تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ تَعَالَى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ:

إِمَامٌ عَدْلٌ (عَادِلٌ)،

وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللهِ،

وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ،

وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ،

وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ؛ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللهَ،

وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ؛ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ،

وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ.

هل تفكرت في هذا الحديث الشريف؟!!

يصف النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يوما عبوسا قمطريرا، يومًا تدنو الشمس فيه من الرؤوس،

والزحام يكاد يخنق الأنفاس،

ثم،

يؤتى بجهنم: لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها، أوقد عليها ألف عام حتى أحمرت، وألف عام حتى أبيضت، وألف عام حتى اسودت، فهي سواد في سواد ...

ثم،

تزفر جهنم زفرة تخلع نياط القلوب،

ولا يستطيع بعدها إنسان أن يقف على قدميه، بل كل الناس يجثوا على الركب،

ودعوى الأنبياء يومئذ: اللهم سلم سلم!!

مثِّل لنفسِكَ أيُّها المغرورُ

يوم القيامةِ والسَّماءُ تمورُ

قد كُوِّرت شَمسُ النَّهارِ وأُدنيَت

حتي على رأس العبادِ تفُورُ

وإذا الجِبالَ تقلَّعت بأُصُولها

فرأيتَها مِثلَ السَّحابِ تسيرُ

وإذا النُّجُومُ تساقَطت وتناثَرت

وتبدَّلت بعدَ الضياءِ كدُورُ

وإذا العِشارُ تعطَّلت عن أهلِها

خَلَت الدِّيارُ فما بها معمُورُ

وإذا الوحوشُ لدى القيامةِ

احشرت وتقولُ للأملاكِ أين نسيرُ

فيقالُ سيروا تشهدُونَ فضائحاً

وعجائباً قد أُحضِرت وأُمُورُ

وإذا الجنينُ بأُمِّهِ مُتعَلِّقٌ

يخشى الحِسابَ وقلبهُ مذعُورُ

هذا بلا ذنبِ يخافُ لهولِهِ

كيفَ المُقيمُ على الذُّنوبِ دُهُورُ؟!

وإذا الصحائف نُشّرت

وتطايرت، وتهتكت للعالمين ستور

وإذا الجليل طوي السما

بيمينه طي السجل كتابه المنشور

وإذا الجحيم تسعرت نيرانها

ولها علي أهل الذنوب زفير

وإذا الجنان تزخرفت وتطيبت

لفتي علي طول البلاء صبور

في ظل هذه المشاهد التي تخلع القلوب ...

ينادى الله - عز وجل - على سبعة؛ ليظلهم في ظله يوم لا ظل إلا ظله ...

والسبعة كلهم يجمعهم رابط الخوف من الله رب العالمين،

تدبر: هذا

إمام خاف الله فعدل،

وشاب خاف الله؛ فاستقام علي طريق مولاه،

ورجلان تحابا في الله، وفي الله فقط، اجتمعا عليه، وتفرقا عليه،

ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فهي ذات مال تحميه وتمنعه، وذات جمال تأسر قلوب الرجال، فقالها صريحة: (إني أخاف الله)!!

ورجل خاف مرتين: خاف أولا فتصدق بصدقة، ثم خاف ثانية من الرياء؛ فأخفاها!!

ورجل ذكر الله خاليا (خاليا)؛ ففاضت عيناه،

أيها المسلمون الكرام:

أن الخوف هو أحصن حصن يتحصن به المسلمون،

وأوثق عروة يتمسك بها المتمسكون،

وأقرب وسيلة يتوسل بها المتوسلون،

فطوبى لمن كانت الجنة هي داره

والرحيق والزنجبيل والتسنيم شرابه

والنبون والصديقون والشهداء والصالحون رفاقه ...

{إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ}

نماذج من الخوف

ففي سنن الترمذي من حديث أبى سعيد الخدري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال:

(كَيْفَ أَنْعَمُ، وَصَاحِبُ الْقَرْنِ قَدْ الْتَقَمَ الْقَرْنَ، وَاسْتَمَعَ الْإِذْنَ مَتَى يُؤْمَرُ بِالنَّفْخِ؛ فَيَنْفُخُ).

فكأن ذلك ثَقُلَ على أصحابه،

فقالوا: فكيف نفعل يا رسول الله أو نقول؟

قال: قولوا: (حسبنا الله ونعم الوكيل، على الله توكلنا).

وهذا فاروق الأمة عمر بن الخطاب الذي أجرى الله الحق على لسانه لما نام على فراش الموت دخل عليه ابن عباس فقال:

أليس قد دعا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن يعز الله بك الدين والمسلمين إذ يخافون بمكة،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير