تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الأولوية في شراء الكتب]

ـ[د. بسام الغانم]ــــــــ[21 - 08 - 07, 08:54 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

[الأولوية في شراء الكتب]

الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه.

أما بعد:

فإن أهمية الكتب لطالب العلم أمر متفق عليه لايقبل الجدال والمناقشة؛ فطالب علم بلا كتب كصانع بلا عدة.

قال الشيخ حاتم العوني وفقه الله:

طالب الحديث في حاجة ماسة إلى مكتبة عامرة بالكتب، مكتبة ضخمة بمعنى الكلمة، تكون بين يديه وقتما يشاء، مكتبة تنمو وتزيد كل يوم بالجديد من المطبوعات والمقدور عليه من المخطوطات، ولاتقف عن النمو مادام صاحبها حي العلم والروح.

فعلى طالب العلم أن يتحلى بالبذل والسخاء في اقتناء الكتب، وأن يقدم شراء الكتاب على طعامه وملبسه وملذاته، وأن يحرص كل الحرص على أن لايفوت كتابا صغر أو كبر في علم الحديث، في أي فن من فنونه.

أما طالب العلم (بزعمه) الذي يقول يغنيني كتاب في السنة وعلومها عن كتاب في ذلك فليس بطالب علم ولايريد أن يكون طالب علم فإني لاأقول إنه لايغني كتاب عن كتاب بل أكاد أقول: لاتغني طبعة عن طبعة أخرى له.

وأما طالب العلم الذي يقول: لا أشتري كتابا حتى أقرأ وأدرس الكتاب الذي عندي فلايفلح في العلم أبدا فإن شراء الكتب وحده عبادة يؤجر عليها فاعلها ....

ثم إن تكوين المكتبة العامرة يشبه طلب العلم من جهتين:

الأولى: كما أن طلب العلم لايكون جملة في أيام وليالي كذلك تكوين المكتبة لايمكن أن يتم إلا من خلال متابعة للجديد من الكتب ... وهناك كتب نادرة، وكتب سرعان ماتنفد من الأسواق فمن لم يبادر بشرائها فاتته، وسيندم حين لاينفع الندم، وسيندم إن كان فيه بقية من طالب علم.

الثانية: أن طلب العلم الصادق يلجىء طالب العلم إلى دراسة مسائل ما كان يظن قبل ذلك أنه سيحتاج دراستها، وكذلك تكوين المكتبة ..... فالحاجة للكتب تنمو مع نمو طلبك للعلم. وكم من كتاب ماكنت أظن أني سأنظر إليه أصبح بعد في حجري لا أستغني عنه مادمت أبحث في العلم. فمن كان يجمع الكتب من بدايات طلبه للعلم سيحمد ذلك عندما يعرف قيمة ماجمع. وأما من كان لايشتري حتى يقرأ ماجمع، فإن انصلح شأنه فسيندم على سوء سياسته تلك بعد حين ولات حين مندم.

إلى آخر ماذكره الشيخ حاتم في كتابه نصائح منهجية لطالب علم السنة النبويةص 72 - 75.

وهذا كلام سديد في الجملة إذا تجاوزنا مافيه من مبالغات، وقد قصر فيه كثيرون، فأعرف عددا من أساتذة الجامعات المختصين يصرحون بأنهم لم يدخلوا مكتبة منذ سنوات كثيرة، وليس عندهم حرص على متابعة مايصدر من كتب في مجال اختصاصهم

وأعود فأقول: إن تحقيق ماذكره الشيخ حاتم على الوجه الذي ذكره لايتيسر لكثير من طلبة العلم إن لم نقل أكثرهم.

وأذكر كلمة لشيخنا الدكتور محمود ميره حفظه الله قالها لنا أيام دراستنا العليا في عام 1411 في كلية أصول الدين قال: إذا كنت ستتابع كل كتاب يصدر وتشتريه فأنت بحاجة إلى مال قارون، ومبنى مثل مبنى الكلية.

وهذا حق فشراء الكتب يحتاج إلى أموال لاتتيسر لكثير من طلاب العلم بسبب قلة مالهم أو كثرة مسؤولياتهم والتزاماتهم، وأيضا إلى مكان كبير يستوعب تلك الكتب، وهذا أيضا لايتيسر لكثير من طلاب العلم.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ينبغي لطالب العلم أن يحرص على جمع الكتب، ولكن يبدأ بالأهم فالأهم. فإذا كان الإنسان قليل ذات اليد، فليس من الخير وليس من الحكمة أن يشتري كتبا كثيرة يلزم نفسه بغرامة قيمتها، فإن هذا من سوء التصرف. وإذا لم يمكنك أن تشتري من مالك فيمكنك أن تستعير من أي مكتبة. (كتاب العلم ص 89)

إن على الطالب أن يراعي الأولوية في شراء الكتب حسب قدرته، فالكتب التي يحتاج إليها على نوعين:

كتب للقراءة والدراسة والحفظ فهذه يحرص على اقتنائها بأحسن طبعاتها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير