تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بالمدينة ولم يقض به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشام ولا مصر ولا العراق ولم يكتب به إليهم الخلفاء المهديون الراشدون أبو بكر وعمر وعثمان ثم ولى عمر بن عبد العزيز وكان كما قد علمت في أحياء السنن وقطع البدع والجد في إقامة الدين والاصابة في الرأي والعلم بما مضى من أمر الناس فكتب إليه رزيق بن الحكيم إنك كنت تقضي بذلك بالمدينة بشهادة الشاهد ويمين صاحب الحق فكتب إليه عمر إنا قد كنا نقضي بذلك بالمدينة فوجدنا أهل الشام على غير ذلك فلا نقضي إلا بشهادة رجلين عدلين أو رجل وامرأتين ولم يجمع بين المغرب والعشاء قط في المطر والسماء تسكب عليه في منزله الذي كان يكون فيه بخناصرة سكبا ومن ذلك أن أهل المدينة يقضون في صدقات النساء أنها متى شاءت تكلم في مؤخر صداقها تكلمت يدفع ذلك إليها وقد وافق أهل العراق أهل المدينة على ذلك وأن أهل الشام وأهل مصر لم يقض أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا من كان بعدهم لامرأة بصداقها المؤخر إلا أن يفرق بينهما الموت أو الطلاق فتقوم على حقها ومن ذلك قولكم في الايلاء إنه لا يكون عليه طلاق حتى يوقف وإن مرت الاربعة أشهر وقد حدثني نافع عن عبد الله وعبد الله الذي كان يروى عنه ذكر التوقف بعد الاربعة أشهر أنه كان يقول في الايلاء الذي ذكر الله في كتابه لا يحل للمولى إذا بلغ الاجل إلا أن يفئ كما أمره الله أو يعزم الطلاق وأنتم تقولون وان لبث اشهرا بعد الاربعة الاشهر التي سمى الله ولم يوقف لم يكن عليه طلاق وقد بلغنا عن عثمان بن عفان وزيد بن ثابت وقبيصة بن ذؤيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن انهم قالوا في الايلاء إذا مضت الاربعة الاشهر فهي تطليقة بائنة وقال سعيد بن المسيب وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وابن شهاب إذا مضت الاربعة فهي تطليقة وله الرجعة في العدة ومن ذلك أن زيد بن ثابت كان يقول إذا ملك الرجل امرأته أمرها فاختارت زوجها فهي تطليقة وإن طلقت نفسها ثلاثا فهي تطليقة وقضى به عبد الملك بن مروان وكان ربيعة بن أبي عبد الرحمن يقول وقد كاد الناس يجتمعون على أنها إن اختارت زوجها لم يكن فيه طلاق وإن اختارت نفسها واحدة أو اثنتين كانت له عليها رجعة وإن طلقت نفسها ثلاثا بانت منه ولم تحل له حتى تنكح زوجا غيره فيدخل بها ثم يموت عنها أو يطلقها إلا أن يرد عليها في مجلسه فيقول إنما ملكتك واحدة فيستحلف ويخلي بينه

وبين امرأته ومن ذلك أن عبد الله بن مسعود كان يقول أيما رجل تزوج أمة ثم اشتراها زوجها فاشتراؤه إياها ثلاث تطليقات وكان ربيعة يقول ذلك وإن تزوجت الحرة عبدا فاشترته فمثل ذلك وقد بلغتنا عنكم أشياء من الفتيا فاستنكرها وقد كتبت إليك في بعضها فلم تجبني في كتابي فتخوفت أن تكون استثقلت ذلك فتركت الكتاب إليك في شئ مما أنكرت وفيما أردت فيه علم رأيك وذلك أنه كان بلغني أنك أمرت زفر بن عاصم الهلالي حين أراد أن يستسقي أن يقدم الصلاة قبل الخطبة فأعظمت ذلك لان الخطبة في الاستسقاء قبل الصلاة كهيئة يوم الجمعة إلا أن الامام إذا دنا فراغه من الخطبة حول وجهه إلى القبلة فدعا وحول رداءه ثم نزل فصلى وقد استسقى بين ظهرانيكم عمر بن عبد العزيز وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وغيرهما فكلهم يقدم الخطبة والدعاء قبل الصلاة فاستهتر الناس الذي صنع زفر بن عاصم من ذلك واستنكروه ومن ذلك أنه ذكر لي أنك تقول إن الخليطين في المال لا يجب عليهما الزكاة حتى يكون لكل واحد منهما ما يجب فيه الصدقة وفي كتاب عمر بن الخطاب أنه يجب عليهما الصدقة ويترادان بينهما بالسوية وقد كان ذاك الذي يعمل به في ولاية عمر بن عبد العزيز قبلكم والذي حدثنا به يحيى بن سعيد ولم يكن بدون أفاضل العلماء في زمانه فرحمه الله وغفر له وجعل الجنة مصيره ومن ذلك أنه بلغني أنك تقول إذا أفلس الرجل وقد باعه رجل سلعة

فتقاضى طائفة من ثمنها شيئا أو أنفق المشترى طائفة منها أنه يأخذ ما وجد من متاعه وكان الناس على أن البائع إذا تقاضى من ثمنها شيئا أو أنفق المشتري منها شيئا فليست بعينها ومن ذلك يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعط الزبير إلا لفرس واحد والناس كلهم يحدثون أنه أعطاه أربعة اسهم لفرسين ومنعه سهم الفرس الثالث والامة كلهم على هذا الحديث أهل الشام وأهل مصر وأهل إفريقية وأهل العراق ولا يختلف فيه اثنان فلم يكن ينبغي وإن كنت سمعته من رجل مرضي أن يخالف الامة أجمعين وقد تركت أشياء كثيرة من أشباه هذه وأنا أحب توفيق الله إياك وطول بقائك لما أرجو للناس في ذلك من المنفعة وما أخاف أن يكون من المضيعة إذا ذهب مثلك مع استئناسي بمكانك وإن نأت الدار فهذه منزلتك عندي ورأيي فيك فاستيقنه والسلام ..

(موجودة في آخر تاريخ ابن معين _ الدوري)

ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[30 - 03 - 08, 12:13 ص]ـ

جزاك الله تعالى خيراً وبارك فيك وجعل لك لسان صدق في الآخرين وليتك أخي الحبيب تتحفنا بمثل تلك المساجلات الطيبة لسلف أمتنا الأماجد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير