تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- ثم - أيضا - الخوارج؛ صح لا يسبون أبا بكر وعمر، لكن يكفرون عليا، وعثمان، ومعاوية، وعمرو بن العاص، وغيرهم، وهم النواصب، هؤلاء - أيضا – توقف بعض المسلمين في تكفيرهم، وممن توقف فيهم علي – رضي الله عنه – مع أنهم قد كفروه، وأنا أشهد على شيخنا الشيخ ابن باز – رحمه الله تعالى – أنه كفرهم، كفر من؟ كفر الخوارج، قبل وفاته بسنة، سمعت ذلك من فيه، ونحن في مكتبه في مدينة الطائف، والعلماء لهم في تكفيرهم قولان:

الرافضة لا شك في كفرهم وإلحادهم وبعدهم عن الدين، لكن – كما قلت -: يعاملون كما يعامل المنافقون، لكن الخوارج يتوقف بعض أهل العلم، ويكفرهم آخرون، ولا يرى تكفيرهم آخرون؛ فيهم ثلاثة أقوال، وأنا - مع سماعي لفتوى شيخنا – فإني ما زلت أتوقف في الحكم عليهم.

وهناك صنف ثالث لا إلى هؤلاء، ولا إلى هؤلاء أخذ بعض القصص التاريخية، وهو في الجملة منتسب إلى أهل السنة، لكن أخذ بعض القصص التاريخية مسلمة؛ فنتج عن هذا أنه كفر بعض الصحابة، وضلل بعضهم؛ فقال عن عصر عثمان: إنه عصر فجوة، وأن عثمان ظالم، وأن خلافته ضعيفة، وأنه ليس أهلا للخلافة، وأنه محاب لأقاربه، أخذ هذا من أكاذيب الرافضة، ثم كفر معاوية وعليا، وقال بكفر كل من شارك في صفين والجمل، وتعلمون أن بينهم من الصحابة، بل بينهم ممن هو مبشر بالجنة؛ فهؤلاء الناس بثوا في كتبهم هذه الأمور، والعجيب أن البعض لا يريد أن يُتكلم فيهم، ولا في بيان هذه الأمور، ونحن عندما نتكلم فيهم، لا نتلكم في مآلهم، ولا في مصيرهم عند ربهم؛ فنكل أمرهم إلى الله – عز وجل –؛ لعلهم جهلة؛ فيعذرون، الله أعلم بحالهم، نقول: أمرهم إلى الله، لكن هل يصح السكوت عن ما عندهم من أخطاء في العقيدة؟!! كتكفيرهم بعض الصحابة، أو نيلهم من بعض الأنبياء كموسى – عليه السلام -، أو دعوتهم إلى الاشتراكية في بعض كتبتهم، أو نفيهم أسماء الله وصفاته، وتأويلها، أو قولهم بوحودة الوجود، أو نحو ذلك، هذا أمر لا يجوز السكوت عليه.

قد يبين المسلم الخطأ الذي عند الصحابة والتابعين؛ فما بالك بكاتب جاهل جاء بعد أكثر من ألف وثلاث مئة سنة؛ ثم أخذ يصدر أحكامه على الصحابة؟!!

فينبغي أن نَتَنَبَّهَ لهذا، وإن كان لا يعجب بعضَ الناس هذا الكلامُ، لكن نحن نقول الحق، ولا نبالي به؛ صحيح نحن لا نرى كفره، كما يتهمنا بعضُهم بأننا نكفره، الذي يبدو أنه بعيد عن العلم الشرعي؛ فيتوقف في أمره، ويوكل أمره إلى ربه، لكن فتاواه هذه لابد أن تبين للأمة؛ حتى لا ينخدع الناس بها.

نسأل الله الكريم رب العرش العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح.

وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على عبده ورسوله نبينا محمد.

انتهت

ـ[أشرف السلفي]ــــــــ[11 - 01 - 09, 07:10 م]ـ

..............

الحواشي:

(1) كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح؛ انظر (السلسلة الصحيحة) رقم (204).

(2) انظر (مجموع الفتاوي) (4/ 149).

(3) انظر (السلسلة الصحيحة) رقم (2735).

(4) انظر التعليق السابق.

(5) (السلسلة الصحيحة) رقم (699) و (700) فالحديث صحيح ثابت، لكن بلفظة (الناس) بدلا من (القرون)؛ فإنها ليست في شيء من كتب الحديث.

(6) المشهور أنه من قول عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – وليس حذيفة – رضي الله عنه – وهذه الجملة من الأثر أخرجها المروزي في (السنة) برقم (86)، واللالكائي في (شرح أصول اعتقاد أهل السنة) برقم (108).

(7) أخرجه ابن عبد البر في (جامع بيان العلم وفضله) برقم (1810) وانظر تعليق المحقق عليه.

(8) انظر التعليق السابق، والتعليق رقم (136).

(9) أخرجه أبو خيثمة في (كتاب العلم) رقم (54) بإسناد صحيح.

(10) متفق عليه من حديث أنس بن مالك – رضي الله عنه -.

(11) أخرج الدينوري في (المجالسة وجواهر العلم) (2/ 186) عن ابن المبارك – رحمه الله – أنه قال: لا يزال المرء عالما ما طلب العلم؛ فإذا ظن أنه قد علم؛ فقد جهل.

(12) أخرجه أحمد، وابن ماجه، والنسائي في الكبرى والطيالسي في مسنده، والطبراني في الدعاء، وغيرُهم، وما بين معقوفتين للطبراني في الدعاء والطيالسي، والحديث حسن، انظر (نتائج الأفكار) انظر (2/ 329) للحافظ ابن حجر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير