و والله الذي لا إله غيره ولا ربّ سواه لم يُؤْتَ المرءُ نعمةً بعد نعمة لا إله إلاّ الله أجلّ من قلب يحملّ همّ أمّته، وإخوانه المسلمين، يفرح لفرحهم، ويحزن لحزنهم، ويبكي لمصابهم، ولربّ دمعة صادقة من قلب رقيق تعدل جبل أحد في الميزان عند الله يوم القيامة.
فقوت الروح أرواح المعاني ??? وليس بأن طعمت ولا شربت
أسأل الله أن يجعلني وإيّاك أخي القارئ الكريم منهم
إخواني في الله أصل هذه المشاركة مبحث مستل من رسالة لي صغيرة متواضعة من عبد ضعيف مغمور نكرة أرجو ألا تبخلوا علي بملاحظاتكم ودعواتكم فأنا بحاجة إليكم
اللهم اغفر لي ولإخوتي وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين
ــــ
(1) أمّا ما كنّا نظنّه في بداية سلوك سبيل الاستقامة، من أنّ أحدنا سيصل بعد فترة من المعالجة لنفسه إلى أن يستقرّ أمر الإخلاص في قلبه، ويصبح من عباد الله المخلصين، فهو وهم سرعان ما يتلاشى لديه، إذا عرف العبد حقيقة هذه الدنيا و انخراط في حلبة صراعها الدائم فيها، فيكتشف سرّ التكليف الرّباني للخلق.
(2) أخرج هذه القصة بإسناده الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق (5/ 324) عن عبد الله وصالح ابني الإمام أحمد، وذكرها القرطبي في التذكرة (ص38)، وأشار إليها شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (4/ 256) وقال إنّها مشهورة، والحافظ ابن كثير قي البداية والنهاية (10/ 341)
(3) تنبيه مهم: بعض طلبة العلم والدعاة إلى الله يريد أن يستحوذ على أمر الدعوة لنفسه لا أحد يشاركه في ذلك، فإذا سمع بمن تصدّر للدعوة إلى الله عن طريق الدروس والمحاضرات وغيرها من وسائل الدّعوة انزعج، وأصابته رعدة، وأرغى وأزبد، وراح يلتمس أخطاء صاحبه وزلاّته ليشهّر به، فيشفي غلّة نفسه، حتّى يخلو له الجو، وتصفى له الساحة، فيصبح حامل لواء الدعوة بلا منازع، وهذا لعمري يقدح في إخلاص صاحبه، بل قد يحبط عمله من حيث لا يشعر، حيث قدّم حظ نفسه على مصلحة دينه وأمته، وأضحى يصد عن سبيل الله لحظّ نفسه الأمّارة بالسوء، وقد يُلبِس فعله الشنيع قميص الحرص على مصلحة الدعوة، قال شيخ الإسلام رحمه الله (28/ 207): فالهجرة الشرعية هي من الأعمال التي أمر الله بها ورسولُه ?، فالطاعة لابد أن تكون خالصة لله صوابا. فمن هجر لهوى في نفسه، أو هجر هجرا غير مأمور به، كان خارجا عن هذا. وما أكثر ما تفعل النفوس ما تهواه، ظانّة أنّها تفعله طاعة لله. اهـ
قلت: ومن هذا الذي يطيق التصدي لدعوة هذه الجماهير الغفيرة من المسلمين وغيرهم لو كان لديه أدنى مسكة من عقل، نسأل الله أن يعيننا على نيّاتنا ومقاصدنا، ورحم الله الشيخ
ابن عثيمين حيث يقول: الدعاة إلى الله ينقسمون إلى قسمين: داع يدعو إلى الله، وداع يدعو إلى غيره فالداعي إلى إلى الله تعالى هو المخلص الذي يريد أن يوصل الناس إلى الله تعالى، والداعي إلى غيره قد يكون داعيا إلى نفسه، يدعو إلى الحق من أجل أن يعظّم بين الناس ويحترم، ولهذا تجده يغضب إذا لم يفعل الناس ما أمر به، ولا يغضب إذا ارتكبوا نهيا أعظم منه، لكن لم يدع إلى تركه. اهـ القول المفيد (1/ 160) باب الدعاء إلى شهادة ألا إله إلا الله.
فالداعية المخلص هو الذي يفرح لما ينال الأمة من الخير، سواء أكان هو المصدر أم غيره.
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[11 - 04 - 09, 03:13 م]ـ
أنا في انتظار تعليقاتكم إخوتي في الله لعلكم تستدركون أو تنبهوني إلى ما أحتاج إلى تعديله، وهذه النتيجة عبارة عن وجهة نظر وجهد شخصي توصلت إليه آمل ألا تبخلوا عليّ بتوجيهاتكم فأنا لا أستغني عنكم
ـ[كاتب]ــــــــ[24 - 04 - 09, 09:26 ص]ـ
السلام عليكم ...
جزاكم الله خيرا، ونفع بكم، ورزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل.
ـ[محمود إبراهيم الأثري]ــــــــ[25 - 04 - 09, 11:35 ص]ـ
فاقتبست من كلام بعض السلف رحمهم الله في حقيقة الاستغفار ضابطا لحقيقة الإخلاص، حيث قال: من كان يرى في نفسه استغفاراً فاستغفاره يحتاج إلى استغفار، وهكذا الإخلاص، فمن كان يرى في نفسه إخلاصاً فإخلاصه يحتاج إلى إخلاص.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حقيقة أخي الكريم لست بطالب علم ولا أمت لهم بصلة إلا أنني كنت أستمع ذات مرة للشيخ الحويني فذكر هذه العبارة الملونة بالأحمر في كلامك وقال أنها من كلام الصوفية وأنكرها وجاء بأدلة لا أذكرها الآن ولكن لعل أحد الإخوة من طلاب العلم يذكرها أو لعلي أتذكر الشريط فآتيك بما فيه
نفعنا الله وإياك بما نسمع
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[25 - 04 - 09, 01:13 م]ـ
الذي يظهر أن في تلك العبارة: (من رأى الاخلاص في عمله؛ فإخلاصه بحتاج إلى إخلاص) تفصيل:
1 - فإن كان بقصد أنه بلغ الإخلاص الكامل الذي لا إخلاص بعده؛ فهذه العبارة صحيحة، لكن ينبغي ترك مثل هذا اللفظ الموهم، و ذلك لان هذه العبارة فيها تضارب، و وجهه؛ كيف يثبت الاخلاص ثم ينفيه!
2 - أما إن كان يقصد أصل الاخلاص؛ فلا شك أن الله أمرنا بالاخلاص و الله لا يأمر بشئ ليس في قدرتنا أو يكون في تحصيله مشقة شديدة.
نعم الاخلاص يحتاج مجاهدة، و مراجعة، و محاسبة للنفس بين الحين و الاخر.
و الذي يظهر: أن ضابط الاخلاص هو أن يعمل الطاعة وهو يستشعر أنه ينفذ أمر الله و يرجو ثوابها من الله، و يخشى (إن كانت واجبة) من أثم تركها.
وهذا الضابط يزيد و ينقص بحسب إيمان العبد و قوة يقينه. و الله أعلم.
¥