تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[رسالة إلى كل متكبر متغطرس]

ـ[أبو هيثم المكي]ــــــــ[02 - 05 - 09, 03:52 ص]ـ

http://up.stop55.com/upfiles/BdE37311.gif

[رسالة إلى كل متكبر متغطرس]

إلى كل مخلوق ضعيف مسكين ..

إلى كل من غره زيف الحياة وبهرجها ..

حتى ظن نفسه منفردا في هذا الوجود ..

نظر إلى كل الخلائق دونه ..

وكأنه خلق من الإبريز ثم استخلص فتذهب .. !!

فليتفكر في مبدأ وجوده ومنتهاه ..

فأصله من الطين ..

وخلق من ماء مهين ..

ومنتهاه تحت الثرى دفين ..

ترك كل المثل العليا وجعل من إبليس وفرعون وقارون مُثلا له .. !!

فماذا فعل إبليس اللعين .. ؟؟

وإلى أي مدى أرداه كبره وغروره .. ؟؟

أمره الله بالسجود لآدم ..

فأبى استكبارا وعتوا وحماقة ..

وقال بلسان الغبي: (أنا خير منه .. ) .. !!

فكان الجواب: (قال فاخرج منها فإنك رجيم, وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين) ..

(قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين) ..

فكان جزاؤه الخزي والوبال ..

ثم فرعون الأحمق ..

ماذا فعل عندما استخف قومه .. ؟؟

تكبر وتجبر وتعالى وقال بلسان الأحمق المسكين ..

(يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى وإني لأظنه من الكاذبين) ..

هكذا عندما يطغى الكبر على العقل حتى يكسوه بالسذاجة والسماجة ..

فماذا كان مصير هذا الأحمق .. ؟؟

مصيره الإغراق وإلقامه الطين من قِبل جبريل الأمين ..

قال الله عز وجل: (وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين (90) آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين (91) فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون (92) .. ) الآية.

فانظر كيف أخزاه الله على تيهه وغطرسته واستكباره ..

ثم قارون ماذا قال عندما دعي للإيمان .. ؟؟

(وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين (77) .. ) ..

فقال: (إنما أوتيته على علم عندي .... ) ..

فتكبر وتجبر وتبربر ..

(فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم (79) وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون (80) .. ) ..

فماذا كان الجزاء .. ؟؟

(فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين (81) وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون (82) تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين (83) .. ) ..

هؤلاء هم أئمة كل متكبر على وجه الأرض وفي كل زمان ومكان ..

وكل واحد منهم أرسل كلمات كانت علما عليهم وعلى كل مؤتس بهم ..

وهي: (أنا) و (لي) و (عندي) ...

فإبليس اللعين قال: (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) ..

فسارت نهجا لكل متكبر أحمق إبليسي ..

فلا تجده إلا ويكثر من قول: أنا فعلت, وأنا تركت, وأنا من صفتي ..

وفرعون قال: (يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون) ..

فحفظها كل متغطرس فرعوني ..

فنجده دائما يدندن: لي كذا,, إليس لي كذا ..

وقارون قال: (إنما أوتيته على علم عندي) ..

فرددها كل غبي هاماني ..

فلا نجده إلا مكثرا من قول: عندي وعندي وعندي ..

فهؤلاء هم أئمة وأسوة كل متكبر إبليسي فرعوني قاروني ..

يُذكر أن رجلا رأى متكبرا في السوق ..

فما زال يرمقه ببصره ..

حتى ساء ذلك المتكبرَ, فقال ..

أنت .. !! ألا تعرفني .. ؟؟!!!

فرد عليه الرجل في سخرية ..

بلى والله أعرفك .. !!

أنت ابن آدم المسكين ..

تحمل في جوفك العذرة ..

وبعد موتك جيفة قذرة ..

وتدميك البقة ..

وتقتلك الشرقة ..

ويذكر أيضا أنه مر بعض أولاد المهلب بمالك بن دينار وهو يتبختر في مشيه ..

فقال له مالك: "يا بني لو تركت هذا الخيلاء لكان أجمل بك, فقال: أو ما تعرفني؟؟ , قال: أعرفك معرفة أكيده, أولك نطفة مذرة, وآخرك جيفة قذرة ..

وأنت بين ذلك تحمل العذرة .. "

فأرخي الفتى رأسه وكف عما كان عليه ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير