تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[لماذا أنا هكذا؟]

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[01 - 02 - 09, 11:19 ص]ـ

[لماذا أنا هكذا؟]

د. ياسر بكار ( http://www.alukah.net/Counsels/Counselor.aspx?id=16&CategoryID=1)

تاريخ الإضافة: 28/ 1/1430 هجري 25/ 01/2009 ميلادي

السؤال:

لا أدري لماذا؟

وضعتُ لي أهدافًا، ورسمت الخطط والبرامج، والمقدار اليومي؛ لكني لم أفلح.

يا ليتها كانت مرَّة أو مرَّتين، لكانت دروسًا أتعلَّم منها النجاح؛ لكن المشكلة حينما تكون عادة.

مرَّت عليَّ الآن أربع سنوات ونصف وأنا أدور في حلْقة مفرغة، كلَّ بداية فصل أضع لي أهدافًا علميَّة وعمليَّة، من علم شرعي بفنونه، وتزكية للنفس بالطاعات وقيام الليل، و .. و .. و .. و ... إلخ، وأهداف اجتماعية، ثم في الآخر أفشل فيها كلها، وأعود بخفَّي حنين.

يا الله! ما أقسى الحياةَ!

لماذا؟

هل كنت مثاليًّا - كما يقول أحد الإخوة - أم كنتُ عاليَ الهمَّة كما اعتقدَ؟ ... لا أدري.

كان هدفي الأعظم أن أكون على خُطى حبيبي محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأن أكون مثله داعيةً إلى الله، وعالمًا بشريعة ربِّه وعابدًا.

لماذا؟ ... لا أدري.

لماذا لم أتغير، وأنا هو أنا؟ وأنا الذي أسعى للتَّغيير وأدعو الغير للتغْيير، لماذا؟ ... لا أدري.

هل أنا أمشي في طريق لا يصلح لي مع أني أحبه وأعشقه ومستعد للتَّضحية من أجلِه؟

لماذا؟ ... لا أدري.

ملِلت وكللتُ وتعبتُ وتعست.

لماذا دائمًا تأتيني خواطر وأفكار تشغلني عمَّا أنا فيه، وتأخذ عليَّ وقتي؟

لماذا؟ ... لا أدري.

أكنت مثاليًّا ووضعتُ شيئًا فوق قدراتي وإمكاناتي؟ ... لا أدري

أكنت قليل الإخلاص وعندي حب للشُّهرة؟ ... لا أدري.

لماذا لم أستفد من أخطائي التي سبق أن مررْتُ بها مع هذا الفشل الذَّريع؟

لماذا؟ ولماذا؟ ولماذا؟

لكن، ألا يكون قدر الله شاء ألا أكون وأنا شئتُ أن أكون؟ ... لا أدري.

< TABLE dir=rtl style="BORDER-LEFT-COLOR: gray; BORDER-BOTTOM-COLOR: gray; BORDER-TOP-COLOR: gray; LINE-HEIGHT: 200%; BORDER-RIGHT-COLOR: gray" cellSpacing=10 cellPadding=5 border=0> وَعَيْشُ المَرْءِ فِي هَمٍّ وَغَمٍّ بَلاءٌ لَيْسَ يُشْبِهُهُ بَلاءُ

أتمنى أن تساعدوني وأن تدلُّوني على طريق الحقِّ فقد بلغت الحلقوم.

فأنتم شمعة في الظلام تضيئون لي الطريق، أنا متفائل كعادتي.

الجواب:

الأخ الكريم، السلام عليكم ورحمة الله.

سُررتُ برسالتِك؛ ذلك أنَّ ما تحدَّثت عنه هو همٌّ عامٌّ لكثير من الشباب "الجيِّدين"، والحريصين على التقدُّم والنجاح.

دعني أذكِّرك بأمرٍ مهمٍّ يساعدك على ترتيب أوراقك، ألا وهو وضع الأهداف.

تعلم جيدًا أنَّ وضع الأهداف من الأمور الأساسيَّة للنجاح، هناك شروط أساسيَّة غابت عنْك، وقد تكون سببًا في التَّوهان الذي تشعر به.

- يجب أن يكون الهدف محدَّدًا وواضحًا للغاية، أمَّا أن تقول: هدفي الدعوة، أو السير على خطى الحبيب - صلَّى الله عليه وسلَّم - فهذا ليس هدفًا محدَّدًا؛ بل منهج عام يشترِك فيه الكثير من الناس؛ لذا ضَعْ هدفًا محدَّدًا وواضحًا أكثر، فمثلاً قد يقول شخص: هدفي دعوة النَّاس للالتزام بالقيم، أو بالصلاة، أو إعادة كتابة التاريخ، أو إكساب الأطفال المهارات الاجتماعية، أو غير ذلك، انظر لهذه الأهداف، إنَّها واضحة، وستدفعك إلى رسْم جدولِك اليومي بشكل مختلف.

- يجب أن يكون الهدف مهمًّا في أقصى درجات الأهميَّة بالنسبة لك، اسأل نفسك: "تخيَّل أنَّني الآن في عام 1445هـ، فماهو الخبر الذي أتمنَّى أن أجدَه على صفحات الصُّحُف في تلك السنة"؛ أي: ما الشيء الذي تتمنَّى بشدَّة أن يحدُث؟

تذكَّر أنَّه ما هو مهم بالنسبة لي قد يختلف عمَّا هو مهم بالنسبة لك.

- يجب أن يمتلك الهدف كلَّ حواسِّك، يجب أن تراه كلَّ يوم أمامك بعين عقلك، يجب أن تكون متحمِّسًا أشدَّ الحماس للوصول إليه.

- يجب أن يكون تحقيق الهدف بيدِك أنت لا بيد الآخرين، فأنا أتمنَّى أن يمتلِك المسلمون طاقة نوويَّة متقدِّمة، لكن هذا ليس هدفًا لي؛ لأنَّني لا يمكن أن أفعل شيئًا مؤثِّرًا الآن حتَّى يتحقَّق ذلك، تذكَّر أنَّ: الهدف الذي يعتمِد على الآخَرين ليس هدفًا بل أمنيَّة.

- يجب أن يلامِس هذا الهدف نقاط القوَّة لديك، أنت شخص - كما كل الناس - لديْك مزايا معيَّنة خاصَّة بك أنت، يجب أن تكتشِفها وتتأكَّد من استخدامِها في كل يوم، وأنَّ هدفك الذي تسعى له يعتمِد الوصول إليْه على استِخْدام قدراتك ونقاط القوَّة لديك، تذكَّر أنَّ ما أُبْدع فيه أنا قد يختلف عمَّا تُبْدع فيه أنت؛ ولذا فقد يكون لي أهداف مختلِفة عن أهدافك.

إنَّني أؤكِّد دائمًا في لقاءاتي مع الشَّباب على أهميَّة اكتشاف قدراتِنا، ونقاط القوَّة لدى كل شخصٍ منَّا؛ لأنَّني أعتقد أنَّ سبب الملَل الذي نجِده في الأعمال التي نقوم بها هو أنَّنا نقوم بأعمال لا تُلامس قدراتِنا الشخصيَّةَ، ونقاط القوَّة لدينا، بينما تَجدنا مندفعين للعمل في أمور تلامس قدراتِنا، فمثلاً شخص يُتْقِن الكتابة ومناقشة الأفْكار، ولا يتقن الخطابة أو الرَّسْم أو العمل مع الآلات، أو التَّفكير التجاري أو غير ذلك، مثل هذا يجب أن يسلُك طريقًا في حياتِه المهنيَّة، ويجب أن يضع هدفًا يتناسبُ مع هذه القُدُرات، ويبتعد عن أي نشاطٍ يُلامس نقاط الضَّعف لديْه.

كيف أكتشِف قدراتي ونقاط القوَّة؟

عبر المراقبة للأمور التي أجد نفسي متحمِّسًا ومرتاحًا لها، وأنغمس فيها، ويمضي الوقت دون أن أشعر.

هذه نظرات عامَّة في هذا الموضوع، أرجو أن تكون مفيدة، ومرحبًا بك دومًا في موقع (الألوكة).

http://www.alukah.net/Counsels/CounselDetails.aspx?CounselID=473

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير