تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أهداف التنشئة فى المدارس الدينية الاسرائيلية]

ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[16 - 04 - 09, 10:23 م]ـ

شاهد جنود العدو الصهيونى على حدود قطاع غزة قبل وأثناء وبعد العدوان عليها، كان لافتًا للإنتباه - هذه المشاهد لم تكن متاحة قبل ظهور البث المرئى عبر الأقمار الاصطناعية، وكانت مستحيلة الرؤية قبل اختراع التلفاز وانتشاره- جنود يقومون باهتمام مبالغ فيه بتجهيز وتنظيف وصيانة معدات ثقيلة دبابات ومدافع فضلا عن الطائرات والزوارق الحربية، فى نفس الوقت الذى يؤدون فيه طفوس العبادة اليهودية، وهم يعلمون أن كل هذه الأسلحة تعد لحصد أرواح آلاف المدنيين العزل حيث طال التخريب والدمار الكبير الذي أحدثته آلة العدو الإسرائيلي كافة المنشآت والمرافق العامة، مثل: المدارس والمستشفيات ومحطات الكهرباء والوقود والمباني الحكومية، وطبقاً لإحصاءات بعض المصادر الإعلامية، فقد أدى العدوان الإسرائيلي إلى استشهاد 1350 فلسطينياً، إضافة إلى أكثر من 5500 جريح معظمهم من النساء والأطفال، وتم تدمير نحو 22 ألف مبنى، منها أربعة آلاف تم تدميرها كلياً و18 ألفا جزئياً، كما قدرت الخسائر الاقتصادية بنحو ملياري دولار أمريكي عدا الأضرار التي لحقت بالبيئة الطبيعية بسبب استخدام أسلحة محرمة دولياً مثل القنابل الفسفورية. هذه الأضرار قابلة للزيادة بحسب ما تسفر عنه عمليات المعاينة والإحصاء. عدد من ثبت استشهاده من الأطفال جراء هذا العدوان فقط 420طفلا.

يجعلنا هذا المشهد نتساءل عن نوع التنشئة التى تربى عليها هؤلاء الجنود ليشعروا بالفخر ورسم علامات النصر وهم يتعمدون استهداف الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين العزل الذين لا يملكون أية وسيلة من وسائل المقاومة أو الدفاع عن النفس.

هذا المشهد هو الذى دفعنا للبحث عن مصادر هذه الثقافة التى عمل الكيان الصهيونى على غرسها فى نفوس هؤلاء الناشئة من جنود ومستوطنين. ديدنهم قتل العرب وتدمير ممتلكاتهم وتخريب ديارهم.

فالعدوان الصهيونى الغاشم على أهلنا فى قطاع غزة، ورغم أنه حلقة فى سلسلة متواصلة من الاعتداءات، نعلم جميعًا الهدف منها، فهو ليس سرًا وليس لأحد فضل كشف اللثام عنه فهو معلن وواضح للجميع.الحركة الصهيونية التى اتفقت أهدافها مع أهداف الدول الاستعمارية عملت على جعل الأساطير التى وردت فى التوراة، واقعًا قائمًا مفروضًا على الأرض العربية، وأن تطمس واقعًا معاشًا من أكثر من ألفى عام، لتغرس مكانه كيان قائم على أوهام مصطنعة خطها الحاخامات فى أسفار التوراة، والأخطر ما خطوه بأيديهم فى التلمود، حولت هذه الأساطير الى خطط - رغم اختلاف المؤرخين فى مرجعيتها - فيما يسمى بروتوكولات حكماء صهيون. ورغم أن هذا الكيان خطط له مجموعة من الصهيونيين العلمانيين الذين عاش معظمهم فى أورويا، ووجدت فيها الدول الاستعمارية بغيتها فى اضعاف المنطقة العربية واستنزاف ثرواتها، وتحقيق أحلامهم الصليبية القديمة فتحالفت مع هذه الثلة من المتطرفين اليهود رغم علمانيتهم لتحقيق هذه الأهداف المشتركة. ولكى يجذبوا يهود العالم من كافة أصقاع المعمورة قاموا بتوظيف هذه الأساطير باسم الدين الذى أصبح الآن يشكل الرافد الأساسى فى الهوية الإسرائيلية والذى اهتمت به كل مؤسسات التنشئة الاجتماعية الإسرائيلية، الأسرة، والحضانة والمدرسة، والإعلام، فضلًا عن المعابد والكنس اليهودية.

وقد كتب زئيف هرتزوج، أحد المؤرخين الإسرائيليين، دراسة بيّن فيها أن الأساطير التوراتية ليس لها أي سند تاريخي. وحين سُئل عما إذا كانت الأساطير التوراتية ليس لها أي سند تاريخي، فلماذا أنتم (أي الإسرائيليون) هنا؟ فكان الرد نحن هنا لأننا هنا (أي أمر واقع)، وهو رد مهذب، فهو لم يتحدث عن السلاح الإسرائيلي أو البطش الإسرائيلي، ولكنه مع هذا أكد أن إسرائيل حقيقة سياسية تاريخية، لا تتمتع بأي قداسة، وهذا يشكل في تصوري خطوة إلى الأمام.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير