمة، ونحو أفضالك على طلاب العلم والعلماء على السواء.

هذه ليست قصيدة مدح، ولكنها قصيدة شكر، ولقد قال صلى الله عليه وسلم: (لم يشكر اللهَ من لم يشكر الناسَ).

أردت أن أشكرك مثل العشرات الذين شكروك من قبلي نثرا، فجاء شكري شعرا.

أما قولك يا أخي: (مع شكري وامتناني الكبيرين لكل من اثنى، ولدعوة بظهر الغيب من أخ أو أخت في الله لهي عندي بالدنيا وما عليها) فقد قلت لك:

سأدعو لكم في كلِّ يَومٍ وليلةٍ ... وأشكُرُكُم حتَّى أُوَسَّدَ في قبري

وأنا أعتذر إن كانت شكري لك قد ترك أثرا عكسيا لديك، وأرجو من الإدارة أن تحذفه مشكورةً من المنتدى.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير