تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[المقامة الجزائرية ـ بين لغة ابن باديس و لغة ابن باريس!!]

ـ[أبو همام عبد الحميد الجزائري]ــــــــ[15 - 03 - 09, 06:27 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته< o:p>

في ظل ما عانته بلادنا العربية الاسلامية الجزائر من الاستخراب الفرنسي طيلة قرن و ثلث قرن من الزمان كتبت هذه المقامة ... < o:p>

المقامة الجزائرية< o:p>

بين لغة ابن باديس و لغة ابن باريس!! < o:p>

حدثني أبو همام الجزائري قال:< o:p>

الحمد لله الغني عن الأنداد، و الصلاة و السلام على أفصح من نطق بالضاد، أما بعد ... < o:p>

فإني نشأت في بلدي الجزائر، المكرمة لكل زائر، و قد تحرَّرَت من الاستدمار الجائر، كما يتحرر من قفصه الطائر،و هذا بعون ربنا القادر، ثم بجهاد شعبنا الثائر، من كل القرى و المداشر ... < o:p>

و لم يتأت هذا النجاح، إلا بعد الدعوة و الإصلاح ... < o:p>

من علماء البلاد، الذين ربوا العباد، و أيقظوهم من الرقاد، < o:p>

و علموهم لغة الضاد، و حذروهم من الشرك و اتخاذ الأنداد، < o:p>

و حاربوا البدع و خرافات الأحفاد، فأخذ أتباعهم في الازدياد، < o:p>

و تكاثرت على إثرها الأعداد ... < o:p>

فكانوا أكثر من تطوع للجهاد، و أغلب جيش تحرير البلاد!! < o:p>

ثم جاءت الحرية، بفضل رب البرية ... < o:p>

و يخرج الاستدمار، حاملا معه الخزي و العار، مما فعله في أهل الجزائر الأحرار، من التخريب و التقتيل و الدمار ... < o:p>

قرن و نصف من الاحتلال، و الجور و الاستغلال ... < o:p>

قرن و نصف من الحرب، و قل ما شئت من السلب و النهب ... < o:p>

قرن و نصف من الخوف، تُعجِز اللسانَ عن الوصف، و تأبى النسيانَ و الحذف ... < o:p>

قرن و نصف من مسخ الهوية، تدل على سوء النية، و خبث الطوية! < o:p>

قرن و نصف من الحرب على الدين، و تزوير التاريخ في عقول البنات و البنين ... < o:p>

قرن و نصف من إقصاء لغة القرآن، لإبعاد القلوب عن شرع الرحمان! < o:p>

و بعد كل هذا الفساد، تحرر العباد، من حكم الأوغاد!! < o:p>

و لكن هل تحرروا من ثقافة تلك البلاد؟؟؟ < o:p>

الجواب يراه الزائر، إلى أرض الجزائر ... < o:p>

سيرى البعض مفرنسين، و من فقه العربية مفلسين ... < o:p>

و لولا نظام التعريب، لم يفهموا شيئا لا من بعيد و لا من قريب ... < o:p>

يتكلم أحدهم كأنه فرنسي، رغم البرنامج المدرسي ... < o:p>

إذا نطق بالعربية، سمعت منه اللكنة الفرنسية، فحدث و لا حرج من الأخطاء النحوية، و هو لم يخرج أبدا إلى البلاد الغربية!! ... < o:p>

فمن أين هذه الرطانة الأعجمية؟ ... < o:p>

وكما تقول العرب، إذا عرف السبب، بطل العجب ... < o:p>

في الجزائر ثقافتان هما في حرب، إحداهما من العرب، و الأخرى من جبال الألب! ... < o:p>

أما الأول فيرضع من لبن العروبة و الإسلام، و الآخر من سم الكفار اللئام ... < o:p>

و حين تحققت الحرية، لم تكن القسمة بالسوية!، فرفعت راية الفرنسية!، في حياتنا اليومية، في كل المجالات الحيوية، فما أعظم البلية!! < o:p>

فهذه الأوراق الشخصية، و تلك الوثائق الطبية، و سائر الأمور الإدارية ... < o:p>

فرحم الله أهل العربية!!! < o:p>

و كان من عادة بني باريس، سب لغة العلامة ابن باديس ... < o:p>

و أنها لغة الخشب، أصابها ما أصابها من العطب، و أنها تفتقر إلى كل سبب، كيف لا و هي لغة هؤلاء العرب!! < o:p>

هذا ما يرونه في لغة العلم و الأدب!! < o:p>

فيا للجهل و يا للعجب!! < o:p>

و يا لها من وقاحة و قلة أدب!! < o:p>

إلى أن حلت البشائر، على أهل الجزائر، و رفعت الستائر، عن الماضي الغابر .... < o:p>

فبدأ التعريب يؤتي الثمار، في مختلف الفئات و الأعمار، و صار الناس يقبلون على كتب السلف، بنهم كبير و شغف، حتى بلغ حد التباهي و الترف، لأنه من عظيم الفضل و الشرف!! < o:p>

أما بقايا المفرنسين، فقد صاروا مفلسين، بعد أن عزف عنهم أكثر الجزائريين، و سبقهم تيار الأنجلوفونيين ... < o:p>

فإن سألتني عن البرهان، قلتُ انظر إلى غالب الشبان، هل يقرؤون الخبر، إلا من صحف المعربين كالشروق و الخبر، و قد خلفوا وراءهم تلك الصحف، لتوضع مع التحف، يؤنسها من أصابه الكِبَر و الخَرَف! ... < o:p>

و انظر أخي في المعارض، و لا أظنك تخالف و تعارض ... < o:p>

ففي كل معرض للكتاب، ترى ما يدهش الألباب، و يثير فيك الإعجاب، اكتظاظ منقطع النظير، يضم الصغير و الكبير، ينتظمون هناك في طوابير، لشراء البداية و النهاية لابن كثير!!! < o:p>

و كتابه العظيم في التفسير!! < o:p>

و زحام آخر في الفقه و العقيدة و علم العربية العسير!! < o:p>

( كما يقول أعداء العربية) < o:p>

و في الضفة الأخرى، أنصحك أن لا تذهب و ترى، فتلك مصيبة كبرى، قد حلت بجناح الفرنسية الثكلى، فقد هجرها غالب الورى، فلا بيع هناك و لا شيء يشترى…!! < o:p>

و لا يغرنك بقاياها في اللسان، فهذا من عادة الإنسان، إذ تَرْكُ العلائق، يحتاج إلى طول زمان!! ..... < o:p>

و لا تخش على العربية، فإنها لغة عصية أبية ... < o:p>

و إن لغة تمكنت من القلوب، لا بد أن تظهر يوما في المحافل والشوارع و الدروب!!! < o:p>

بإذن ربنا علام الغيوب ... < o:p>

و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين< o:p>

و الحمد لله رب العالمين.< o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير