فإذًا هذه أشياء تلفت النظر؛ ونسأل الله القائمين عليها لتوجيهها التوجيه الصحيح؛ لأنها قد ملأت البيوت – الآن -.
- ما حكم القروض البنكية، والأسهم المتداولة؛ علما بأن هناك من يقول: بتحليلها، أو تحريمها؟
- الجواب: كلمة القروض خطيرة؛ إذا كان يعني بالقرض: أن البنك يقرض بفائدة؛ فهذا هو الربا بعينه، لكن بعض الناس يطلق (القروض) ويريد بها تداول، أو بيع الأسهم بأجل، أو أخذ سلعة بأجل من البنك، ومثل هذه أفتى علماؤنا أنه لا شيء فيها؛ إذا تجنب الشركات المحظورة الربوية، أو التي تشتري المحرمات، وارجعوا إلى اللجنة المشكلة، ومنهم فضيلة الشيخ عبد الله المنيع – وفقه الله تعالى -.
- ما حكم من يترحم عن النصارى والرافضة، ويدعي العلم؛ وجزاكم الله خيرا؟
- الجواب: أعوذ بالله! هذا جاهل؛ إن كان جاهلا = يعلم، وإن كان معاندا مكابرا؛ فلا حول ولا قوة إلا بالله.
- أصحاب وحدة الأديان من أمثال الترابي وغيره يقولون بهذا، بل هناك دعوات نشأت في الكويت، وفي غير الكويت في أنه لا يجوز أن نقول لليهود: كفار، ولا للنصارى!
ولا شك أن من لم يكفر الكافر فهو كافر؛ فيجب أن توضع النقاط على الحروف، والرافضة هم شر من اليهود والنصارى، لكن وضعهم بيننا كوضع المنافقين في عهد النبي – صلى الله عليهم وسلم –؛ يجب أن نداريهم ولا يجوز أن نستفزهم درءًا للفتنة؛ فهم يعيشون بيننا، ونعاملهم كما كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يعامل المنافقين، نداريهم، ولا نستفزهم، ولكن لا نمكنهم من تبليغ دعوتهم، بل نكن على حذر منهم؛ فلا شك أن الترحم على الكفار = اعتداء، وجهل مركب، وإن كان يترحم عليهم من واقع مودة لهم في قلبه = فهو كافر، يعني إن كان يودهم ويحبهم في قلبه؛ فهو كافر، لا شك في ذلك.
وما دام سئل عن هذا السؤال أحب أن أبين – من باب: سبحان الله! إنها صفية، تعرفون الحديث؟!
لما كان النبي – صلى الله عليه وسلم – في المسجد وعنده أزواجه فَرُحْنَ فقال لصفية بنت حيي: لا تعجلي حتى أنصرف معك، وكان بيتها في دار أسامة؛ فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - معها؛ فلقيه رجلان من الأنصار؛ فنظرا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم أجازا.
وقال لهما النبي - صلى الله عليه وسلم -: تعاليا! إنها صفية بنت حيي.
قالا: سبحان الله يا رسول الله!
قال: إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يلقي في أنفسكما شيئا (164).
أذكر هذا؛ لأنه أشيع عني من قبل أحد الكذابين الأفاكين في المدينة، وما أكثر الأفاكين! أشيع عني أنني قلت: إن بابا الفاتيكان في الجنة!
وإني أقول لكم – كما قلت في مناسبات أخرى -: أسأل الله أن يُريني في هذا الكذاب عجائب قدرته؛ فقد افترى عليَّ، هل يمكن - أو هل يتصور عاقل - أن يقول مسلم – فضلا عن طالب علم - ونرجو أن نكون طلاب علم –: إن زعيم النصارى من أهل الجنة؟!
فهذا – والعياذ بالله – من إرجاف المرجفين؛ وما أكثر المرجفين! لا كثرهم الله.
- أقول – أحسن الله إليكم -: هناك من يتهم الشيخ الألباني – رحمه الله تعالى - بالإرجاء؟
- الجواب: شيخنا الشيخ محمد ناصر الدين الألباني شيخ السنة وإمام أهل الحديث، وقِرْنٌ وأخ لمشايخنا: الشيخ ابن باز – رحمه الله -، الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله –، كلهم قد خدموا السنة، وقدموا الكثير، و (كلمة أظنها الشيء) الكثير في خدمة المنهج الحق، والسنة النبوية؛ فهذا القول = افتراء؛ نتج عن إجمالات في مسألة عند الشيخ؛ عندما يقول: إن العمل في الإيمان شرط كمال، ونحن لا نقر الشيخ على الكلمة، نحن نقول ما قاله السلف: العمل من الإيمان، والإيمان قول وعمل، ومن أخرج العمل من الإيمان بالكلية فهو مرجئ ملحد.
- وربما جرأ البعض رأيُه في حكم تارك الصلاة تهاونا، ونحن وإن كنا نخالفه في هذا؛ فنعتقد أن تارك الصلاة – تهاونا – يكفر، ويخرج من دين الإسلام، لكن هذه المسألة للشيخ فيها سلف أم لا؟
نعم؛ مالك، والشافعي، وأبو حنيفة، ورواية عن أحمد كلهم يرون هذا الرأي؛ فإذا قلنا: إن الألباني مرجئ في هذه المسألة = لابد أن نقول ذلك – أيضا - عن مالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة.
¥