[العاقل المغلوب بالهوى ترجى هدايته!]
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[01 - 03 - 09, 04:02 م]ـ
العاقل المغلوب بالهوى ترجى هدايته
يقول ابن الجوزي رحمه الله
في صيد الخاطر
(((إذا رأيت قليل العقل في أصل الوضع، فلا ترج خيره! فأما إن كان وافر العقل؛ لكنه يغلب عليه الهوى، فارجه! وعلامة ذلك أنه يدبر أمره في جهله، فيستتر من الناس إذا أتى فاحشة، ويراقب في بعض الأحوال، ويبكي عند الموعظة، ويحترم أهل الدين؛ فهذا عاقل مغلوب بالهوى، فإذا انتبه بالندم، خنس شيطان الهوى، وجاء ملك العقل. فأما إذا كان قليل العقل في الوضع -وعلامته ألا ينظر في عاقبة عاجلة ولا آجلة، ولا يستحي من الناس أن يروه على فاحشة، ولا يدبر أمر دنياه - فذاك بعيد الرجاء، وقد يندر من هؤلاء من يفلح، ويكون السبب فيه خميرة من العقل غطى عليها الهوى، ثم تكشف قليلًا ليعود، فمثلهم كمثل مصروعٍ أفاق))).
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[01 - 03 - 09, 04:16 م]ـ
بشرك الله بالخير كله ..
وإن كان أحدنا لا يعلم أيهما أولى بحقه .. أيبكي هو أم يسعد؟! .. إن بكى فله كل الحق .. كيف لا وهو منهم؟! .. وإن سعد وبش فله ذلك أيضا .. كيف لا وقد يرجى هدايته - إن كان لديه بقية من عقل - .. ؟!!!
رحماك يا رب!
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[16 - 04 - 09, 01:50 م]ـ
ومن كلا ابن القيم رحمه الله في مفتاح دار السعادة:
والله تعالى إنما يغفر للعبد إذا كان وقوع الذنب منه على وجه غلبة الشهوة وقوة الطبيعة، فيواقع الذنب مع كراهيته له من غير إصرار في نفسه، فهذا ترجى له مغفرة الله، وصفحه، وعفوه، لعلمه تعالى بضعفه وغلبة شهوته له، وأنه يرى كل وقت ما لا صبر له عليه، فهو إذا واقع الذنب واقعه مواقعة ذليل خاضع لربه، خائف مختلج في صدره، شهوة النفس المذنبة، والإيمان يكره له ذلك، فهو يجيب داعي النفس تارة، وداعي الإيمان تارات،
فأما من بنى أمره على ألاّ يقف عن ذنب، ولا يقدم خوفاً، ولا يدع لله شهوة، وهو فرح مسرور، يضحك ظهراً لبطن إذا ظفر للذنب فهذا الذي يخاف عليه أن يحال بينه وبين التوبة، ولا يوفق إليها فإنه من معاصيه وقبائحه على نقد عاجل يتقاضاه سلفا وتعجيلا ومن توبته وإيابه ورجوعه إلى الله على دين مؤجل الى انقضاء الاجل وإنما كان هذا الضرب من الناس يحال بينهم وبين التوبة غالبا لان النزوع عن اللذات والشهوات الى مخالفة الطبع والنفس والاستمرار على ذلك شديد على النفس صعب عليها اثقل من الجبال ولا سيما إذا انضاف إلى ذلك ضعف البصيرة وقلة النصيب من الايمان فنفسه لا تطوع له ان يبيع نقدا بنسيئة ولا عاجلا بآجل كما قال بعض هؤلاء وقد سئل ايما احب اليك درهم اليوم او دينار غدا فقال لا هذا ولا هذا ولكن ربع درهم من اول امس فحرام على هؤلاء ان يوفقوا للتوبة إلا ان يشاء الله فإذا بلغ العبد حد الكبر وضعفت بصيرته ووهت قواه وقد اوجبت له تلك الاعمال قوة في غيه وضعفا في إيمانه صارت كالملكة له بحيث لا يتمكن من تركها فإن كثرة المزاولات تعطى الملكات فتبقى للنفس هيئة راسخة وملكة ثابتة في الغي والمعاصي وكلما صدر عنه واحد منها اثرا أثرا زائدا على اثر ما قبله فيقوى الاثران وهلم جرا فيهجم عليه الضعف والكبر ووهن القوة على هذه الحال فينتقل الى الله بنجاسته واوساخه وادرانه لم يتطهر للقدوم على الله فما ظنه بربه ولو انه تاب وأناب وقت القدرة والامكان لقبلت توبته ومحيت سيئاته ولكن حيل بينهم وبين ما يشتهون ولا شيء اشهى لمن انتقل الى الله على هذه الحال من التوبة ولكن فرط في أداء الدين حتى نفذ المال ولو أداه وقت الامكان لقبله ربه وسيعلم المسرف والمفرط أي ديان ادان وأي غريم بتقاضاه ويوم يكون الوفاء من الحسنات فإن فنيت فيحمل السيئات. اهـ
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[06 - 01 - 10, 02:55 م]ـ
تذكرة عظيمة
الله يفتح عليك