تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[يزيد بن معاوية المفترى عليه (منقول)]

ـ[أم الليث]ــــــــ[28 - 03 - 09, 01:47 م]ـ

هل أنصف التاريخ يزيد بن معاوية؟

الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله، ثم أما بعد:

يزيد بن معاوية لم يكن بذلك الشاب اللاهي، كما تصوره لنا الروايات التاريخية الركيكة؛ بل هو على خلاف ذلك، لكن العجب في المؤلفين من الكتاب الذين لا يبحثون عن الخبر الصحيح، أو حتى عمّن يأخذوه، فيجمعون في هذه المؤلفات الغث و السمين من الروايات.

و للأسف فإن بعض المؤرخين من أهل السنة - رحمهم الله - أخذوا من هذه الروايات الباطلة و أدرجوها في كتبهم، أمثال ابن كثير في البداية و النهاية، وابن الأثير في الكامل، وابن خلدون في العبر والإمام الذهبي في تاريخ الإسلام و في غيرها من الكتب.

و المصيبة في هؤلاء الكتاب المعاصرين أنهم يروون هذا الطعن عن بعض الشيعة المتعصبين أمثال أبي مخنف و الواقدي و ابن الكلبي و غيرهم، و غير هذا أن معظم هذه الكتب ألفت على عهد العباسيين، وكما هو معروف مدى العداء بين الأمويين و العباسيين، فكانوا يبحثون عمّن يطعن في هؤلاء فيملئون هذه الكتب بالأكاذيب.

أقوال العلماء في يزيد

ابن العربي

* اعتراف ابن العربي مزايا خطوة معاوية لتولية يزيد ولاية العهد من بعد أبيه.

العواصم من القواصم (ص228 - 229)

* يقف الناس على حقيقة حاله (يقصد يزيد) كما كان في حياته، يتبين من ذلك أنه لم يكن دون كثيرين ممن تغنى التاريخ بمحامدهم، و أجزل الثناء عليهم. حاشية العواصم من القواصم لابن العربي (ص221).

*رأي لأحد أفاضل الصحابة في هذا الموضوع، إذ يقول: دخلنا على رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين استخلف يزيد بن معاوية، فقال: أتقولون إن يزيد ليس بخير أمة محمد، لا أفقه فيها فقهاً، ولا أعظمها فيها شرفاً؟ قلنا: نعم، قال: و أنا أقول ذلك، و لكن و الله لئن تجتمع أمة محمد أحب إلىّ من أن تفترق. العواصم من القواصم (ص231).

*أما عن تناوله المسكر و غيرها من الأمور قلت: هذا لا يصح كما أسلفت و بينت رأي ابن الحنفية في ذلك - و هذه شهادة ممن قاتل معاوية مع أبيه، فأحرى به أن يكون عدواً له كارهاً لملكه و ولده -.

و قلت أيضاً: إن هذا لا يحل إلا بشاهدين، فمن شهد بذلك؟ وقد شهد العدل بعدالته، روى يحيى بن بكير عن الليث بن سعد (ت 147هـ) قال الليث: توفي أمير المؤمنين يزيد في تاريخ كذا، فسماه الليث أمير المؤمنين بعد ذهاب ملكهم و انقراض دولتهم، ولولا كونه عنده كذلك ما قال: إلا توفي يزيد. العواصم من القواصم لأبن العربي (ص232 - 234).

*هذا الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - على تقشفه و عظم منزلته في الدين و ورعه قد أدخل عن يزيد بن معاوية في كتابه الزهد أنه كان يقول في خطبته: إذا مرض أحدكم مرضاً فأشفى ثم تماثل، فلينظر إلى أفضل عمل عنده فليلزمه و لينظر إلى أسوأ عمل عنده فليدعه. أنظر: العواصم من القواصم (ص245) لأبن العربي.

*هذا يدل على عظم منزلته أي يزيد بن معاوية - عنده حتى يدخله في جملة الزهاد من الصحابة و التابعين الذين يتقدى بقولهم و يرعوى من وعظهم، و ما أدخله إلا في جملة الصحابة قبل أن يخرج إلى ذكر التابعين، فأين هذا من ذكر المؤرخين له في الخمر و أنواع الفجور، ألا يستحيون؟! و إذا سلبهم الله المروءة و الحياء، ألا ترعوون أنتم و تزدجرون و تقتدون بفضلاء الأمة، و ترفضون الملحدة و المجّان من المنتمين إلى الملة. العواصم من القواصم (ص246).

" .... محمد بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - يقول: وقد حضرته وأقمت عنده فرأيتهُ مواظبا على الصلاة، مُتَحَرِياً الخير، يسأل عن الفقه، مُلازماً للسنة. "محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه (البداية والنهاية) أبو بكر بن العربي - رحمه الله - (العواصم من القوام)

ابن خلدون

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير