قال - عز وجل -: {كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ - وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ - - كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ - فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ}
إن السماء والأرض لا تبكيان على الكفار ولا على المنافقين، بل تبكيان على فراق المؤمنين الصالحين ..
والأعجب من ذلك ما في صحيح مسلم من حديث أنس بن مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال:
كَانَ مِنَّا رَجُلٌ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ قَدْ قَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ وَكَانَ يَكْتُبُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَانْطَلَقَ هَارِبًا حَتَّى لَحِقَ بِأَهْلِ الْكِتَابِ. قَالَ فَرَفَعُوهُ قَالُوا: هَذَا قَدْ كَانَ يَكْتُبُ لِمُحَمَّدٍ [اخْتَارَ دِينَكُمْ فَأَكْرِمُوهُ، قَالَ: فَأُكْرِمَ].
فَمَا لَبِثَ أَنْ قَصَمَ اللَّهُ عُنُقَهُ فِيهِمْ فَحَفَرُوا لَهُ فَوَارَوْهُ فَأَصْبَحَتْ الْأَرْضُ قَدْ نَبَذَتْهُ عَلَى وَجْهِهَا ثُمَّ عَادُوا فَحَفَرُوا لَهُ فَوَارَوْهُ فَأَصْبَحَتْ الْأَرْضُ قَدْ نَبَذَتْهُ عَلَى وَجْهِهَا ثُمَّ عَادُوا فَحَفَرُوا لَهُ فَوَارَوْهُ فَأَصْبَحَتْ الْأَرْضُ قَدْ نَبَذَتْهُ عَلَى وَجْهِهَا فَتَرَكُوهُ مَنْبُوذًا.
ومثال الحجر والشجر شاهد على هذا المعنى الجليل من معاني العبودية ألا وهو تحقيق عبودية الولاء والبراء للكفرة ولليهود، تحقيق هذا المقام من مقامات العبودية أحسن بكثير ممن يتزلفون لليهود، ويطلبون ودَّهم، ويتقربون منهم،
ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِىُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِىٌّ خَلْفِى فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ. إِلاَّ الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ
إن الحجر والشجر سينطقه الله - عز وجل -، سيتكلم الشجر عبودية لله، وولاء للإسلام والمسلمين، وبراء من اليهود والنصاري ..
نسأل الله - عز وجل - أن يجعلنا من عباده المنيبين القانتين،،،
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[21 - 03 - 08, 04:05 م]ـ
الحمد لله الذي من اتقاه وقاه، ومن توكل عليه كفاه، ومن تاب إليه تاب عليه وهداه، ومن أناب إليه قبله ونجاه، ومن أذل نفسه في طاعته أعزه وأعلاه، ومن أطاع أمره رضي عنه وأرضاه، ومن عصى أمره أذله وأخزاه،
وأشهد أن لا إله ألا الله وحده لا شريك له، ولا ند له، ولا منازع له، ولا مثيل له، ولا شبيه له، ولا كفؤ له، ولا والد ولا والدة ولا ولد له،
لا شريك له في حكمه وملكوته،
ولا منازع له في عزه وجبروته،
ولا شبيه ولا مثيل له في أسماءه وصفاته؛
فهو جبار السماوات والأرض؛
فلا راد لحكمه ولا معقب لقضاءه،
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله،
أمام النبين،
وخليل رب العالمين،
وقائد الغر المحجلين،
وحامل لواء الحمد يوم الدين،
أدي الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح للأمة، فكشف الله به الغمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى بلغ عن ربه البلاغ المبين،
فاللهم صل، وسلم، وزد، وبارك عليه،
وعلى كل من سار على نهجه،
وسلك طريقته،
واستن بسنته إلى يوم الدين،
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون}.
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبا}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيما}.
أما بعد؛
فإنَّ خيرَ الحديثِ كتابُ اللهِ،
وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ - صل الله عليه وآله وسلم -،
¥