من إضاءات بعض كبار السنّ
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[05 - 04 - 09, 04:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه اجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من إضاءات بعض كبار السنّ
علي بن صالح الجبر البطيّح
كبار السنّ عالم آخر وروح عجيبة وقصص وحكايات وأخبار , يعيش بعضهم عزلة وهو مع الناس يشعر ويحس بذلك , وربما تألّم ثم اكتفى بهزّ رأسه , فصبر وتسلّى , وقد تلمس فجوة كبيرة بينك وبينه , فهل تستطيع أن تسدّها , لأنه لايملك ذلك إلا من أجاد / فن التعامل مع كبار السنّ , نعم .. للتعامل مع كبار السنّ فنونه وطرقه وأساليبه , فقد تثيره وتجعله يتفاعل معك ويضحك , وتتسلل إلى قلبه , ويشعرك باهتمامه , وقد لاتحرّك فيه ساكناً!! .. لهم حقوق وواجبات , ومن المعروف والإحسان صدرت منهم صور مشرقات , وينتظر ون منّا ردّ جميلهم في كل ما فات , وآن لنا – حقيقة – أن نقدّم ونكافئ .. هذه الكلمات بين يدي شئ من إضاءاتهم والتي تتمثل في:
1 – كثرة ذكرهم لله تعالى قائمين قاعدين وعلى جنوبهم , حتى إننا لانشعر بدخولهم في أيّ مكان إلا من خلال سماعنا لما تعطّرت به أفواههم من ذكر الله تعالى من مثل: (لاإله إلا الله – لاحول ولاقوة إلا بالله – ياالله سترك – ياالله حسن الخاتمة – ياالله عونك – سبحان الله – اللهم رحمتك ... ) ومن طريف ما سمعته عن أحد الأطفال الصغار قوله: جاء جدّي من المسجد
قالت أمّه: وكيف عرفت ذلك حبيبي؟
قال الصبي: أسمع صوته الآن يقول (لاإله إلا الله) وهو لم يره , وهنا لفتة جميلة في التربية وهي تعويد الأطفال الذكر (ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب).
2 – صبرهم على المرض - وفي ذلك عبرة وعظة - مع ضعف أجسامهم.
3 – حرصهم على صلة الرحم , وقد سمعت شيخاً كبيراً يقول لأحد أحفاده: يابني متى نذهب لزيارة عمّك وعمّتك نسلّم عليهم ونعود؟
4 – قوة عزيمتهم في العبادة فمن الطبيعي أن تجد الكبير المسنّ يصلي من الليل – ويطيل الصلاة - واقفاً أو مستنداً على عصا , وشاهد ذلك في قيام رمضان , وكذلك قوة عزيمتهم في صيام النافلة .. فأين الشباب ومن يتدفقون حيوية؟ ومن يبكّر لصلاة الجمعة؟
5 - الخبرة الواسعة والتجارب والحكمة والمعرفة بالأحوال والأمور لهم منها نصيب الأسد فأين المستشير المستنير؟.
المصدر: http://www.saaid.net/Doat/ail/18.htm