تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المقامة الحِفْظِيةـ عجائب الأسرار في الحفظ و التَّكرار!!

ـ[أبو همام عبد الحميد الجزائري]ــــــــ[03 - 04 - 09, 12:59 ص]ـ

المقامة الحِفْظِية< o:p>

عجائب الأسرار في الحفظ و التَّكرار!! < o:p>

حدثني أبو همام الجزائري قال:< o:p>

الحمد لله الذي خلق الانسان من صلصال كالفخار، و جعل له العقل مستودع الأفكار، و رزقه حافظة تحفظ له الأسرار،< o:p>

و تعينه على العلم و الاستذكار .... < o:p>

و الصلاة و السلام على نبيه المختار، و آله و صحبه المهاجرين و الأنصار، الذين حفظوا السنة بالأسماع و الأبصار، و نقلوها إلى سائر الأقطار و الأمصار، فارض اللهم عنهم و اجمعنا بهم في تلك الدار! .... < o:p>

أما بعد ..... < o:p>

فإن طلب العلم له أصول، من تركها حُرِم الوصول ... < o:p>

و من أعظمها بعد الإخلاص و الأدب، الحفظ التمام قبل الطلب، فإن سألتني عن السبب؟ < o:p>

قلت: هذا و الله عين العجب!! < o:p>

وهل العلم إلا الحفظ و الفهم؟؟ < o:p>

و دونهما فظن أو وهم ... < o:p>

اعلم أخي المفضال، أن للحفظ مزايا و أفضال، على الطلاب من النساء و الرجال، بل حتى الصغار منهم و الأطفال ... < o:p>

أرى الغِرَّ في الدنيا إذا كان فاضلا** تَرَقَّى على رؤوس الرجال و يخطب< o:p>

و إن كان مثلي لا فضيلةَ عنده **يقاس بطفل في الشوارع يلعب< o:p>

أخي عليك بالحفظ، فإنه يصون لك اللفظ، و يعطيك من العلم أوفر الحظ .... < o:p>

علمي معي حيثما يممت ينفعني **قلبي وعاء له لا بطن صندوق< o:p>

إن كنت في البيت كان العلم فيه**أو كنت في السوق كان العلم في السوق< o:p>

أخي عليك بالحفظ مع الأدب، فهكذا كان دأب العرب، و به حفظ الدين و ما ذهب ... < o:p>

فإن قُلْتَ يا إنسان: علة الحفظ النسيان! < o:p>

قلتُ: بل علته الأولى العصيان .. !!! < o:p>

( و اتقوا الله و يعلمكم الله ... ) < o:p>

و يقول القائل:< o:p>

شكوت إلى وكيع سوء حفظي ... فأرشدني إلى ترك المعاصي< o:p>

و أخبرني بأن العلم نور ... و نور الله لا يهدى لعاصي< o:p>

و قد جاء في خبر من غبر، أن النسيان دواؤه النظر، في كتب العلم و الأثر ... < o:p>

و طريق الحفظ التَّكرار، و هو سر من الأسرار!! < o:p>

و لا تسأم أخي من الإعادة، ففيها تثبيت و زيادة، و بها تكون الرفعة و السيادة! < o:p>

رأيت العلمَ صاحبُه كريم ... و لو ولدته آباءٌ لئام< o:p>

و ليس يزال يرفعه إلى أن ... ُيعَظِّمُ أمرَه القومُ الكرام< o:p>

و يَتَّبِعُونه في كل حال ... كراعي الضأن تتبعه السَّوَامُ< o:p>

فلولا العلمُ ما سَعِدَت رجال ... و لا عُرِفَ الحلالُ ولا الحرام< o:p>

و من كانت بداياته في العلم محرقة ... < o:p>

كانت نهاياته بإذن الله مشرقة .... (فهما و علما و عملا و أدبا) < o:p>

و كانت أشجاره مثمرة مورقة .... < o:p>

و من لم يذق مر التعلم ساعة ... تجرع ذل الجهل طول حياته < o:p>

فإن كان المحفوظُ سورةً من القرآن ... < o:p>

فأَجْرٌ مضاعف من الرحمن ... < o:p>

و تلاوة تزيد في الإيمان ... < o:p>

و حلاوة في القلب و اللسان ... < o:p>

و تَكرار يمنع النسيان ... < o:p>

فأي خير بعد هذا يا إنسان؟؟ …!! < o:p>

و إن كان المحفوظ حديثا من السُنَّة ... < o:p>

فأبشر بالنضارة و الفضل و المِنَّة ... < o:p>

و تذكر أن من أجله رُفِعَت الأَسِنَّة ... < o:p>

و اعزم العمل به فتحفظَه وتفوزَ بالجنة ... < o:p>

و إن كان المحفوظ متنا في النحو و الصرف ... < o:p>

فأقبل عليه و اغتنم الوقت و الظرف ... < o:p>

و دع اللهو و غض عنه الطرف ... < o:p>

و اضبط المتنَ و احذر اللحنَ في الحرف ... < o:p>

و كذا السقطَ في الكلام و الحذف ... < o:p>

ثم الزم الحفظ و التكرار ... < o:p>

طرفي الليل و النهار ... < o:p>

في همة و إصرار ... < o:p>

مستعينا بالواحد القهار ... < o:p>

حتى ينجلي عنك الغبار ... < o:p>

و قد صرت من الأحبار الكبار!!! < o:p>

و هكذا سِرْ في كل المتون ... < o:p>

على اختلاف العلوم و الفنون ... < o:p>

و اسمع أخي هذا الكلام ... من أخيك أبي همام ... < o:p>

لزوم التمام من شيم الكرام ... < o:p>

و تاركه مع القدرة يلام ... < o:p>

لأنه ما بلغ الهدف و المَرام ... < o:p>

فعجزه عيب شبيه بالحرام!! ... < o:p>

فاعزم أخي و توكل على العزيز العلام ... < o:p>

و قل سيُفْتَح لي كما فُتِح لغيري من الأنام ... < o:p>

و سأحفظ المتن كاملا هذه الأيام ... < o:p>

من قرآن و ألفية بَلْهَ الأربعين و بلوغ المرام!! < o:p>

بإذن ربنا ذي الجلال و الإكرام .... < o:p>

و لم أر في عيوب الناس عيبا ... كعجز القادرين على التمام< o:p>

وفق الله الجميع لحفظ المتون النافعة و فهمها و العمل بها .... < o:p>

و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين< o:p>

سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك.< o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير