الأبناء أمانة في عنق الآباء، قال تعالى (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) الأحزاب: 72، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: {{كلكم راع وكل مسؤول عن رعيته فالأب راع في أهل بيئة ومسؤول عن رعيته}} متفق عليه، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: {{من استرعاه الله رعية يموت يوم يموت و هو غاش لرعية إلا لم يرح رائحة الجنة}} صحيح الجامع الصغير، إن الوعيد شديد وإن الأمانة عظيمة فعليك أن تولي هذه الأمانة جلّ اهتمامك ورعايتك وإليك بعض التوجيهات:
1/ فرّغ نفسك في هذه الأيام لأبنائك وأحرص على متابعتهم وتشجيعهم على الجد والمذاكرة وذلل لهم الصعاب، قم بالمراجعة لهم والمناقشة.
2/ احرص على تشجيع الأبناء على تحقيق النجاح وعزز فيهم الثقة بالنفس والقدرة على التميز والنجاح وأن من ضاعف الجهد لابد أن يحصد النجاح.
3/ إغرس فيهم تقوى الله ومرا قبته سبحانه وحثهم على ذلك وذكرهم أن التقوى هي المخرج من كل ضيق قال تعالى: (فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) الطلاق: 2 - 3، ذكرهم أن التقوى من أعظم أسباب تسهيل الأمور وتيسيرها قال تعالى (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا) الطلاق: 4.
4/ اجعل لأبنائك بعض الحوافز التشجيعية التي تدفعهم لتحقيق النجاح والتميز كأن تضع لهم بعض الجوائز المادية أو تعدهم بشراء بعض الألعاب المحببة إليهم وغير ذلك.
5/ الوالدين يملكان سرا من أسرار نجاح الأبناء ألا وهو الدعاء لهم، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن: دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد لولده". صحيح سنن ابن ماجه.
الوقفة الثالثة: توجّه إلى الطالب -وفقه الله وسدد خطاه- وهي عبارة عن نصائح مفيدة:
1/ اخلص النية لله عز وجل في طلبك العلم واجعل الاختبارات وسيلة لمزيد من تحصيل العلم وانفع نفسك وأهلك ودينك واجعل نيتك إدخال السرور على والديك لتفوز برضى الله، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أحب الناس إلى الله أنفعهم وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة ... " صحيح الجامع الصغير، فما بالك بإدخال السرور على والديك.
2/ الدقائق والساعات في كل وقت وفي هذه الأيام بالذات هي أثمن شيء فإياك أن تفرط فيها بشيء من الكدح، شيء من الجهد والمثابرة؛ عندها تحقق النجاح والتميز بإذن الله تعالى.
3/ أخي الطالب كن متفائلاً فقد قال صلى الله عليه وسلم: "لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل الصالح والفأل الصالح: الكلمة الحسنة" صحيح الجامع الصغير، والتفاؤل سر من أسرار النجاح ولن تجد ناجحاً متشائماً فالتفاؤل يُحيل الآلام إلى آمال.
4/ ازرع في نفسك الثقة تحقق أفضل النتائج وتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "استعن بالله و لا تعجز ... " صحيح سنن ابن ماحه، فالعجز ضد الثقة وتأمل قول يوسف عليه السلام: قَالَاجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) يوسف: 55. (
5/ استعن بالله عز وجل فإنه سبحانه نعم المعين وتوكل على الله عز وجل، وتذكر قول الله چ (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) الفاتحة: 5، و قول الله عز وجل: (وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) الطلاق: 3.
¥