تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[يا أرض انتحبي .. ويا سماء فلتبكي ..]

ـ[أبو هيثم المكي]ــــــــ[30 - 04 - 09, 08:52 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

[يا أرض انتحبي .. ويا سماء فلتبكي ..]

يُعصر القلب ألما من فقده ..

ويؤرقني الحنين بذكره ..

تجول ذكراه في خاطري ..

فينسيني نفسي وأهلي ومالي ..

أي رجل هو .. ؟؟

أي عظيم هو .. ؟؟

أي رحيم هو .. ؟؟

أي شفيق هو .. ؟؟

حمل همنا .. فنسيناه .. !!

شغل باله بنا .. فما عرفناه .. !!

يأمرنا لصلاحنا .. فعصيناه .. !!

ينهانا لفلاحنا .. فأبيناه .. !!

يبكي من أجلنا .. فما عرفنا له حقه .. !!

هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ... ؟؟؟

عصيناه علنا .. !

ادعينا حبه زورا .. !

يمر اسمه بأسماعنا وكأننا لا نعرفه .. !

كم قصرنا في حقه .. !

كم وكم .. !!!!

بأبي هو وأمي رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

بنفسي وأهلي ومالي هو ..

فداه كل قطرة في عروقنا ..

فداه كل دمعة في جفوننا ..

كم آسى من أجلنا .. ؟؟

كم ذاق المر بسببنا .. ؟؟

كم عثّر الجبهة لينصرنا .. ؟؟

أضاءت السماء ما بينه وبينها عند مولده ..

ولم نضئ قلوبنا بذكره .. !!

اهتز إيوان كسرا ..

ولم تهتز قلوبنا .. !!

انطفأت نار المجوس ..

ولم تنطفئ نار غفلتنا .. !!

بربي أي رحمة أسبغها الله علينا ..

خرج من مكة طريدا ..

كشَّر له أهله ومحبوه ..

آنسه الله بالصدّيق ..

ليكون له فداءا ..

فيا صدّيق ..

(رضي الله عنك)

كيف كانت حلاوة قرصات العقرب في قدمك وأنت تجعل من حجرك مرقدا له ..

كيف كان عذب دمعك ينزل عليه وأنت تخشى أن توقظه ..

وبأي نشوة كنت تشعر وأنت تسقيه اللبن ليرتوي ..

وكيف كان فزعك وخوفك عليه ..

ما حملك على أن تترك أهلك ومالك وتسكب الدمع لما علمت أنك سوف تكون رفيقه في الهجرة ..

أي شعور أحسست به ..

تساؤلات لن يجيب عنها ..

لأنه معه الآن في مستقر رحمة المولى ..

بأبي هو وأمي رسول الله صلى الله عليه وسلم

نام على الحصير حتى أثر الحصير على جنبه ..

فرآه عمر ..

فبكى حتى سالت دموعه على نحره ..

فقال المحبوب في حزن: ما يبكيك يا بن الخطاب .. ؟

فقال بلسان المحب المشفق على محبوبه ..

"يانبي الله ومالي لا أبكي؟ وهذا الحصير قد أثر في جنبك .. وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى, وذلك كسرى وقيصر في الثمار والأنهار" .. !!

فرد عليه في هون ولين ..

بلسان الذي أحب لقاء ربه .. وألهاه الشوق له عن الدنيا ..

"يابن الخطاب ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا" ..

فيا عمر ..

(رضي الله عنك)

أفديك نفسي ما أبكاك ..

أفديك نفسي ما الذي جعلك تحزن هذا الحزن ..

ما الذي رأيته حتى لم تستطع أن تكبح نفسك عن البكاء ..

أي حب هذا جعلك تذرف الدمع ..

أي شعور هذا لما رأيت حبيبك قد تأثر وتألم ..

تساؤلات لن يجيب عنها ..

لأنه معه الآن في مستقر رحمة المولى ..

بأبي هو وأمي رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

خرج إلى أهل الطائف ليدعوهم إلى الفلاح ..

فما كان منهم إلا أن ضربوه وآذوه ..

حتى الصبيان تجرؤوا عليه ..

نزل –فدته نفسي- وهو حزين ..

رجلاه تدمى ..

من أجل من تدمى .. ؟؟

ولصالح من تدمى .. ؟؟

فلقيه عداس ..

فما كان منه إلا أن أكب على قدميه الداميتان يقبلهما ..

جاءه ملك الجبال ..

فستأمره أن يطبق الأخشبان ..

فقال بلسان الرحيم الشفيق ..

لا .. لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يقول:

لا إله إلا الله ..

فيا لله .. كيف كان حبيبنا وهو في حزن ..

كيف كان همه وحزنه ..

كيف كان يمشي الحبيب ورجلاه داميتان ..

كيف هم ولم يعرفوا قدر هذا العظيم ..

وكيف بك يا عداس وأنت تقبل قدميه ..

كيف كانت لذت التقبيل ..

كيف كان برد قدميه الشريفة عليك ..

وأي رحمة تلك منه عليه الصلاة والسلام ..

أي شفقة يحملها على من آذوه وأخرجوه ..

أي عظيم هو عندما أتى في فتح مكة ..

وقد كانت مدمرة بأمر منه إذا أمر ..

لكن ماذا قال هذا الرحيم الشفيق ..

إذهبوا فأنتم الطلقاء ..

بأبي هو وأمي رسول الله صلى الله عليه وسلم

أقسم بلال ألا يؤذن بعد موته صلى الله عليه وسلم ..

ففتح الله على عمر البلاد ..

فطلب من بلال أن يؤذن وألح عليه ..

ولسان حاله يقول: ....

ذكرنا بأيام حبيبنا وأنت تؤذن ..

ذكرنا باسمه يعلو في السماء بالحق ..

فأذن بلال ..

فلما بلغ .. أشهد أن محمدا رسول الله .. بكى ..

وعلى صوته ونحيبه بالبكاء ..

فبكى الناس وبكى عمر ..

فارتجت المدينة بالبكاء ..

لمن بكوا .. ؟؟

فقدوا من .. ؟؟

لماذا بكى بلال .. ؟؟

لماذا بكى الناس .. ؟؟

بأبي هو وأمي رسول الله صلى الله عليه وسلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير