تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

واصطبغت الصهيونية في الآونة الأخيرة بصبغة دينية فاقعة، وجعلت التوسع الصهيوني مصدر شرعيتها، والأرضية التي تستند إليها فمع ظهور هرتزل على الساحة - عام 1896 - تحولت الصهيونية إلي حركة سياسية منظمة واعية بالضغوط والضوابط الدولية. فقد أكتشف هرتزل حقيقة بديهية، وهي أنه لتهجير يهود العالم، لا بد من الحصول على ترخيص دولي بذلك، مع ضمان دعم إحدى الدول الكبرى. بدأ هرتزل في تنظيم الجمعيات الصهيونية المختلفة في شرق أوروبا، وتوجه إلى أثرياء الغرب (روتشيلد وآخرين)، ثم دعا لعقد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل عام 1897. وفي عام 1917 أصدرت الحكومة الإنجليزية وعد بلفور، الذي استمرت الحركة الصهيونية على أثره في المناورة السياسية والنشاط الدبلوماسي خارج فلسطين وفي النشاط الاستيطاني داخلها، إلى أن أنشأت الدولة الصهيونية عام 1948.

وللإبقاء على قوة الدفع التى اكتسبتها الحركة الصهيونية اعتمدت خطط للتنشئة الاجتماعية لآلاف اليهود في السنوات الأخير على تعزيز النظرة العنصرية للآخر " العربي"، من خلال سلسلة طويلة من التعليم الديني الذي يركز على أن قتل العربي عبادة وأن ذلك سيؤدي الى الاستفراد " بأرض الميعاد" وإمكانية تحقيق الأمنية الكبرى" هدم الأقصى وإقامة الهيكل على أنقاضه".

لذا كان من الضرورى البحث في خلفيات هذه الثقافة، وعن بدايتها ونشأتها، وكيفية تطورها، وما هي المرتكزات التي قامت عليها، وكيف تعاملت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على اختلاف نهجها سواء كانت علمانية أو دينية متطرفة، مع المدارس الدينية خاصة والتي تعتبر المختبر الذي يصنع هذا النهج من التفكير والثقافة العنصرية، وأيضا ما هو التأثير الذي يعكسه وجود مثل هذه المدارس والمناهج التي تدرس فيها على المجتمع اليهودي أولا ومن ثم على ما يسمى " بالآخر" أي العربي الفلسطيني المستهدف الأول بالطرد والقتل والتهديد ...

تطور المدارس الدينية فى اسرائيل

يمكن القول أن النشأة التاريخية للتعليم اليهودى منتصف القرن التاسع عشر تقريبا يترافق مع انتشار التعليم المدنى العلمانى في أوروبا وتحت التأثيرات التي أحدثها هذا العصر في الجوانب السياسية والاجتماعية والثقافية. رأى اليهود الغربيين الارتفاع بمستوى المدارس اليهودية في فلسطين من خلال تقليد النموذج الأوروبي. وبدأت منذ ذلك الوقت تتوافد البعثات التعليمية المختلفة إلى فلسطين لتأسيس المدارس الحديثة.

لكن هذا الحال سبب مشكلة بين اليهود ذوي التوجهات الدينية القادمين من أوروبا " الاشكناز" وبين اليهود العلمانيين القادمين من أسبانيا " السفارديم"، مما استدعى وبعد صراع طويل خلق نوعين من التعليم وذلك في عام 1953 تقريبا، وهما " المدارس الحكومية" و " المدارس الدينية الحكومية"، حيث يتم التركيز في الثانية على تعليم الأولاد كل ما يتعلق بالدين اليهودي والتوراة والتلمود، ويلتزم الطلاب فيها بكافة الشعائر الدينية ويرتدون أل" Kippa" وهي القبعة الصغيرة المشهورة عند اليهود المتدينين، ويحتفلون بقداسة بالأعياد الدينية لليهود.

والجماعات المتطرفة اليهودية تنقسم إلى تيارين رئيسيين يندرج تحت كل منهما عدة جماعات فرعية:

التيار الأول:"الجماعات الصهيونية " التي ترتكز معتقداتها على فكرة أرض الميعاد وشعب الله المختار ويضم جماعات "المرزاحي"، وهي بمثابة الجماعة الأم التي خرجت من قلنسوتها جميع التنظيمات المتطرفة الأخرى، يأتي بعدها جماعة "المفدال" وحركة تامي، وموراشا، وميماد.

التيار الثاني:"جماعات التكفير التي تنقسم إلى فرعين: جماعات شرقية"سفارديم"، وتضم حركة "حبد" و "شاس" و "ناطوري كارتا" و "ساطمر أما الفرع الثاني: فيضم الجماعات الغربية "اشكنازيم"، ويندرج تحتها حركات "اجوادات يسرائيل،" و"هيجيل هاثوراه" أو"علم التوراة" وتصل الخلافات بين هذه الجماعات إلى حد تكفير بعضها البعض، وحتى تكفير قيام دولة إسرائيل ذاتها، لكن كلهم يتفقون جميعا على كراهية العرب واستبعاد الموافقة على تأسيس دولة لهم، أو الاعتراف بحقهم في العيش على "أرض الميعاد" المزعومة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير