صدقت أخي الكريم أبو زيد الشنقيطي، وإن هذا والعياذ بالله من ظاهرة الإعجاب والغلو، حتى أصبح بعض الطلاب يقلدوا مشايخهم في كثير من الأمور الدنيوية والجزئيات، وكأنهم إتخذوهم قدوة عوضاً عن الإقتداء بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[22 - 03 - 09, 09:45 ص]ـ
جزى الله أحبتي خيراً أجمعين.
وأقول:
والله الذي لا إله غيرهُ إنه لداءٌ دوي أيها الأحبة , ولستُ أعنِي من يستفتي عن أمور دينه وسيتفيد من خلق الشيخ وسمته , كما قال حبيبنا محمد بوسيد.
لكني أعني المساكين المغبونين الذي لا همَّ لأحدهم إلا الحديث عن الشيخ وصناعةُ الدعايات الإعلانية له , وهم يجهلون أن الدعاية لا تصنعُ من الجاهل عالماً , وعدمُها لا يضرَّ العالم شيئاً أبداً.
أعني من لا يستطيع أن يكتم عن مخلوقٍ أنه صاحبُ صلةٍ بالشيخ أو الداعية , فإذا ركب مع سائق أجرةٍ وحاذى مسجد الشيخ أو سكنه بادره قائلاً:
تعرف من يسكن هنا , أو من يقيم الدرس هنا , فيجيب السائق (نظراً لشهرة الشيخ) نعم وكيف لا أعرف فلان.؟!!!
فيقول المغبون: هذا شيخنا و ...... و ....... و ...... و ...... و ..... و .... و .... الخ.
وإذا تعرف على طالب علمٍ أعاد نفس الكلام.!!!
وإذا دخل التسجيلات الإسلامية ورأى محاضرات الداعية أو شروح العالم آذى لبائع أو المحاذي له من الزبائن فأعاد نفس الكلام.!!!
وإذا رآه على التلفاز وهو بين أمه وأخواته وزوجته وأبنائه أعاد نفس الكلام .. !!!!
وإذا رأى صورته على جريدة او مجلة وهو في الطائرة ابتدر جليسهُ على المقعد فقال بنفس الكلام.!!!!
وإذا .... وإذا .... وإذا .... وإذا .... وإذا .... وإذا .... وإذا .... الخ.
ما زال يعلنُ بيننا عن نفسهِ ... حتى استغاث الصُّمُّ من إعلانهِ
حتى يموت الشيخُ وهذا المسكين لم يستفد خلقاً ولا علماً ولا ديناً , إن هذا لهو الخسران المبين.
والمصيبةُ أنَّ بعض الجهلة الذين أبرزتهم شاشاتُ الفضاء (الفاضية) ظنوا هذا الصنفَ من الناس من شروط الدعوة أو العلم , فتجد أحدهم مع جهله المطبق قد اتخذ منسقاً إعلامياً وآخر اجتماعياً وآخر علمياً , وهو في الحقيقة أقل من ذلك بكثير , وإن جحد ذلك فقد استيقنتهُ نفسهُ ..
جاء في مسند الإمام أحمد 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ عُبَيْدَةَ الْهُجَيْمِىِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ سُلَيْمٍ أَوْ سُلَيْمِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ مَعَ أَصْحَابِهِ. قَالَ فَقُلْتُ أَيُّكُمُ النَّبِىُّ قَالَ فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ أَوْمَأَ إِلَى نَفْسِهِ وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ أَشَارَ إِلَيْهِ الْقَوْمُ. قَالَ فَإِذَا هُوَ مُحْتَبٍ بِبُرْدَةٍ قَدْ وَقَعَ هُدْبُهَا عَلَى قَدَمَيْهِ قَالَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْفُو عَنْ أَشْيَاءَ فَعَلِّمْنِى. قَالَ «اتَّقِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَلاَ تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئاً وَلَوْ أَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِى إِنَاءِ الْمُسْتَسْقِى وَإِيَّاكَ وَالْمَخِيلَةَ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لاَ يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ وَإِنِ امْرُؤٌ شَتَمَكَ وَعَيَّرَكَ بِأَمْرٍ يَعْلَمُهُ فِيكَ فَلاَ تُعَيِّرْهُ بِأَمْرٍ تَعْلَمُهُ فِيهِ فَيَكُونَ لَكَ أَجْرُهُ وَعَلَيْهِ إِثْمُهُ وَلاَ تَشْتُمَنَّ أَحَداً» والحديثُ صحيح.
والله ما ذرأ الإلهُ ولا برى ... خَلْقاً , ولا خُلُقاً كأحمدَ في الورى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وبعضُ المتمسحين بمسوح العلماء اليوم لا بد أن يمتاز عن الناس بمنسقيه ومرافقيه وتعاليه , والله المستعان
ـ[ابو عبد الرحمن المنصوري]ــــــــ[22 - 03 - 09, 10:53 ص]ـ
أحسن الله إليك شيخنا أبا زيد
والله لقد رأينا الكثير من هذا
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[04 - 04 - 09, 04:24 م]ـ
ومن أعجب ما رأيتُ في هذا الباب:
1 - شخص يكونُ ملازماً ملازمةً مجازيةً لأحد مشاهير القراء أو أعلاهم سنداً ويعرف شيوخ الشيخ ومؤلفاته وطلابه , ويكونُ هذا المغبون لا يحفظ القرآن , فقل لي بربك أي فائدةٍ لهذه الملازمة التي يصم بها المسكينُ آذان الناس ولا تتحرك همته للسير على خطى شيخه.
2 - شخص يزعمُ تتلمذه على إمام من أئمة العلم الراسخين وهو يجهل ما يعلمُ ضرورةً من مسائل الطهارة والصلاة فضلاً عن البيوع والمناسك والنفقات وغيرها.
هؤلاء المساكين ذابوا في جحيم الدعاية والادعاء مع أنهم قادرون على الاستفادة لكنهم آثروا تمييز عوام الناس لهم بأنهم طلاب الشيخ فلان أو خواص العالم فلان أو أشبه الناس عطراً ومشيةً بفلان ... الخ
ـ[محمد الحريص]ــــــــ[04 - 04 - 09, 04:52 م]ـ
سبحان الله بعض الناس تكاد تجزم أن تدينه و طلبه للعلم إستدراجٌ و مكرٌ من اللهِ يه .. - نسأل الله أن لا يمقتنا -
باركَ اللهُ فيكَ شيخنا أبا زيد ..
¥