وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: «كُلُّ أُمَّتِى يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، إِلاَّ مَنْ أَبَى».قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَنْ يَأْبَى؟! قَالَ: «مَنْ أَطَاعَنِى دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِى فَقَدْ أَبَى».
وفي الصحيحين من حديث عائشة قالت: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
«مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عليه أَمْرُنَا، فَهُوَ رَدٌّ».
وفي مستدرك الحاكم من حديث ابن عباس وله شواهد أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: إني قد تَرَكْتُ فِيكُمْ شيئين لَنْ تَضِلُّوا بعدهما [مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا؛] كِتَابَ اللهِ، وَسُنَتِي.
وفي سنن الترمذي وحسنه من حديث الْمِقْدَامِ بنِ مَعْدِي كَرِبَ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ، وَمِثْلَهُ مَعَهُ، أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ شَبْعَانُ، [يَبْلُغُهُ الْحَدِيثُ عَنِّي، وَهُوَ مُتَّكِئٌ] عَلَى أَرِيكَتِهِ، [أَنْ يُكَذِّبَنِي؛] يَقُولُ: عليكُمْ بِهَذَا الْقُرْآنِ، فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ، وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ. [وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَمَا حَرَّمَ الله].
وفي سنن الترمذي وصححه من حديث العرباض بن سارية 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: صَلَّى بِنَا رَسولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ذَاتَ يَوْمٍ، ثمَّ أَقْبَلَ علينَا، فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً، ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ الله!! كَأَنَّ هَذِه مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إلينَا؟ فَقَالَ:
[قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ، لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ؛] أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى الله، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا؛ فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي؛ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعليكُمْ بِسُنَّتِي، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عليهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ.
وفي مسند الإمام أحمد من حديث عبد الله بن مسعودٍ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: خَطَّ رَسُولُ الله خَطًّا بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: «هَذَا سَبِيلُ الله مُسْتَقِيمًا».ثُمَّ خَطَّ [خُطُوطًا] عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ، ثُمَّ قَالَ: «هَذِهِ السُّبُلُ [مُتَفَرِّقَةٌ؛] وَلَيْسَ مِنْهَا سَبِيلٌ إِلَّا عليهِ شَيْطَانٌ يَدْعُو إليه».ثُمَّ قَرَأَ: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ [- للخَطِّ الَأوّلِ -] وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ [- لِلخطُوط -] فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (الأنعام: 153).
وفي سنن الترمذي وصححه من حديث الْحَارِثَ الْأَشْعَرِيّ؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَال َ:
إِنَّ اللَّهَ أَمَرَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ؛ أَنْ يَعْمَلَ بِهَا، وَيَأْمُرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهَا، وَإِنَّهُ كَادَ أَنْ يُبْطِئَ بِهَا؛ فَقَالَ عِيسَى: إِنَّ اللَّهَ أَمَرَكَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ لِتَعْمَلَ بِهَا، وَتَأْمُرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهَا، فَإِمَّا أَنْ تَأْمُرَهُمْ، وَإِمَّا أَنْ آمُرَهُمْ.
فَقَالَ يَحْيَى: أَخْشَى إِنْ سَبَقْتَنِي بِهَا أَنْ يُخْسَفَ بِي أَوْ أُعَذَّبَ؛ فَجَمَعَ النَّاسَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ؛ فَامْتَلَأَ الْمَسْجِدُ، وَتَعَدَّوْا عَلَى الشُّرَفِ.
فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ أَعْمَلَ بِهِنَّ وَآمُرَكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِنَّ.
¥