تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وصنعت لمفاصلي مثلما يصنع النجار لمفصلات الباب. عرفت – بالتحليل 0 - نوع الاملاح التي تترسب فيها فتركت الاطعمة والاشربة التي تحوي هذة الاملاح، ثم اتخذت بدل الزيت للباب شيئا من المدرات، ثم عمدت الى الرياضة، فكلما ازداد وجع المفاصل ازددت حركة لرجلي، فأتألم اول الامر ثم احس بأن المفاصل اخذت تلين، وانا انصح من يشكو من الام المفاصل بالحركة، بالمشي وبالرياضة المعتدلة الخفيفة. -78 -

ـ[محمدالصغير]ــــــــ[08 - 03 - 09, 01:21 م]ـ

- بحث في الاعصاب –

• كنت من ايام عند طبيب الاسنان وكان معي صديق لي، فرأيت في العيادة رجلا بادي الاناقة قد قعد على كرسي ولف رجلا على رجل، واخرج علبة دخائن فخمة فأشعل منها واحدة، وتناول جريدة فجعل ينظر فيها، فلم يكد يسحب من الدخينة سحبتين ويقرأ من الجريدة سطرين، حتى مد يدهـ فنظر في ساعته نظرة ونظر الى باب غرفة الطبيب اخرى، ورمى الجريدة، واطفأ الدخينة في الطبق وضغط عليها حتى مزقها، وقام يدور في الغرفن ثم قعد واخذ جريدة ثانية واشعل دخينة اخرى ثم لم يلبث ان اعاد الكرة، فرمى الجريدة وأطفأ الدخينة وجعل يدور، ينظر الى ساعته والى باب غرفة الطبيب.

فقلت لصديقي همسا: اترى هذا الرجل؟ قال: نعم فماله؟

قلت: انه يحس بصداع اليم يأخذ بجانبي رأسه، وهو مصاب بالارق والامساك المزمن، وفي معدته بداية قرحة، وهو معرض لارتفاع ضغط الدم ومرض السكر.

قال: هل تعرفه؟

قلت:: لا والله، مارأيته الا الان.

قال: وهل انت منجم، او تعلمت الطب على كبر فصرت تعرف امراض الناس بلا فحص ولا اختبار؟

قلت: اذا كنت لاتصدق فاسأله.

قال: كيف أسأله وانا لاأعرفه؟

قلتك ماأسهل التعارف في عيادات الاطباء.

والتفت الى الرجل فقلت: اذا كنت مستعجلا، فأنا اتنازل لك عن موعدي، موعدي عند تمام الساعة الواحدة.

قال: شكرا، موعدي انا قبل.

قلت: رأيتك منزعجا.

قال: معي صداع.

فنظرت الى صديقي، فهز رأسه، قلت: ربما ثكون منشؤة الارق.

قال: صحيح، انا من ليال طويلة محروم من النوم.

قلت: لقد اصابني مثل ذلك وكنت ادرس في البصرة من خمس وعشرين سنة، فكنت اضطجع مبكرا وانا على غير نعاس لأتدارك مافاتني من النوم، وكلما مرت دقيقة اسأل نفسي: هل نمت؟ فكنت كأنني اوقظ نفسي، فأتقلب في الفراش متوتر الاعصاب، وابقى الى الصباح، فأقوم مكسر الجسد دائر الرأس، وامضي النهار كله كذلك. وكلما تذكرت اني لم انم ازداد انحطاطا، مع اني كنت اغفي خلال الليل غفوات متفرقة ربما زادت على المدة الكافية للنوم، وعلمت – بعد – اني لو تمددت وارخيت اعضائي كلها لنمت، او لكفاني هذا الاسترخاء واغناني عن النوم. وليس الارق نفسه هو الذي يضر بل التفكير فيه، بدليل ان الانسان يكون في سهرة ممتعة او في عمل سار فيسهر الى الفجر ويقوم من الصباح نشيطا، وقد يمتد ذلك ليالي فلا يحس بتعب.

قال: صحيح والله، فهل انت طبيب؟

قلت: لا.

قال صديقي: انه (فلان)

قال: اهلا وسهلا، تشرفنا اني اسمع حديثك وعرفتك من صوتك ولكن ترددت، وانا فلان.

وتم التعالاف، وانس بي واتصل بيننا الحديث وشجعته حتى افاض في اللحديث عن نفسه، فاذا هو من اصحاب الاعمال الكثيرة والمواعد المتلاحقة، لايستريح ابدان ينصرف من عمله الظهر فيتغدى، ثم يمشي ليحضر اجمتاعا في الشركة، او ليلقي نظرة على المصنع، فاذا امسى المساء راى زوجته واولادهـ لحظة ثم ام النادي او القهوة، هذا اذا لم يكن مدعوا الى وليمة او حفلة، وقد اصيب بالامساك المزمن وتعب المعدة، وقد خبره الاطباء ان في معدته قرحة ...

فنظرت الى صديقي مرة اخرى، وضحكت، وقلت للرجل: هل تسمح ان اخبرك بما قلت لصديقي عنك؟

قال: نعم.

فأعدت عليه ماكنت قلتعنه، قال: وكيف عرفته؟

قلت: كنت اقرأ قبل ان اجيء بحثا في الاعصاب للدكتور ارنولد جاكسون، وهو اكبر طبيب اميركي متخصص في امراض الاعصاب، فرأيت في طريقة تدخينك واخذك الجريدة ونظرك الى الساعة ماذكرني بحالة يصفها في بحثه ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير