تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(ياحبيبي أنت .... ) .. هل حقاً لا تليق هذه العبارة بالعلماء والجادين!! ...

ـ[خضر بن سند]ــــــــ[29 - 04 - 09, 04:40 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله ......

قبل الحكم على الموضوع رفضاً أو قبولاً دعونا نحب بعضنا البعض .... ودعونا نجلب المحبة لمجتمعاتنا وأهلينا وعالمنا الذي نعيش فيه.

دعونا نكن صرحاء مع أنفسنا في مدى حاجتنا للمشاعر الجميلة قبل الفضة الغليظة ...

فإذا رأيت أن الموضوع لايناسبك فهذا لك , أو رأيت أن الموضوع لايصلح لأهل العلم فأشكرك على رأيك ....

وبعد ... هذه كلمات صدرت من قلب مكلوم من حبيب لحبيه , لم أكن لأنشرها .. لولا رغبة عدد من الفضلاء ومطالبتهم بنشرها لعلها أن تكون سلوى لكل محب , ربما يظهر بعض سرها لبعض الخواص أو من بعض الإشارات القادمة , و سأكتب على حلقات لعل الله أن ييسر تمامها ....

************************

3/ 5/1426 إلى 3/ 5/1430

يا حبيبي .... أنت عمري

وإني لتعروني لذكراك هزة ....... كما انتفض العصفور بلله القطر

كأرض جرداء قاحلة أصبحت أنا ...

ومثل وردة ذابلة أمسيت ...

فهاأنذا أتذكر أيام الحب الجميلة الرشيقة , أيام الود والصفاء التي حببت لي البقاء في كوكبنا الصغير الأرض.

ليست النفس البشرية إلا مجموعة من المشاعر المركبة , تختلط هذه المركبات بدماء وجسد لتكوِّن كائناً حياً يشمُّ الورد ويسمع الصوت العذب ويرى جمال الطبيعة الساحر.

وأما اللحم والدم والعظم فهي أعضاء تغدوا أشباحاً لا قيمة لها في لحظة سريعة , فنحن نعيش بأرواحنا ومشاعرنا , نعيش بحبنا وسعادتنا , نتجرع أحياناً شقاءً وبؤساً ونحتسي أحياناً نشوة الفرح , نعيش بخوفنا وأمننا , وأما أجسادنا فسوف ترمى تحت التراب في لحظة فقدان تلك القوة المحركة للهيكل العظمي والعصبي وهي قوة الإدراك والحس.

لا يلام الإنسان السوي على الحب , وإنما اللوم على فقدان المشاعر المرهفة والقوية , وليست اللحظات السعيدة إلا مجموع حياتنا القصيرة , وليست الآلام إلا محطات للإحساس بقيمة الصفاء والنقاء.

ليس الحب في عالم الأقوياء عيب بل هو من الصفات التي تدل على جمال القوة واكتمال الشخصية , فعندما يحب الشخص فذلك أمر محمود , وليس ضعفاً يوجب إسقاط الشخص واتهامه.

فيعقوب عليه السلام نبي كريم بلغ به البكاء من الحب لولده أن فقد عينية , وفقده لعينيه من كثرة البكاء وطوله بسبب الحب الذي لا نستطيع أن نسميه مفرطاً لعدم وضوح المقياس الذي نقيس به.

ومع ذلك لم يَسلبِ الله عنه صفة النبوة لأجل الحب الذي أفقده بصره , ولم يعتبر الحب الشديد ضعفاً لا يستحق المرء معه حمل أعباء النبوة.

وإذا تَعجَّب الناس من فقده لبصره بسبب البكاء المتواصل الكثير , فإن العجب الأكبر من هذا النبي الكريم هو عودة البصر إليه بسرعة خاطفة , بسبب إلقاء قميص المحبوب على وجهة.

قد يقال إن حُبّ يعقوب حُبّ من النوع العادي يصدر من كل أب للابن , ولكن هذا القول يصطدم بعقبة كؤود , إذ أن يعقوب عليه السلام لديه أحد عشر ولداً غيره , بإمكانه أن يقسم بينهم المحبة , بإمكانه أن يساويه تماماً ببقية أولاده , فلماذا زاد وطغى حب يوسف بالتحديد في قلبه؟ , لماذا انفرد هذا الفتى بحب فائق لم يسمع في التاريخ بمثله , وهذا هو السؤال الذي حيّر الناس في الحب بجميع أنواعه , كيف تسري حرارته في القلب؟ , ومتى يتغلغل إلى الأحشاء والجسم؟ , ومتى يذهب؟.

فما يُحدِثه الحب الذي مقره في النفس من أمراض عضوية حقيقة نطقت بها الكتب السماوية قبل الأطباء القدامى والمعاصرين , وأثبتها الله في كتابه لتكون عظة وعبرة.

ولذلك بإمكانك وأنت تقرأ قصة يعقوب عليه السلام أن تجيب على السؤال العربي الشهير (هل يقتلُ الرجلَ الحبُ؟).

فإذا فقد نبي بصره بسبب الحب والوجد وما سببه الفراق من كَمَد وأسَى , فقد يفقد بشر مسكين لا يملك من القوى العلمية والدينية ما يقوى به على متاعب الحياة أكثر من ذلك , فربما فقد المرء العادي توازنه أو عقله أو غير ذلك.

وإذا تأمل المرء طلب نبي كريم تجاوز الستين من عمره زيارة قبر الأم التي يحبها , فيقف على قبرها , ويتذكر صدرها الحبيب , يتذكر حنانها وشفقتها وقبلاتها , ثم يجهش أمام أصحابه باكياً , ولم يزل يبكي حتى يبكي من حوله لبكائه وشفقته.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير