قول النبي – صلى الله عليه وسلم -: (والقرآن حجة لك أو عليك) (16).
فكل من لم يعمل بعلمه ينطبق عليه ذلك ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ؛ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ?] الصف: 2 - 3 [.
? أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ?] البقرة: 44 [.
وجاء في الحديث الصحيح عن النبي – صلى الله عليه وسلم - من حديث أسامة – رضي الله عنه – أنه – صلى الله عليه وسلم – قال: يؤتى بالرجل يوم القيامة فتندلق أقتابه – يعني أمعاءه – فيدور بها كما يدور الحمار في الرحى؛ فيقال: يا فلان! ألم تكن تأمرنا بالمعروف، وتنهانا عن المنكر؟
قال: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه (17).
وثبت في الحديث الصحيح (18) – أيضا – أن أول ما تسعر الناس بثلاث؛ وذكر منهم رجلا يجاء به يوم القيامة؛ فيعرف نعمة الله، فيعرفها. ثم يقال له: ماذا عملت بها؟
فيقول: يارب قرأت كتابك، وأقرأته الناس.
فيقال له: إنما قرأته ليقال: إنك قارئ، وقد قيل، ثم يأمر به؛ فيسحب على وجهه في النار - والعياذ بالله -.
فهؤلاء لم ينفعهم العلم الذي تعلموه؛ سواء كان منهم المنافقون الذين يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا، وهم عن الآخرة معرضون، أو الزنادقة الذين ضلوا على علم كحال اليهود، أو الذين اتبعوا أهواءهم كالخوارج، وغيرهم من الشذاذ؛ فليس لهم إلا ما أُشْرِبَوا من أهوائهم.
يذبحون المسلمين ويرون أن هذا هو طريق الجنة: قتلة عثمان، وقتلة علي، وقتلة المسلمين في هذه الأزمنة، والمستأمنين، والذميين من أمثال أتباع كلاب أهل النار من الفئة الضالة المارقة من الدين، والتي تستحل دماءَ المسلمين بناء على فتاوي جاهلة من جهلة سفهاء؛ لا يعرفون من الفتوى إلا ما هو حجة عليهم – والعياذ بالله - فيفتون بغير علم؛ فيَضلون، ويُضلون – والعياذ بالله -، وما أكثرهم في هذه الأزمنة - لا كثرهم الله - عبر وسائل الإعلام، وعبر بعض القنوات، وعبر أجهزة الإنترنت، ونحو ذلك ممن فتنوا الأمة، وضيعوا شباب الأمة وراء السراب، وضيوعهم باسم الجهاد المزيف، الجهاد المزعوم الذي هو جهاد في سبيل إبليس، وفي سبيل خدمة اليهود، والنصارى، والغرب.
يقتِّلون المسلمين، ويفتنونهم، ويستحلون: التفجيرَ، والتدميرَ، والقتلَ في بلاد المسلمين، ويزعمون أن ذلك هو طريق الجنة، وهو طريق الشهادة ? قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ?] الكهف: 102 - 103 [.
وهكذا – والعياذ بالله – من طلب الفتوى من غير أهل العلم الخُلَّص = فإنه يضل؛ فاعرفوا عمن تأخذون دينكم إخوتي شبابَ الإسلام، وشيبه؛ فإن الدين لا يأخذ عن كل أحد (19)، وإنما يأخذ عن العلماء الربانيين الذين يقضون بالحق، وبه يعدلون، الذين ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين (20).
أما المردة، والزنادقة، والمنافقين، وعُبَّاد المادة، والذين أشتريت ذممهم؛ ليفسدوا أخلاق المسلمين، وليفسدوا عقائد المسلمين من مُفْرِطين، أو مُفَرِّطين = فهؤلاء علمهم حجة عليهم، ولو كانوا يعرفون الحق؛ لأنهم ممن ضل على علم - والعياذ بالله -.
فهذا العلم الذي أشار إليه المصنف = هو علم نافع نفسه، ولكنَّ حملته لم ينتفعوا به؛ فشبّههم الله بالحمار، كما شبَّه اليهودَ والنصارى.
ـ[أشرف السلفي]ــــــــ[11 - 01 - 09, 06:13 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
الْمَتْنُ
وأما العلم الذي ذكره الله - تعالى - على جهة الذم له فقوله في السحر ? وَيَتَعَلَّمونَ ما يَضُرُّهُم وَلا يَنفَعُهُم وَلَقَد عَلِموا لَمَنِ اِشتَراهُ مالَهُ في الآخِرَةِ مِن خَلاقٍ ?] البقرة: 102 [.
وقوله: ? فَلَمّا جاءَتهُم رُسُلُهُم بِالبَيِّناتِ فَرِحوا بِما عِندَهُم مِنَ العِلمِ وَحاقَ بِهِم ما كانوا بِهِ يَستَهزِئون ?] غافر: 83 [.
وقوله تعالى ? يَعلَمونَ ظاهِراً مِنَ الحَياةِ الدُنيا وَهُم عَن الآخِرَةِ هُم غافِلون ?] الروم: 7 [.
¥