ـ[أم صفية وفريدة]ــــــــ[14 - 04 - 09, 04:27 م]ـ
على رسلكم يا إخوان ...
هؤلاء الذين تطعنون فيهم لديهم علم أكثر منّا، ومن الواجب احترام رجال العلم
والإنسان ربما يجتهد فيخطيء
لاتقفوا على كل زلة، وادعو الله أن يهدينا ويهديهم.
ـ[جمال العاتري]ــــــــ[14 - 04 - 09, 05:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ليس كل من يظهر على الشاشات متصدرا للفتوى وترجيح مسائل العلماء الربانيين عالما , هذا لا شك فيه ... فيا ترى من زكّى هؤلاء وشهد لهم حتى جلسوا في هذا المقام ولا أقصد العلماء الربانيين الذين يتقون الله في علمهم وفتاواهم حتى أني سمعت يوما الشيخ أبا اسحاق الحويني يُسأل على مسألة التبرع بالأعضاء البشرية فالحقيقة كان جواب الشيخ في غاية التواضع اذ أنه قال أنه يعد بحثا في المسألة لم ينته منه ويضيف الشيخ: لكني سمعت شيخي الألباني رحمه الله يفتى بعدم جواز ذلك والله أعلم.صدقوني يا إخوتي لو أن المسألة عرضت على واحد من هؤلاء الذين لا نعرف عنهم ولا عن علمهم الا ما يظهر عن طريق فتاواهم لأجاب دون تورع بجواز ذلك ولقال أن هذا من مساعدة الانسان لاخيه الانسان ولساق الادلة على زعمه الثاني دونما تعرض للمسألة تأصيلا وحجة.
والحقيقة أن هذا مما عمت به البلوى في بلاد المسلمين ومن المفروض أن تكون هناك هيئة خاصة من العلماء الربّانيين الذين يحذّرون من أمثال من اتّصف بادعاء العلم وتصدر للإفتاء دونما علم ولا حتى نقل صحيح للفتوى. ونرجوا من مشايخنا وعلمائنا الأفاضل الذين نجلّهم ويجلّهم العام والخاص أن يتصدوا لهؤلاء. وكما قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ". ونسأل الله تعالى أن يهدينا واياكم الى أحسن الأعمال وأحسن الأقوال .... والله المستعان ولا حول ولا قوة الا بالله.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[14 - 04 - 09, 07:02 م]ـ
ومن كان يعرف أحد هؤلاء المساكين ويريد له الخير والسلامة فليهده هذه الخطبة التي ألقيت من بيت الله العتيق في مكة للخطيب المفوه البليغ المصقع عبد الرحمن السديس وفقه الله وبارك عليه وكثر أمثاله.
وما يدريك فلأَن يهدي الله بك أحدهم ويكفي المسلمين شره خير لك من حمر النعم.
http://www.mktaba.org/vb/showthread.php?t=9771
ومما جاء فيها:
اتلكم يا أحبتنا هي قضية التوقيع عن رب البريات عبر القنوات أو ما يعرف بـ (فتاوى الفضائيات)، بل هي قاصمة القول على الله بغير علم؛ مما غدا طعنةً في الأحكام نجلاء ووصمةً مزريةً شنعاء في محيا الفتيا الأزهر وسني قدرها الأظهر .. قد خلخلت صحيحها وشابت صريحها وصوحت ريحها ورنقت - واأسفاها - أريجها وريحها ..
وفي نسق الذروة البيانية والبراعة البلاغية الذي لا يجري إلا في دروب الإنكار والتقريع والزجر والتشنيع .. يقول العزيز المنيع - جل جلاله - في عظيم شأنها (وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ) النحل - 116 ..
ولله در العلامة ابن القيم - رحمه الله - حيث يقول في جليل قدرها: (وإذا كان منصب التوقيع عن الملوك في المحل الذي لا ينكر فضله ولا يجهل قدره وهو من أعلم بالمراتب السنيات .. فيكف بمنصب التوقيع عن رب الأرض والسماوات؟ كيف وهو المنصب الذي تولاها بنفسه رب الأرباب؟ وكفى بما تولاه الله شرفًا وجلالا) .. انتهى كلامه - رحمه الله -.
نعم يا أمة الإسلام .. للفتيا المدبجة بنور الأصلين الشريفين تستبين معالم الدين وتنجلي غوامض الأحكام عن المستفتين، وينعطف المسلمين شطر الدين المبين بالفتيا المنضبطة تحمى الملة من التحريف والتغيير ويصان معينها عن الانتحال والتكفير .. بها تبرز رحمات الإسلام الربانية ومآلاته المقاصدية السنية في تناغم كفءٍ أخاذ مع نوازل العصر والزمان انطلاقاً من شمول هذه الشريعة وكمالها وصلاحياتها لكل زمان ومكان.
إخوة الإيمان: ولعظيم شأن الفتيا وخطورتها وهيبتها ووعورتها تدافعها الجلة من الأصحاب العظام وتجانفها الخيرة من الأتباع الكرام - رضوان الله عليهم - فعن عبد الرحمن بن أبي ليلى - رحمه الله - قال: (أدركت عشرين ومائة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما كان منهم محدثٌّ إلا وجد أن آخاه كفاه الحديث ولا مفتٍ إلا ودّ أن أخاه كفاه الفتيا) .. وعن الإمام أحمد - رحمه الله - قال: (من عرَّض نفسه للفتيا فقد عرضها لأمرٍ عظيم) .. وفي (اللفظ الكافي) يقول بشر الحافي - رحمه الله -: (من أحب أن يُسأل فليس بأهل أن يُسأل).
أحبتي الأكارم: ومن العرر التي تمطت بكلكلها وخطوبها ولوحت بقمطريرها وقطوبها في رحاب الفتيا الفيحاء - مما استوجب التبصير والتحرير والإشارة بالسبابة والنكير - ما تمثل في فوضى الإفتاء عبر القنوات والفضائيات والشبكات ووسائل الاتصالات دون حسيبٍ أو رادع وبلا رقيبٍ أو صادع؛ حيث غدا مقام الإفتاء العظيم كلأً مباحا وحمىً مستباحا وسبيلًا مطروقةً لكل حافٍ ومنتعل ومطيةً ذلولًا لكل يافعٍ ومكتهل ..
نبرأ إلى الله من ذلك ونبتهل، ولا ينافي ذلك الإنصاف بالقول والاعتراف بأنه لا تخلو جملة ذلك من بعض الآثار الإيجابية ومنافع دينية .. إلا أن الغيور ما أكثر ما يرى من أشباه المفتين وأنصاف المتعلمين الذين يتجاسرون - وبجرأةٍ عجيبةٍ - على مقام التحليل والتحريم؛ فيجملون الفتيا دومًا دون تفصيل، ويرسلون القول غفلاً عن الدليل والتعليل .. يتطفلون على حلائب الفتوى وهم ليسوا منها في عيرٍ ولا نفير، ويفتاتون على مقامات العلماء والمجتهدين وهم ليسوا منهم في قبيلٍ ولا دبير .. يتقحمون دون وجلٍ عظيم المسائل، وهيهات أن يتورعوا عن البت في النوازل مما لو عرض على عمر - رضي الله عنه - لجمع له أهل بدر .. سيان عندهم أراجف من المرجوف والمفتى من المطروح .. كيف وهم لم يتحققوا بشروطها فهتكوا سني مروطها؟!
¥