تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أو مجاملة أو حياء أو لغير ذلك من الأسباب لأنه من المداهنة في دين الله ومن أسباب تقوية الكفار واعتزازهم واغترارهم بدينهم فاحذروا أيها المسلمون ما حذركم الله ورسوله منه واتقوا الله لعلكم تفلحون واتقوا النار التي أعدت للكافرين وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون اللهم إنا نسألك في مقامنا هذا ونحن في انتظار فريضة من فرائضك نسألك اللهم أن تعزنا بدينك وأن تعز دينك بنا اللهم اجعلنا أشداء على الكفار رحماء بيننا اللهم ارزقنا محبة من تحب وكراهة من تركه اللهم صلى وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. الحمد لله ولي المتقين وهادي المؤمنين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد المرسلين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

أما بعد

أيها المؤمنون اتقوا الله تعالى وقد سمعتم ما ذكر الله تعالى عن أعداء دينكم الذين هم أعدائكم حقيقة من اليهود والنصارى والمشركين والمنافقين وسائر الكفار ماذا يودون لكم إنهم يودون لكم أن تكفروا بالله ورسله يودون لكم أن تخرجوا عن دينكم الذي ارتضاه لكم والذي أتم الله به النعمة عليكم أيها المسلمون إنني أذكركم هنا بأمرين الأمر الأول ما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم أمته في مرض موته حيث قال صلى الله عليه وسلم: (أخرجوا المشركين من جزيرة العرب) وما أوصى به أمته حين قال: (أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب) وما قاله صلى الله عليه وسلم حين قال: (لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلما) اجعلوا هذه الأحاديث الثلاثة نصب أعينكم وانظروا ماذا تراجعون به ربكم يوم القيامة إذا سألكم عمن تجلبونه إلى هذه الجزيرة من اليهود والنصارى والمشركين باسم العمالة و نحوها مع أن غيرهم من المسلمين يسد مسدهم إنني أقول لمن أختار هؤلاء على المسلمين أعتد وأستعد للجواب إذا وقفت بين يدي الله عز وجل يوم القيامة أما الأمر الثاني فإنه إذا كان لا يجوز لنا أن نشهد أعيادهم ولا أن نهنئهم بها ولا أن نتشبه بهم فيها فإن الواجب علينا أن ندعوهم إلى الإسلام أن نبين لهم دين الإسلام الذي ارتضاه الله تعالى لعباده لعلهم يؤمنون فإن كثير منهم يكونون قد غرر بهم لا يعلمون عن الإسلام شيئاً وربما شوهت لهم صورة الإسلام من علمائهم وعبادهم وأمراءهم لذلك فإن الواجب علينا إذا سنحت الفرصة أن ندعو هؤلاء إلى دين الله دين الحق وأن نبين لهم مزايا الدين الإسلامي مزاياه التعبدية ومزاياه الأخلاقية ومزاياه في التعامل وغير ذلك مما هو بين وواضح لعلهم يسلمون (ولأن يهدي الله بك رجلاً واحدا خير لك من حمر النعم) أيها المسلمون إن من المضحك المبكي أن بعض الناس الذين عندهم العمال إذا رآهم قد اتجهوا إلى الإسلام وضع العراقيل أمامهم لأن لا يسلموا أقول إن هذا الرجل من الدعاة إلى النار من الصادين عن سبيل الله والواجب على المرء إذا رأى أحداً من العمال عنده إقبال على الإسلام أن يشجعه على ذلك إما بالمال وإما بالدعوة وإما بغير ذلك حتى يسلم وإذا أسلم على يده فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب: (لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم) إنني أحذر هؤلاء الذين يضعون العراقيل أمام من يريد الإسلام من عمالهم وأقول لهم اتقوا الله لا تصدوا عن سبيل الله لا تفتنوا الناس عن دين الله ومن سبق له مثل ذلك فإن باب التوبة مفتوح فليتب إلى الله من هذا وليعد النظر مرة أخرى حتى يدعو من عنده من العمال إلى دين الله لعلهم يسلمون فيحصل له بذلك خير الدنيا بما يقدمونه من عمل وخير الآخرة إذا أسلموا على يده أيها المسلمون إننا ولله الحمد مسلمون أصحاب هدف عالي سامي أصحاب هدف أنزل الله تعالى على رسوله منهاجا فلنكن أول الدعاة إليه بعد أن نكون من المتمسكين به ظاهراً وباطنا وأعلموا أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذ، شذ في النار وأعلموا أن الله أمركم بأمر بدأه بنفسه حيث قال جل من قائل عليما: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير