تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كل الكائنات تعرف قدره ..

كل الكائنات تعظمه ..

فلماذا لا نعرف قدره .. ؟؟

فلماذا لا نعظمه .. ؟؟

يسلم عليه الحجر محبة له ..

ولسان حاله يقول: أفديك نفسي ..

تظلله الشجرة محبة له ..

ولسان حالها يقول: أفديك نفسي ..

تأتيه الشجرة بمناداتها ..

ولسان حالها يقول: أفديك نفسي ..

تتكلم الشاة وهي على المائدة ..

ولسان حالها يقول: أفديك نفسي ..

احذر السم يا رسول الله ..

السماء تحبه ..

الأرض تحبه ..

البحار تحبه ..

الأشجار تحبه ..

الأحجار تحبه ..

البشر ... هل تحبه .. ؟؟؟

كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب على جذع نخلة ..

فأحب الجذع قدماه ..

وقربه إياه ..

وكأنه كان يعد الدقائق والثواني حتى يأتي موعد وقوف المحبوب عليه ..

ليكون فداء قدميه ..

ولم يزل على تلك الحالة ..

حتى صُنع للمحبوب منبر ..

ولكن ذلك لنفس الجذع مؤلم ..

كيف وسوف يغادره المحبوب ..

وقد عاش معه أسعد لحظات عمره ..

فمر المحبوب من جانبه حتى يرتقي منبره الجديد ..

فلما جاوز ذلك الجذع الذي كان يخطب إليه ..

خار كخوار الثور بكاءا حتى تصدع وانشق ..

وارتج لخواره وبكاءه حزنا لفقد محبوبه ..

وحن وأن ..

وسمع ذلك كل من في المسجد ..

فنزل المحبوب ليداوي العليل ..

فاحتضنه احتضان الحبيب ..

حتى سكن وهدأ ..

ولسان حاله يقول: قد رضيت .. قد رضيت .. قد رضيت ..

فقال –بأبي وأمي- صلى الله عليه وسلم:

"لو لم ألتزمه لما زال هكذا حتى يوم القيامة حزنا .. "

جذع يحن ويئن ويبكي على فقد رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

فهل بكينا على فقده ..

فهل حزنا على فراقه ..

ها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتقل إلى الرفيق الأعلى ..

يتألم حبيبنا من شدت الحمى ..

يفيق تارة فيغمى عليه تارة أخرى ..

في كل وقت يقول أصلى الناس .. ؟؟

حتى في ذلك الوقت وهو يفكر في الناس ..

صلى أبو بكر فلم يستطع من شدة البكاء ..

أتاه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ففرح الناس وكأنهم أسلموا في حينهم ..

حتى بات في حجر عائشة الرضية ..

ونفسه تُقبض ..

وهو يقول: بل الرفيق الأعلى .. بل الرفيق الأعلى ..

بأبي هو وأمي رسول الله ..

كم بكيتُ من هول هذا الموقف ..

كم اعتصر قلبي ألما وحزنا ..

نعم .. قد مات ..

نعم .. قد مات أعظم الخلق ..

نعم .. قد مات أرحم الخلق.

نعم .. قد مات أشفق الخلق ..

كم هو عظيم حبيبنا ..

كم هو رحيم حبيبنا ..

حتى في مواقف الحشر ..

وكل واحد يقول نفسي نفسي ..

وكل الأنبياء يخافون من شدة هول ذلك اليوم ..

والنار لها شهيق وزفير ..

وتأكل بعضها بعضا ..

وكل نبي يوصي بالذي بعده ..

حتى يأتي الناس إلى محمد عليه الصلاة والسلام ..

ليشفع لهم ..

فيقول: أنا لها .. أنا لها ..

فيخر ساجدا تحت العرش ..

فيفتح عليه من المحامد والثناء ..

فيقال له: يا محمد ارفع رأسك .. وسل تعطى .. واشفع تشفع ..

ماذا نعتقد أن يقول من كان في ذلك اليوم وذلك الموقف ..

ذلك الموقف المهول ..

(يوم يفر المرء من أخيه, وأمه وأبيه, وصاحبته وبنيه, لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه)

هل يطلب لنفسه .. ؟؟

أم يبدأ بنفسه ثم بغيره .. ؟؟

بل حتى لم يذكر نفسه ... !!

ويقول ياربي ..

أمتي أمتي ..

أمتي أمتي ..

أين أمته منه ... ؟؟؟

أين أمته أليوم ... ؟؟؟

يا أرض انتحبي ..

ويا سماء فلتبكي ..

ويا جبال فلتطمي الخدود ..

ويا بحار فلتشقي الجيوب ..

يا دنيا فلتنوحي ..

فإن الله لم يحرمها عليكي ..

لفقد حبيب ملأ الدنيا حبا ..

لفقد عظيم خلف صحابة عظماء ..

لفقد محمد بن عبدالله ..

لفقد الطفل اليتيم الذي بعث منارة للدنيا ..

لفقد النبي الذي لم يذق طعم الأمومة ..

لفقد النبي الذي لم يذق طعم الأبوة ..

لمثله فلتبكي البواكي ..

بموته فلنخفف عن مصائبنا ..

أي مصيبة أعظم من هذه المصيبة ..

أي بلاء حل على البشرية بفقده ..

أي كارثة عاشها المسلمون ..

كل المصائب تهون أمام مصيبة موته صلى الله عليه وسلم ..

إن العين لتدمع .. وإن القلب ليحزن ..

ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ..

حسبنا الله ونعم الوكيل ..

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..

بقلم أبو هيثم المكي

ـ[أبو هيثم المكي]ــــــــ[30 - 04 - 09, 10:13 م]ـ

حياكِ الله أختي ..

بارك الله فيكِ ..

انقليها ولا تستأذني ..

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير