ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[30 - 11 - 07, 04:52 ص]ـ
الحمد لله الذي من اتقاه وقاه، ومن توكل عليه كفاه، ومن تاب إليه تاب عليه وهداه، ومن أناب إليه قبله ونجاه، ومن أذل نفسه في طاعته أعزه وأعلاه، ومن أطاع أمره رضي عنه وأرضاه، ومن عصى أمره أذله وأخزاه،
وأشهد أن لا إله ألا الله وحده لا شريك له، ولا ند له، ولا منازع له، ولا مثيل له، ولا شبيه له، ولا كفؤ له، ولا والد ولا والدة ولا ولد له، لا شريك له في عزه وملكوته، ولا منازع له في عزه وجبروته، ولا شبيه ولا مثيل له في أسماءه وصفاته؛ فهو جبار السماوات والأرض؛ فلا راد لحكمه ولا معقب لقضاءه،
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله، أمام النبين، وخليل رب العالمين، وقائد الغر المحجلين، وحامل لواء الحمد يوم الدين، أدي الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح للأمة، فكشف الله به الغمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى بلغ عن ربه البلاغ المبين، فاللهم صل وسلم و زد وبارك عليه وعلى كل من سار على نهجه، وسلك طريقته، واستن بسنته إلى يوم الدين
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون}.
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِي}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيما}.
أما بعد؛ فإنَّ خيرَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ وشرَّ الأمورِ مُحْدَثَاتُهَا، وكُلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكُلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكُلَّ ضلالةٍ في النَّار.
أيها المسلمون الكرام، نعيش اليوم بحول الله تعالى ومنه علينا ومدده وفيضه وتوفيقه مع موضوع هو
للقلوب المريضة دواء، وللعقول التائهة شفاء، وإن شئت فقل هو لكل داء دواء،
نحن اليوم مع التقوى ...
وبدايةً اسأل الله جل وعلا أن يرزقني وإياكم الإخلاص فى النيات والأقوال والأعمال، إنه على كل شيء قدير، وهو حسبنا ونعم الوكيل ...
أيها المسلمون عباد الله كونوا من عباد الله المتقين، الذين يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار، وليس لهم والله في هذا اليوم ما ينجيهم إلا العمل الصالح وتقوى الله.
والتقوى أيها المسلون الكرام هي:
أن تجعل بينك وبين ما حرّم الله حاجبا وحاجزا،
أن تجعل بينك وبين معاصى الله وما حرم الله من السدود والحواجز التي؛ تمنعك من أن تتجرأ علي معاصي الله، ومن أن تتعدى إلي ما يحمد عقباه ...
قال ابن رجب - رحمه الله -: وأصل التقوى هو أن يجعل العبد بينه وبين ربه ما يمنعه ويقيه من عذاب الله وهو فعل الطاعات واجتناب المحرمات.
ولهذا أفضل ما فسرت به حقيقة التقوى قول طلق بن حبيب - رحمه الله -: التقوى أن تعمل بطاعة الله، على نور من الله، ترجوا ثواب الله , وأن تترك معصية الله، على نور من الله، تخاف عقاب الله.
وعرف الإمام على التقوى فقال: هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل.
وسأل الفاروق عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - كعب الأحبار فقال له: يا كعب ما التقوى؟
فقال كعب: يا أمير المؤمنين أما سلكت طريقا فيه شوك؟ قال: نعم. قال: فماذا فعلت يا أمير المؤمنين؟ فقال عمر: أشمر عن ساقي، وانظر إلى مواضع قدمي، وأقدم قدمًا وأؤخر أخرى؛ مخافة أن تصيبني شوكة. فقال كعب: تلك هي التقوى ...
فالتقوى هي تشمير للطاعة، ونظر في الحلال والحرام، وورع من الزلل، ومخافة وخشية من الله الكبير المتعال ...
خلَّ الذنوبَ صغيرها و كبيرها، ذاك التقى
واصنع كماش فوقَ أرضِ الشوكِ يحذرُ ما يرى
لا تحفرنّ صغيرة ً، إنّ الجِبالَ مِن الحَصَى
أما عن أهمية التقوى في حياة المسم
¥