تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومَن وجد مِن نفسه ضعفًا في الولاية، وعجزًا عن أداء أمانتها، فالسلامة منها خير له، كما جاء في حديث أبي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قال: "قلت: يا رَسُولَ الله، ألا تَسْتَعْمِلُنِي؟ قال: فَضَرَبَ بيده على مَنْكِبِي"، ثُمَّ قال: ((يا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّكَ ضَعِيفٌ، وَإِنَّهَا أَمَانَةٌ، وَإِنَّهَا يوم القِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إلا مَن أَخَذَهَا بِحَقِّهَا، وَأَدَّى الذي عليه فيها))؛ رواه مسلم.

قال النووي - رحمه الله تعالى -: "هذا أصل عظيم في اجتناب الولاية، ولا سيما لمن كان فيه ضعف، وهو في حق مَن دخل فيها بغير أهلية ولم يَعدِل؛ فإنه يندم على ما فرط منها إذا جُوزِي بالخزي يوم القيامة، وأما مَن كان أهلاً وعَدَلَ فيها، فأجره عظيم كما تظاهرت به الأخبار، ولكن في الدخول فيها خطر عظيم؛ ولذلك امتنع الأكابر منها، والله أعلم" اهـ.

ومَن علم ما في الولاية من عظيم الأمانة، وشدةِ الحساب يوم القيامة، مع قوة إيمانه، خافها أشد الخوف، وحاسب نفسه فيها أشد من محاسبته لنفسه في غيرها، روى أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لَيُوشِكَنَّ رَجُلٌ يَتَمَنَّى أنه خَرَّ مِن عِندِ الثُّرَيَّا، وأنه لم يَنَلْ من أَمْرِ الناسِ شَيْئًا))؛ رواه أحمد وصححه الحاكم.

وعن أبي أُمَامَة - رضي الله عنه - عَنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قال: ((ما من رَجُلٍ يلي أَمْرَ عَشَرَةٍ فما فَوْقَ ذلك، إلا أتى اللهَ - عز وجل - مَغْلُولاً يومَ القِيَامَةِ يَدُهُ إلى عُنُقِهِ، فَكَّهُ بِرُّهُ، أو أَوْبَقَهُ إِثْمُهُ))؛ رواه أحمد.

ثم لْيعتبرِ العبدُ بما يرى مِن شغفِ كثيرٍ من الناس بالجاه والرفعة، وحرصِهم عليها، وفرحِهم بها، وغبطةِ غيرهم لهم فيها، لِيعتبرْ بما في الآخرة من الفوز العظيم، والملكِ الكبير، والمقامِ الرفيع؛ {انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً} [الإسراء: 21]، وفي الآية الأخرى: {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا} [الإنسان: 20]، فليعمل لذلك الفوز العظيم، والملك الكبير، والمقام الرفيع، الذي لا يحول ولا يزول، ولا يُنحَّى عنه العبدُ ولا يموت؛ بل يدوم، بل يدوم، بل يدوم.

وصلُّوا وسلموا ...

المصدر: http://www.alukah.net/articles/1/5216.aspx

ـ[عبد الرحمن السبيعي]ــــــــ[27 - 02 - 09, 01:27 ص]ـ

أيقظتنا من سبات عميق يا أبا زارع ..

يارب استرعلينا ..

بارك الله فيك ..

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[28 - 02 - 09, 08:22 ص]ـ

بارك الله فيك ونفعنا وإياك بما نقرأ

يستفاد من هذا أيضا: لله درك يابن الجوزي كيف استنبطت هذا المعنى من هذه الآية!!! ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=163961)

ـ[عبد الرحمن السبيعي]ــــــــ[21 - 08 - 09, 04:33 ص]ـ

يرفع للفائدة ....

ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[02 - 10 - 09, 08:01 ص]ـ

جزاك الله خيراً ...

موضوع في غاية الأهمية وخاصة أننا في زمان أصبحت فيه وسائل الشهرة والظهور انتشرت واستفاضت والله المستعان ..

ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 08:20 ص]ـ

أخي الحبيب ابا زراع غفر الله لك وبارك فيك

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير