العمائم في العصر الحديث. تقلَّص لبس العمامة لدى الشعوب العربية والإسلامية في العصر الحديث، بعد انتشار الأزياء الغربية وغلبتها. ولم تعد العمامة زيًا مميزًا إلاّ عند السُّودانيين والعُمَانيين والموريتانيين وجنوبي مصر وبعض أهل اليمن، وبعض علماء الدين والمتخصصين في العلوم الشرعية، ونفر قليل من كبار السن في الجزيرة العربية خاصة في الحجاز، ويلبسها المسِنُّون، في نجد، فوق الشماغ. ولبستها جماعة من المشاهير المصلحين في العصر الحديث منهم الشيخ محمد بن عبدالوهاب، قال صاحب كتاب لمع الشهاب في سيرة محمد بن عبدالوهاب نقلاً عن ابن الشيخ: "وكان يتعمّم بالعمامة البيضاء يلقي عذبتها من قفاه بقدر ذراع". وقال الشيخ أبو عبدالرحمن الظاهري: "وهي لباس الإخوان من بادية نجد عندما جمعهم الملك عبدالعزيز رحمهالله على سُنَّة سلفيَّة ولا يزال مسنّوهم يلبسونها إلى هذا اليوم ويسمونها السّنة. وهي علامة سؤدد لدى مشائخ البادية ويمُتدح بها الحكام، قال شيخ العجمان راكان بن حثلين يمدح ابن سعود:
ذي ديرة الحاكم كبير العمامة اللِّي نَحَى عنها طوابير الأروام
ولعلّ التأثر بالأزياء الغربية هو الذي أدى إلى انحسار لبس العمامة. وقد وقفت جماعة من أصحاب الغيرة على الموروث العربي الإسلامي، مع العمامة ولم يخلعوها تحت أي ظرف من الظروف منهم الشيخ جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده وتلاميذهما.
ولطول عهد الناس بالعمامة، أنكروها واستوحشوها، وما هي بمنكرة ولا مستوحشة، وراحوا يبحثون في كونها سُنَّة أم عادة. يقول الشيخ أبو عبدالرحمن الظاهري: "ولا أشك إلى هذه اللحظة في أنها سُنَّة وفي أنها مَعْلَم لزي العرب في كل الحقب ... " وهو يراها من السنن المهجورة التي يجب استحياؤها لأنها علاوة على ما تقدم "إرث عربي من الجاهلية وعادة ما عُرِفَ سلفُ الأمة وخيارها بغيرها منذ أفضل الخلق رسول الله ³."
العمائم عند غير العرب. مايزال كثير من المسلمين في أفغانستان والباكستان وتركيا يتمسكون بالعمامة ذات العذبة الطويلة والألوان المختلفة، ويغلب السواد على عمائم الأفغانيين ويكثر البياض في عمائم الباكستانيين. وكان لباس الرأس للكهنة في الهند وشاحًا من الموصلي (الموسلين) الأبيض الملفوف حول طاقية صغيرة، في حين أن الأمراء المحليين لتلك البلاد كانوا يلبسون أوشحة من الحرير المنمّق. وقد كان سلطان تركيا يلبس عمامة مزينة بثلاث ريشات من ريش طائر البلشون والعديد من الأحجار الكريمة. وكان كبير الوزراء يضع ريشتين من ريش البلشون على عمامته في حين أن العمامة ذات الريشة الواحدة كانت تدلّ على المسؤولين الأتراك أصحاب الدرجات الدنيا. ويرتدي رجال طائفة السِّيخ في الهند عمائم مختلفة الأشكال والألوان يلفونها حول رؤسهم.
الموسوعة العربية العالمية
نقل أخوكم الأندلسي
ـ[كاتب]ــــــــ[08 - 02 - 09, 06:19 م]ـ
مصنفات في: " العمامة "!!
ومن طريف ما يُذكر هنا أن جملة من أهل العلم صنفوا كتباً ورسائل عن العمامة، ومنها:
أزهار الكمامة في أخبار العمامة، في العمامة النبوية، للمقري، وهو أبو العباس أحمد ابن محمد المقري التلمساني الفاسي
تحفة الأمة بأحكام العمة، أي: العمامة .. للشيخ أبي الفضل: محمد بن أحمد المعروف بابن الإمام.
التمامة في صفة العمامة، يعني النبوية، لابن خزرج،وهو الشيخ الفقيه أبو محمد عبد الله بن إسماعيل ابن محمد بن خزرج اللخمي.
الدعامة للعامل بسنة العمامة، لمحمد بن جعفر الكتاني.طبع بمصر
صوب الغمامة في إرسال طرف العمامة، للشيخ الإمام كمال الدين: محمد بن أبي شريف المقدسي الشافعي، المتوفى: سنة 905، خمس وتسعمائة.
كشف الغمامة عن أحكام العمامة - لابن طولون محمد الدمشقي.