تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثانيًا: ليس أوباما نصرانيًّا عاديًّا؛ بل هو بروتستانتي، تابع لكنيسة المسيح المتحدة، ومن الفروق بين هؤلاء وبين الكاثوليك: أنهم يؤمنون بالعهد القديم، وينزلونه على اليهود الموجودين، ويتطلعون لقيام دولتهم العظمى، والتي تستمر ألف عام، بعد معركة "هرمجدون" الممهِّدة لنزول المسيح، أما الآخرون - أرثوذكسَ وكاثوليك - فيرون أن المسيح إنما يجيء عند القيامة فحسب، وأن هؤلاء اليهود ما هم إلاَّ مهطرقين، فلا عجب أن تقوم دعوة البروتستانت في الكنائس الأمريكية على دعم التسلح النووي لليهود في فلسطين؛ استعدادًا لخوض المعركة الفاصلة في "هرمجدون"، وهذا ما أشارت إليه دائرة المعارف البريطانية: "إن الاهتمام بعودة اليهود إلى فلسطين قد بقي حيًّا في الأذهان، بفعل المسيحيين المتدينين، وعلى الأخص في بريطانيا، أكثر من فعل اليهود أنفسهم".

ومَن قرأ في كتاب غريس هالسل، وجد لهذا نظائرَ وشواهدَ كثيرةً، ولعله يجدر هنا أن نذكر بأن أمريكا بروتستانتية الديانة بالأغلبية المطلقة، فلا تعجبْ إن علمتَ أن رؤساء أمريكا جميعًا كانوا نصارى بروتستانت، غير (جون كيندي) المقتول في أول مدته الرئاسية، وذلك عندما أعلن عن برامجه الإصلاحية، والتي تتضمن بناء أمريكا من الداخل، ونهج التعايش السلمي مع الخارج.

وإذا عرفت تمسك أوباما بديانته، ونشاطه في العمل الكنسي خلال عقدين كاملين، لم تستغرب التصريحات التي أدلى بها لبعض الصحفيين قائلاً: "إن التزامي القوي والعميق للجالية اليهودية ينبغي ألاَّ يكون موضع شك"، وقوله: "اللاجئون الفلسطينيون ينتمون إلى دولتهم، وليس لديهم حق حقيقي في العودة إلى إسرائيل، والخطوط العامة لأي اتفاقية تتضمن بقاء إسرائيل دولة يهودية".

ومما يزيد الأمر سوءًا أنه اتَّخذ امرأة عُرفت بانحيازها للكيان الصهيوني وزيرةً للخارجية، ونائبًا هذا شأنُه كذلك؛ بل قد كان نائبه (بايدن) ممن صوتوا لصالح غزو أفغانستان عام 2001م، والعراق عام 2003م، وهو من دعاة تقسيم العراق إلى ثلاث فيدراليات: كردية، وسنية، وشيعية، وفيما يتعلق بدارفور، فهو من مؤيدي إرسال قوات أمريكية إلى السودان، وأما بخصوص القضية الفلسطينية، فهو معروف بتأييده الشديد لإسرائيل، ومع هذين اتخذ أوباما كبيرًا لسدنة البيت الأبيض الأمريكي رجلاً يهوديًّا صِهْيَوْنيًّا، رضع لبن الصهيونية طفلاً، وورثها كابرًا عن كابر.

ولئن كان العالم قد عرف المحافظين الجدد، فعمَّا قليلٍ ليعرفنَّ الديمقراطيين الجدد.

وذلك إبان حفل تنصيب الشيطان الأخرس، ولسوف ينطق قريبًا أم بعيدًا متى تهيأت الظروف، ولاسيما إن نجح في احتواء الأزمة المالية، وتنظيم الشؤون الداخلية، وتفرغ لكم - معشرَ السادة!

http://www.alukah.net/articles/1/4951.aspx

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير