تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[يافوز الصالحين ,,, إنما الأعمال بالخواتيم]

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[26 - 01 - 09, 12:20 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين

اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قيل أن الخوف على أنواع:

فالخوف للمذنبين - والرهبة للعابدين - والخشية للعاملين ـ والوجلة للمحبين - والهيبة للعارفين

- فخوف المذنبين من العقوبات.

- وخوف العابدين من فوات العبادات.

- وخوف العالمين من الشرك الخفي في الطاعة.

- وخوف المحبين وفوات اللقاء في الخلوات.

- وخوف العارفين الهيبة والتعظيم وهو اشد الخوف.

- - - -

الأعمال بالخواتيم

*في الحديث الصحيح الذي رواه عبدالله بن مسعود في صحيح البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ((إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما وأربعين ليلة، ثم يكون علقة مثله، ثم يكون مضغة مثله، ثم يبعث إليه الملك، فيؤذن بأربع كلمات، فيكتب: رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أم سعيد، ثم ينفخ فيه الروح، فإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينها وبينه إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار. وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار، حتى ما يكون بينها وبينه إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل عمل أهل الجنة فيدخلها))

وهذا الحديث فيه سؤال:

كيف يعمل العامل بعمل أهل الجنة يصلي المصلي، ويزكي المزكي، ويصوم الصائم، ويحج الحاج.

فكيف يعمل العامل ويتقي المتقي، ويجتهد المجتهد

فإذا بلغت الروح الحلقوم ..... سبق عليه الكتاب وخسر عمله؟

وكيف يفجر الفاجر،ويظلم الظالم وينتهك الأعراض،ويلعب بالدماء، ويضيّع الصلوات، ويلعب بالمحرمات

فإذا وصل إلى السكرة أُدخل الجنة؟

أليس هذا بإشكال في الفهم!؟

لا

لأن الله عز وجل يقول [وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ]، [وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ]

والجواب أن يقال:

معنى الحديث أنه يعمل بعمل أهل الجنة فيما يظهر للناس

وإلا ففي باطنه حيّات وعقارب وظلم أسود.

ويعمل بعمل أهل النار فيما يظهر للناس

وإلا ففي قلبه خير كثير وله خفيه من عمل صالح يكشفها الله في سكرة الموت.

فالمعنى أن بعض الناس أظهر للناس جميلاً ولله أظهر الخبيث

فلما حصحص الحق وأتت ساعة الصفر ظهر القبح.

وآخر صالح ولكن ظن الناس أنه سئ لكنه تاب وعمل خيراً فالله لم يخذله والله يقول:

[وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ]

ويقول سبحانه: [إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ]

قال أهل العلم كما روى ذلك الحافظ ابن كثير وغيره: أي وقت سكرات الموت.

إذاً الخواتيم بيد الله سبحانه وتعالى ولا ندري بما يؤول إليه العبد

قال رجل لابن المبارك: رأيت رجلاً قتل رجلاً ظلماً

فقلت في نفسي: أنا أفضل من هذا

فقال: أمنُك على نفسك أشد من ذنبه.

قال الطبري: لأنه لا يدري ما يؤول إليه الأمر، فلعله يكون من الخاسرين

ولذلك تجد بعض الطائعين فيما يظهر للناس ..

هم أحقر ربما عند الله من بعض العصاة وليس هذا تشجيعاً على المعصية حاشا وكلا

لكن بعضهم إذا أعجبته نفسه وطاعته تجبر على الله، فتجد نفسه كنفس نمرود وهو يصوم النهار ويقوم الليل

فإذا ذكرت له المعاصي، قال: أعوذ بالله سلّمنا الله من فعلهم .. أعوذ بالله من هذه الأفعال الوخيمة

ثم يقول أحدهم: و الله إني منذ أن ولدتني أمي ما عصيت الله طرفة عين!

ويقول الثاني: ما أظن أنني كذبت منذ أن بلغت!

ويقول الثالث: منذ أن عقلت ما سقطت فيما سقط هؤلاء!

وهكذا من كلمات التزكية والإعجاب واحتقار الآخرين.

.

.

.

إذن الأعمال بالخواتيم بل قال بعضهم:

بما أصر العبد على ذنب فمات عليه.

وبعض الناس يصر على المعصية فتهدم مستقبله وعمره كله، والله المستعان.

فأسأل الله الذي بيده مقادير الأمور، ومفاتيح القلوب، أن يتوب علينا وعليكم

وأن يلهمنا رشدنا ويقينا شر أنفسنا، وأن يتغمدنا وإياكم برحمته.

سياط القلوب

د. عائض بن عبدالله القرني

** نقل بتصرف

ـ[عبد الرحمن السبيعي]ــــــــ[26 - 01 - 09, 01:41 م]ـ

الله يهديك, فضحتنا يابو زارع ..

يارب استر علينا ...

بارك الله فيك يابو زارع ... أسأل الله أن يختم لك بخير ..

والله إنها فائدة جليلة ....

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[27 - 01 - 09, 04:48 ص]ـ

بارك الله يا أخ عبد الرحمن

كلنا ذلك الرجل يا أخي

شكر الله لك وتقبل دعائك ,,, رزقنا الله وإياك الإنابة إليه

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير