أوافقك الرأي أخي الحبيب في ضرورة المقاطعة في وقتنا الحاضر، فهي من الأسلحة المؤثرة في اقتصاد العدو، وإلحاق الضرر به، وألا يؤثر على المسلمين، ويلحق الضرر به بقوته وعتاده.
والذين أفتوا بعدم المقاطعة إلا بأمر الوالي، وهذا يختلف من دولة إلى أخرى.
وأوجهك لقراءة هذا المقال الرائع للدكتور راغب السرجاني
حي على المقاطعة
بقلم د. راغب السرجاني الأحد, 29 مارس 2009
الكاتب د. راغب السرجاني
بقلم الدكتور راغب السرجاني
مقدمة
ما زال المسلمون -وإن كانوا قلة- يتعاملون مع فريضة المقاطعة وكأنها فرض كفاية سقط عنهم، حيث أداه بعض المسلمين، ويستهين بعضهم بأهمية هذه الفريضة في تحقيق النصر، عاجلاً لا آجلاً إن شاء الله.
عشر فوائد للمقاطعة
(1) الخسارة الاقتصادية الحتمية للشركات اليهودية والأمريكية وهي ليست بسيطة، فالعالم الإسلامي سوق استهلاكية ضخمة إذ يقدر المسلمون بنحو المليار وثلث المليار موزعين على أكثر من 60 دولة.
وإذا قلت أرباح هذه الشركات، فإنه بالضرورة سيحدث أمران:
الأول: ستقل الضرائب المدفوعة للحكومة الأمريكية، ومن المعروف أن جزءًا كبيرًا من حصيلة الضرائب في أمريكا يوجه لمساعدة إسرائيل مباشرة فهي أكثر دول العالم تلقيًا للمعونات الأمريكية.
ثانيًا: بعض هذه الشركات تفرض على نفسها أو يفرض عليها أن تعطي نسبة من أرباحها تبرعًا لإسرائيل، فإذا قلت الأرباح ستقل النسبة.
(2) خسارة هذه الشركات ستؤدي إلى تغيير القرار السياسي في أمريكا من التحيز السافر لإسرائيل إلى غيره.
فلا بد أن يعلم الغرب ويتيقن أنه وإن كان له مصالح حيوية في إسرائيل؛ فإن له مصالح أخرى أكثر حيوية في بلاد المسلمين.
(3) هذه المقاطعة ستؤدي إلى استعمال البدائل الوطنية؛ مما سيؤدي إلى انتعاش الاقتصاد الوطني.
(4) إن الحصار الاقتصادي قد يفرض على أي دولة مسلمة وفي أي وقت، ولأتفه الأسباب.
فإذا قاطعنا من الآن واعتمدنا على اقتصادنا الوطني نكون قد تجهزنا تجهزًا إيجابيًّا ليوم نحاصر فيه ... هذا التجهز الاختياري أفضل بكثير من هذا الذي يكون وقت الحصار الحقيقي.
(5) المقاطعة ستؤدي إلى تذكر المسلمين الدائم والمستمر لعدوهم الحقيقي.
فاستمرار المقاطعة يجعلنا في حالة استنفار عام تام ودائم.
واستمرار المقاطعة يعيننا على تربية أولادنا بطريقة يعرفون فيها عدوهم، ولا يخفى على عاقل أي فائدة هذه.
(6) هذه المقاطعة ستقضي على الانبهار المسيطر على الناس بكل ما هو يهودي أو أمريكي أو مستورد.
(7) سترفع المقاطعة معنويات المسلمين عندما يرون المطاعم الأمريكية مثلاً خاوية على عروشه، وقد ازدحمت المحلات الوطنية بالروّاد، فهذا والله هو النجاح بعينه.
(8) استمرار المقاطعة سيحدث حالة من الرعب عند أعدائنا مقابل حالة الشعور بالفخار والنصر عند المسلمين، وصدق رسولنا الكريم حين قال: "نصرت بالرعب مسيرة شهر".
(9) المقاطعة تربية عظيمة للنفس بحرمانها من أشياء تعودت عليه، وذلك تمامًا مثل فكرة الصيام.
فنحن نريد أن نربي أنفسنا وأولادنا على التغلب على شهواتنا، ونتدرب على تغليب المصلحة العامة للأمة على المصلحة الخاصة للأفراد.
(10) مع إخلاص النوايا في نصرة الإسلام والمسلمين، وفي مساعدة إخواننا في فلسطين، وفي تقوية اقتصاد المسلمين، وفي تربية الأمة المسلمة ... إلخ؛ فإننا نرجو من الله ثوابًا، ونسأله عونًا، ونتوقع منه نصرًا، وننتظر منه رضًا ورحمة وفضلاً وكرمًا.
فما أدراك لعل حسنات المقاطعة تكون هي المرجحة لكفتنا يوم القيامة، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
فتوى الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي
على تأكيد مقاطعة أعداء الإسلام،
ورد على فتوى بعض العلماء في تحريم ذلك.
فضيلة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد
فقد حضرتُ درسا في الحرم المكي لبعض العلماء وقد سئل عن حكم مقاطعة الأمريكان واليهود فأجاب: بأن مقاطعة هؤلاء لا تجوز شرعا، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقاطع اليهود الذين كانوا في المدينة.
ولأن لدي إلمام ببعض الأحكام الشرعية فقد أشكل علي جواب هذا الشيخ، فما حكم مقاطعة اليهود والنصارى حسب ما تقتضيه الشريعة الإسلامية؟
الجواب:
¥