تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و صدقني – يا بني – أنه كان كثيراً ما يعينني في شؤون المنزل حتى أخجل منه في ذلك. حتى أنه مرة كان (يشطف) البرندة معي فقلت له: يا شيخ لا تفضحنا أمام الجيران، فيقولوا هذا يعمل عن امرأته، قال: هذه ليست فضيحة، ألا تعلمين أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقوم بمهنة أهله؟!

كنت إذا طلبت منه أي طلب للمنزل، مثل أن يضع رفاً زائداً في مكان ما، كان يدرسه و يفكر به، فإن وجده طلباً مناسباً، كان يباشر به و يصنعه بيده، و إن احتاج أن يذهب ليشتري له شيئاً، يذهب بسيارته ثم يرجع، و يقوم بما أشرت به عليه.

ثم كان له هواية بالرحلات – رحمه الله – على طريقة أهل الشام، فالسلة (عدة الرحلة) كانت بالسيارة دائماً، نذهب سوياً في الربيع و الصيف، بل و الشتاء، ننظر إلى الثلج و الشتاء و يجاملني بشرب الشاي و القهوة، و لو أنه لم يكن له هواية بهذين المشروبين. لكن لم يكن ليترك كتبه في أي (مشوار) نذهب به، فكان الكتاب صاحبه أينما ذهب.

بل كثيراً ما كنت أستيقظ فلا أراه في السرير، فأبحث عنه فأجده بالمكتبة، قد أضاء المصباح و اندمج مع كتبه، فأستغرب، فيقول: هذه عشيقتي!! رحمه الله.

وفقك الله أيها ( ... ) و فرج همك و كربك و جعلك من سعداء الدنيا و الآخرة. آمين.

السائل (أخت في الله)

نريد منك أُمَّنا الفاضلة وَصْفا ليومٍ كامل من حياته رحمه الله منذ استيقاظه للفجر حتى ذهابه للنوم ليلا ..

الجواب:

(وصف يوم كامل لحياة الشيخ)

كان الشيخ – رحمه الله يستيقظ لصلاة الفجر، إن لم يكن قبلها و كان يوقظ بعض تلامذته على الهاتف، ثم يذهب - طالما كان بعافيته – و يأخذ تلامذته من بيوتهم أو من الطريق الذي ينتظرونه فيه، و يصلون الفجر في المسجد الذي يتوخى فيه إمامه تطبيق السنة و اجتناب البدعة – مثل قنوت الفجر – و كان غالباً ما يكون المسجد بعيداً عن حارتنا. ثم يعود الشيخ إن لم يكن هناك جلسة مع تلامذته في المسجد، يعود إلى مكتبته و يبقى بين كتبه و أبحاثه إلى السابعة صباحاً حيث أكون قد جهزت له طعام الإفطار، فيفطر و يعود إلى المكتبة، ويبقى بها حتى القيلولة التي تكون عندما ينعس الشيخ، فيذهب و ينام قليلاً، ثم يعود إلى مكتبته. و هكذا يكون غداءه في الساعة الواحدة ظهراً, أما العَشَاء، فكان الشيخ لا يرغب به و كان يَرُد على أسئلة الهاتف بعد صلاة العشاء، إذ حدد ساعتين للفتاوى على الهاتف. أما الزيارات، فقد حدد لها بين المغرب و العشاء في الأيام التي تسمح له الظروف بها.

السائل (أخت في الله)

كيف كان الشيخ رحمه الله يتفاعل مع الأحداث التي تمر بها الأمة الإسلامية و ما تأثيرها عليه؟

الجواب:

أما عن تفاعل الشيخ مع أحداث الأمة الإسلامية، فنحن لم يكن عندنا تلفزيون في البيت، إذ كان لا يرضى الشيخ أن يدخله إلينا، و ما كان يشتري جريدة لكن الشيخ كان شديد الألم لما يحصل للمسلمين في فلسطين و العراق و أفغانستان و عامة البلدان الإسلامية. و كان كثيراً ما يتفاعل مع إخوانه المسلمين في سوريا أيام أحداث الثمانينات مع النصيريين، إذ كثيراً ما يأتي إليه الشباب المسلمون و يستشيرونه و يكرمهم و يستقبلهم و يكرمهم كأحسن ما يكون.

السائل (ابنتك و محبتك في الله)

هل كان لك دور أمنا الفاضلة في ما وصل إليه عالمنا و شيخنا الألباني من فضل و علم في دين الله و سنة رسوله عليه الصلاة و السلام .. لأنه هذا يهمنا جداً; فكيف لنا أن نشجع و نساعد إخواننا و أهالينا على طلب العلم.

فهل كان هناك بحث و رأي مشترك فيما بينكم و بين الشيخ رحمه الله في أمر أو في مسألة طرحت, و هل استفدتم من علمه رحمه الله؟

الجواب:

بالنسبة للفائدة العلمية، فالحمد لله قد استفدنا منه الكثير الكثير، بل و استفادت عائلتي (آل عابدين) و غيرهم منه الكثير بعد زواجنا، و كثيراً ما يسألني الناس عن بعض الأحكام الشرعية فأقول: كان الشيخ يقول فيها كذا و كذا، و إن لم أعلم أسأل لهم طلبة الشيخ المقربين منه، و الذين كان يثق بهم.

أما عن دوري في علمه، فأنا في الأصل لست طالبة علم و أنّى لمثلي أن يشاركه علمه و أبحاثه العلمية الدقيقة؟ لكن كنت أهيئ له – حسب استطاعتي – الجو كما يقال، و أقوم بخدمته و خدمة ضيوفه و تلامذته ما بوسعي. فلم يكن له خادمة، و لا يقبل أبداً أن يُدخل خادمة على البيت.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير