كما أشار الشيخُ – هنا – إلى أنهم يصلون إلى مرحلة يعتقدون فيها سقوط الأمر والنهي؛ فمثل هؤلاء – ولا شك – قد حادوا عن سواء السبيل، وبعدوا عن منهج الله الحق، ولا شك في كفرهم. وتجدهم يتعلقون ببعض الدراويش إلى درجة العبادة؛ يشربون فضلات غسلهم، ويتبركون بلعابهم، وبريقهم، وعرقهم، وينطرحون على الأرض بين أيديهم، ويرون أنهم من أولياء الله الصالحين، وهم من أولياء إبليس – والعياذ بالله –؛ فهذا هو الضلال المبين؛ يعني ألقى الشيطان أغلوطة: أن هؤلاء الأولياء وصلوا إلى مرحلة لا يسألون عما يفعلون.
ترى أحدهم يزني ما تنكر عليه؛ لأنه يزني في في نظرك أنت، لكن هو في الحقيقة يسد ثغرة انفتحت على الإسلام – كما يدعون -.
ترى أحدهم يفعل المنكرات = لا تنكر عليه؛ ولذلك يعتقد بعضهم أن أولياءهم يتصرفون في الكون، يتصرفون في الكون، يقول: إن الشيخ عبد القادر ينصب خيمته على متن جهنم؛ ليخرج أتباعه منها!
ما شاء الله!
طبعا الشيخ عبد القادر – رحمه الله – يبدو أنه بريء من كل ما ينسب إليه.
وقالوا: إنه ذات يوم قبض الملك روح رجل من أتباعه وهو وحيد أمه؛ فجاء فإذا بالعجوز تبكي؛ ما الذي يبكيك؟
قالت: وحيدي فلان أخذه الموت؛ فطار الشيخ عبد القادر، ولحق بملك الموت - مع أن هذا الكلام خلاف حتى السنة من بعيد؛ أن الذين يصعدون بالروح هم ملائكة الرحمة، أو ملائكة العذاب - وقال: لماذا تأخذ روح ابن مريدتي فلان؟
قال: الله أمرني بذلك.
فلطمه على وجهه؛ فسقطت منه الأرواح جميعا، وعادت كل روح إلى جسدها!!
أرأيتم هذا الهراء؟!
وفي كتاب موجود في مكتباتنا اسمه (المشرع الروي في تراجم آل علوي) هذا الكتاب مليء بالأباطيل.
يقول: إنه يوم من الأيام أراد أن يؤدب تلاميذه؛ فبحث عن – أنا والله لا أذكرها على سبيل القَصص يا إخوان، والله لا أذكرها على سبيل القصص، لكن تمثيلا لما ذكره المصنف – رحمه الله – مما وصل إليه الناس من الاشتغال بالعلم الذي لا ينفع؛ فهم اشتغلوا بهذه العلوم الشيطانية التي زينها لهم الشيطان وأغواهم.
يقول: إنه غضب على أحد تلاميذه يوما؛ فبحث عن عصا يؤذبهم بها؛ فلم يجد فأمسك بإحليل نفسه؛ فستطال إحليله (148) حتى صار طوله ستة أذرع؛ يعني: لَيْ (خرطوم)؛ فجلدهم به حتى شفى غليله؛ فلما شفى غليله أمسك بإحليله مرة أخرى فعاد كما كان.
يا إخوان أعداء الإسلام عندما يسمعون بهذه الأشياء يظنون أن الإسلام عبارة عن خرافات، وحكايات من حكايات (ألف ليلة وليلة) لا أكثر ولا أقل، وهذا كثير = الهراء الذي عند المتصوفة؛ ولذالك قال المصنف هنا: إنهم يعتقدون أن أوليائهم أفضل درجة من الأنبياء والرسل.
يقول ابن عربي نفسه (149):
مقام النبوة في برزخ فويق الرسول ودون الولي
يعني أن أولياءهم يفوقون الأنبياء، وهذا شابهوا فيه الرافضة، حيث قال خمينيهم في كتابه (الحكومة الإسلامية) (150): من ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل.
رتب على اعتقادهم أن الأولياء أفضل من الأنبياء أنهم نسبوا أن الأولياء، يقولون للشيء: كن فيكون؛ ولذلك يقول أحد زعمائهم المعاصرين إبراهيم إنياس (151):
قد خصني بالعلم والتشريف إن قلت: كن يكن بلا تسويف!
– والعياذ بالله -.
ولو قرأتم كتاب (طبقات الشعراني) وكتاب (المشرع الروي) وكتاب (الإحياء) للغزالي؛ لوجدتم العجب العجاب من هذا الهراء الذي لا يصدقه عاقل - فضلا عن مسلم -.
الْمَتْنُ
وقد اتسع الخرق في هذا الباب ودخل فيه قوم إلى أنواع الزندقة والنفاق ودعوى أن أولياء اللَه أفضل من الأنبياء، أو أنهم مستغنون عنهم.
الشَّرْحُ
قد ضربت لكم أمثلة عن ذلك؛ حتى إن بعضهم قال: لا يحتاج أن تدعو الله – عز وجل – وإنما يكفيك أن تردد مدح الشيخ – شيخ الطريقة، وجدنا في بعض الدول الإسلامية وجدناه في: السودان، وفي نيجيرنا، وفي السنغال، وفي الهند، وفي الباكستان؛ يكتفون بذكر مشايخ طرقهم والثناء عليهم؛ ويرون أن هذا يقربهم إلى الله – جل وعلا -.
الْمَتْنُ
وإلى التنقص بما جاءت به الرسل من الشرائع، وإلى دعوى الحلول والاتحاد، أو القول بوحدة الوجود، وغير ذلك من أصول الكفر والفسوق والعصيان.
الشَّرْحُ
¥